shopify site analytics
لاصحة لما يشاع عن عطل في طيران اليمنية - جامعة إب تدشن الموقع الرسمي لمجلة الباحث الجامعي - قمم عربية ليس لها اي قرارات... - عجلة طائرة اليمنية لم تفتح بعدن كادت ان تقع كارثة - انشطة بحثية زراعية في مديرية بني الحارث - 13 دولة تحذر إسرائيل من الهجوم على رفح - مصطفى بكري يكشف سرا عن سيارات العرجاني - لماذا لم يلق الأسد كلمة في قمة المنامة؟ - الأمم المتحدة: نقص التمويل كارثي في السودان - تحذير بوتين للغرب يثير هلع الامريكان -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - بقلم/ احمد الشاوش

الأحد, 05-مايو-2024
صنعاءنيوز / بقلم/ احمد الشاوش -


الأحد, 05-مايو-2024

بقلم/ احمد الشاوش
كل الشواهد والحقائق تؤكد ان اليمن أصبح اليوم مجرد براميل للتقسيم وساحات للمعارك وملعب لتصفية الحسابات الاقليمية والدولية ، وان اليمنيون يبحثون عن السلام الضائع الذي أصبح مجرد أشبه بالمواعيد العرقوبية لدى المبعوث الاممي ووهم لدى القوى السياسية المتصارعة وتجار الحروب الذين يرون في استمرار اليمن المقسم والملغم فرصة لجمع الثروات .

وأن موقعه الجغرافي والاقتصادي وثرواته الطبيعية المتنوعة ومنافذة البرية والبحرية وجُزرة الجميلة والغنية على البحرين الاحمر والعربي ومضيق باب المندي والمحيط الهندي محط انظار الدول الطامعة والمهيمنة وسبباً في أفتعال ازماته وصراعاته وحروبه وتجزأته وتقاسمة وافقاره وتجويعه واعادته الى تحت خط الفقر وفق دراسة الهدف منها ايصال المواطن والشعب اليمني الى قناعة تامة بالسكوت والصمت والخضوع للمشاريع المشبوهة مقابل البقاء على قيد الحياة بأتفه الاشياء مالم فالكل تحت قصف نيران صديقة او تجويع الاخوة الاعداء..

ورغم فتن ومؤامرات بعض ابناء اليمن وجيرانه واصدقائه وتنكر نُخبه وغيرهم من الوحوش والذئاب المفترسة ، تظل اليمن أمر واقع لا يمكن ازاحتها عن الخارطة او التهام اراضيها ومصادرة سيادتها وسحق شعبها وان حدث بعض ذلك بمساعدة اوتراخي هذا الطرف اوذلك فسرعان ما تنتفض ضد الغازي والمحتل وادواته بطول اليمن وعرضها ، لان اليمن حضارة ودولة جذورها ضاربة في أعماق التاريخ وشعبه صبور وعصي.. "يرعى مع الراعي ويأكل مع الذئب".

ومن ثقافة وطبائع اليمنيين انهم يسايرون الاحداث ويركبون الموجة ويساندون الاقوى ويلعبون ويتلاعبون مع المنتصر ، ويجيدون ثقافة الفيد والانتظار والانتصار والهزيمة والرقص على حبال الشياطين وجثث الثعابين.

شعب يهوى اللعب على الحبال بالفطرة ، ويجيد فنون القتال والصمود والتعصب والتخندق والنفاق والمجاملة والصدق والمزايدة والامانة والخيانة ونسيان الالم وتذكر الجراح والدماء والدمار.. قابل للبرمجة والتحول الى أي اتجاه مثل البوصلة او عقارب الساعة رغم طيبته وسجيته واصالته ونخوته ومناصرته ورغم ذلك هو اكثر الشعوب حباً للحياة والموت لكنه يفتقد الى القدوة الذي ينتشله من عالم الظلام والتخلف والجهل الى المستقبل الآمن.

شعب عجيب عبد الشمس ومجد الالهة وقدس الاصنام .. أول من تهيود وتنصرن في الجزيرة العربية .. وأول من اسلم برسالة وخاض المعارك والغزوات والفتوحات الاسلامية في الشرق والغرب ودفع أكبر ضريبة في التاريخ.

شعب لطيف جداً تحتويه بخطاب سياسي أو خطبة جمعة أو وسيلة اعلامية أو كلمة رقيقة أو سلة غذائية وتكسبه في مقيل عابر أو عزومة شيخ او وزير أو حتى كأس من الشاي فسرعان ما يسجل موقف أو يرد المعروف .. شعب ميال لكل جديد وجميل ورغم انه مسالم وقانع بماقسمه الله ويريد ان يلتقط انفاسه بعد ان بلغت الروح الحلقوم ، لم تتركه مراكز القوى العابثة هنا وهناك ورغم ذلك ينتظر لحظة التغيير.

أغرق العالم اليمن بسيل من النظريات والمبادئ والافكار والايدلوجيات من سنة وشيعة و شيوعية وماركسية ولينينية واشتراكية وناصرية وبعث واخوان مسلمين وسلفيين وقاعدة واسماعيليين وبهائيين وداعش وغيرها من التيارات السياسية والمذهبية والاجتماعية المتحضرة والمتخلفة ، فكان السواد الاعظم من ابناء جلدتنا ومثقفينا هو سرعة التأثر واعتناق تلك البضائع والموجات والافكار المستوردة والمتناقضة وجعلها منهاج حياة رغم تعارضها مع طبيعتنا وبيئتنا وتقاليدنا في محاولة للخروج من الازمات وتارة تحت المصالح الشخصية وأخرى نتيجة للتبعية التي حولت الكبار الى أدوات والصغار الى ألعاب اتاري.

والملفت للنظر ان اليمنيين يتأقلمون مع العواصف السياسية ويرقصون على أنغام المذاهب ورنين الايدلوجيات وترانيم النظريات وايقاع التقاليد الاجتماعية وأسرع ما يندمجون مع أي نظام جديد ويقدسونه ويبترعون على طبول هذا الزعيم أو ذلك الحزب حتى يُخال الى ذلك القائد والمسؤول ان الامة تقدم ارواحها فداء له ومبادئه وشعاراته أو يعتقد هذا الحاكم او ذلك القائد انهم أصبحوا في جيبة او مع تلك الجماعة او ذلك النظام حتى اذ اما هدأت العاصفة وأعتقد الحاكم ان كل شيء صار تحت السيطرة واسترخى وغفل وغفت عينه وظن ان الكل يسبح بحمدة تحول بسطاء الناس الى بركان مدمر والشياطين الى عاصفة شديدة تضع نهاية للظلم والاستبداد ، دون ان يدركوا شيطنة هذا الطرف او ذاك او صدق وثقة وحقيقة القادم ، لان الغريق يتعلق بقشاية كما يقولون في المثل الشعبي.

اليمنيون مزاجهم متقلب مثل الفصول الاربعة التي تضرب المدن اليمنية خلال 24 ساعة ، وتدخل البلد في دوامة ، ومن ثقافتهم المسايسة والمناورة والمهادنة والخضوع والاصطفاف مع القوي كأمر واقع تارة من أجل المعيشة واخرى خوفاً على أنفسهم وبيوتهم واراضيهم واموالهم أياً كان لون وشكل النظام وتوجهه للبقاء على قيد الحياة.

وما أن تهدأ العاصفة ويستنزف هذا الطرف او ذاك قوته وسمعته وثقته ويتملكه الخوف وتتسابق بطانته على المال والثروة والحسد والخلافات حتى يبدأ الانهيار وافول نجمة ومرحلة السقوط التي تتداعى عليه الامم كما تتداعى على قصعتها وتأتي السيول الجارفة من كل مكان لتجرف ذلك النظام الفاشل و الحاكم الظالم او تلك القوة الجبارة التي تجردت عن مبادئ الصدق والرحمة والانسانية والعدالة والانصاف .. وفقاً لقوله تعالى :

" قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" ال عمران 26.

ولنا في التاريخ السياسي الكثير من المشاهد والدلائل على النهايات المأساوية لبعض الحكام والدول والشعوب بشقيها الملكي والجمهوري ، وما الثورة الفرنسية والمصرية وثورة 26 من سبتمبر 1962م والثورة الايرانية ضد الشاه ، والحديث عن نهاية فرعون وغيره الا انعكاساً للتمرد على الظلم والاستبداد وتحقيق كرامة الانسان ، وعلى كل من تعرض للظلم او ادعي ذلك وهيئ له الله الاسباب وأوصله الى السلطة ان يعتبر وان يكون الاقرب الى تحقيق العدالة وازالة الظلم وانصاف العباد حتى يمد الله في عمره.

والشيء الغريب ان بعض النُخب والقيادات والرموز السياسية والدينية والاجتماعية من مراكز القوى العابثة تسعى الى شق وخلخلة صف أي نظام في الماضي والحاضر واللعب من الداخل لتصفية حساباتها مع بعض الخصوم ، دون ان تدرك ان مصيرها وغيرها هو الزوال بعد استغلال الجاة والمنصب والثروة والاحداث والتطورات وتفتح على نفسها وغيرها أبواب جهنم الجميع في غنا عنها.

والواقع يؤكد ان الطغيان والاستبداد وغياب العدالة والمساوة بين ابناء الشعب الواحد وغياب الحقوق وتحميل الناس مالا طاقة لهم به ، يسرع من انهيار أكبر الدول مابالنا بالدول الصغيرة والجماعات الاصغر ، كما ان تنافس مراكز القوى وتصارعها ومحاولة كل جماعة أو شلة ازاحة المنافسين لها من طريقها من السلطة والثروة ، قد يؤدي الى نهاية بشعة ومأساوية للجميع حكاماً ومحكومين وما اختلاف وتصادم مراكز القوى العابثة في ايام الرئيس علي عبدالله صالح والجنرال علي محسن وحميد الاحمر وحزب الاصلاح والمؤتمر والنُخب والهاشميين واللقاء المشترك والمشايخ من تحت وفوق الطاولة الا عنواناً ومقدمة لفوضى الربيع العربي ونهاية مدمرة للدولة والمؤسسات والجيش والاقتصاد والشعب وجميع القوى السياسية التي فجرت في الخصومة ولجأت الى الفوضى بعد ان تمرد البعض على الاحتكام للدستور والقانون وهرول الى تنفيذ أجندات خاصة وخطط اقليمية ودولية مشبوهة الهدف الرئيسي منها تدمير وتمزيق اليمن وضرب وحدته الوطنية ونسيجة الاجتماعي خدمة للجلاد الامريكي والعدو الصهيوني واصحاب المشاريع الرخيصة في الداخل والخارج.

اليمن ليست مجرد خنادق ومعسكرات ودشم وبراميل وقطع طريق ورسوم وجمارك وضرائب وجبايات وابترزا وتهديد ووعيد أو مساعدات واستجداء للمنظمات الدولية والسفارات المشبوهة وسجون وتهم في طول اليمن وعرضها وانما.. اليمن أكبر من تلك السياسات العقيمة والنظرات الضيقة والاستقواء بالاجانب ..

اليمن كبير برجاله وشبابه ونسائه ونُخبه ومثقفيه ومفكريه واحزابه واطبائه ومهندسية ومبدعيه وعباقرته التي أضطرتهم الصراعات السياسية والمشاريع المشبوهة بعضهم الهجرة الى دول الخليج وامريكا واوروبا للبحث عن لقمة العيش بعد ان فقدوا كل شي في اليمن السعيد الذي حولته القوى الانتهازية الى تعيس .

اليمن غني بقيمه واخلاقه وعاداته وتقاليدة وحضارته وتجارته واقتصادة وثرواته وبحاره وجُزرة وسيادته وموارده البشرية وتياراته السياسية والثقافية والفكرية وتنوعه وتدفقاته ، وكل خائن أو مرتزق وعميل ومخرب ومتواطئ وجلاد لايُمثل أصالة وقيم ونُبل الشعب اليمني الذي يأبى الظلم ويرفض الفساد والتبعية ويحب الازدهار والسلام..

اليمن ليس مجرد دكان للسنة وسرداب للشيعة وبدروم للشافعية وهضبة للزيدية و جبال للا سماعيليه ووديان للسلفية وحائط للبهائية ودولة للاخوان واخرى للامامة وثالثة للقومية والوطنية والفنادق والمزايدين وانما وطن لكل اليمنيين وخيمة يستظل تحت سقفه الآمن جميع اليمنيين بكافة مشاربهم السياسية والاجتماعية والفكرية ..

أخيراً .. اليمن لايمكن ان تقوم له قائمة الا في ظل قيم التسامح والتعايش والحوار والمصارحة والمصالحة والمشاركة السياسية والترفع عن الجراح ونسيان الماضي الاليم والولوج الى واحة السلام بعيداً عن الثارات والانتقام والحقد والكراهية والقروية والمناطقية والاسرية والتبعية مالم سنظل حكاماً ومحكومين مجرد عبيد وحطب يُقذف بها في أفران ومطابخ ومصالح الدول الاقليمية والدولية .. فهل من رجل حكيم؟.

shawish22@gmailcom
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)