صنعاء نيوز/ د .عمر عبرين -
إذا قررت في يوم ركوب ( الباص ) بالجمهورية اليمنية ، فإنك ستلاحظ الكثير من المشاهد التالية :
كثير من الركاب يقبلون بالجلوس ( كرابع ) على كرسي لا يتحمل أكثر من ( ثلاثة ) أشخاص ، وإذا زاد عدد الركاب عن طاقة تحمل الباص ، يصرخ الراكب ( الرابع ) بطريقة يقصد بها ( السخرية ) وبنفس العبارة التي ( يكررها أكثر من ألفين شخص ) في اليوم ، ( سوي لك دور ثاني ) !!!
على الرغم من تحميل الباص بالركاب فوق طاقته ، قرر أحد السائقين تخصيص الكرسي الذي بجانبه ( كمتكى ) أثناء تناوله القات في الفترة المسائية ، بعدها أصبح ( نفس الكرسي وفي كل الباصات ) ، محجوز ( للمتكى ) حتى في الفترة الصباحية !!!
وإذا قرر أحد الركاب النزول ( يقف سائق الباص وسط الطريق ) ، وإذا أكمل السير وتصادف وجود سيارة ( واقفة قدامه ) ، يصرخ سائق الباص ( الشارع مش حقكم ) !!!
وإذا صادف مرور الباص من سوق القات ، ورددت بصوت مسموع ( مشاكل اليمن كلها سببها القات ) فإنك بالتأكيد ستجد من يعارض وجهة نظرك ( وبنفس الأسطوانة المكررة ) ( القات أحسن لنا من المخدرات ) وكأن كل سكان الأرض ( غير المخزنين ) ( بالمخدرات مسطولين ) !!!
وإذا صادف مرور الباص من شارع تونس في صنعاء وقت الظهيرة ، فإنك ستجد الناس يتزاحمون على مطعم متخصص في تقديم الدجاج المشوي ، معروف بـ ( الحرازي ) نسبة للبلد التي ينتمي لها صاحب المطعم ، بعدها ستجد ( كل مطعم يشوي الدجاج اسمه الحرازي ) حتى لو كان صاحبه من ( ريمه ) !!!
إذا انتهيت عزيزي القارئ من قراءة تلك المشاهد أو عاصرت بعضاً منها ، فهل أدركت مغزى ( الباص ) ، وهل أيقنت أننا مجتمع يمارس ما يحرمه على الغير ، ويردد ما يسمع دون تفكير ، ويقلد ما يرى دون تدبير ؟!!!
[email protected]