صنعاء نيوز - يمنياً ..نُرقِم على الماء منذ زمن..انظروا إلى محنة المجلس الوطني الذي صعدت به المعارضة إلى برج الأحلام فإذا بالسقف سقف حميد ..

الأحد, 28-أغسطس-2011
صنعاء نيوزعبدالله حزام -
يمنياً ..نُرقِم على الماء منذ زمن..انظروا إلى محنة المجلس الوطني الذي صعدت به المعارضة إلى برج الأحلام فإذا بالسقف سقف حميد ..وباسندوه جاهز لسد الخلل وكأننا في صلاة جماعة موقوتة من اثنين فقط.!!وبعد التسليم من هذه الصلاة وجد الناس أنفسهم أمام نسخة ثانية من اللجنة التحضيرية للحوار الوطني ..!!
عموما مات المجلس بقصور حاد في التنفس في قاعة كلية الشريعة والقانون حتى قبل أن يُعلن أمام الأشهاد أن أغلب أعضاء المجلس المنتظر الذين حُشرت أسماؤهم فيه آخر من يعلم.. !
على كلٍ كان متوقعا تلك الجنائزية المهيبة والمكللة بانسحاب اغلب أسمائه لأن المعارضة على مايبدو لم تقدم مندوبيها ومندوبي المستقلين من شباب وخلافه إلى الاجتماع التأسيسي على أساس من التمثيل الديمقراطي والقاعدي ..!!وتمت الطريقة كالعادة بزامل :حيّابهم ..حيّابهم المعتمد في الساحات !!
والمسألة كما يبدو لي - ليست إلا- شراهة لعقد المجالس والمؤتمرات واللقاءات التي تؤكد تخمة عند القوم منافية للطبائع..ولا جديد معها من أجل انتشال البلد من براثن نذر الحرب .. مادامت اليد على الزناد !!
قد يقول قائل هناك نوايا طيبة عند المعارضة. .سأقول :ابتعدوا عن تعميم هذا القول مائة قدم ..لأننا نعرف مستقر ومستودع النوايا الطيبة ..وإن وجد شيء من تلك النوايا .. ستظل على مايبدو محفوظة في الصدور كما القرآن الكريم قبل أن يأمر الخليفة أبو بكر الصديق بجمعه ..وحتى تتحقق تلك النوايا سيكون البلد قد انتهى به المطاف إلى تحول مجهول..!!
وسترك يارب من ذلك التحول إلى المجهول خصوصا وهناك من يرنو بصره إلى حلف الناتو الحلف الذي يضم ثلاثين دولة بزعامة الولايات المتحدة ويملك أكبر ترسانة من الأسلحة الحديثة في العالم وربما التاريخ بأسره..بل ويريدونه على الطريقة (البنغازيه) ليكون بيننا وتشاركنا قواته حتى (سمبوسة )الإفطار.. وربما قد يستل إسلاميو الثورة دليلا شرعيا طازجا يبيح الإفطار على وقع غارات الناتو بدلا عن مدفع الإفطار الصوتي الذي يطلق من جبل نقم ..!!
عربيا خارج حدودنا الوطنية نحن أمام مفارقات تقشعر لها الأبدان وقودها الناس والسيادة الوطنية.. كيف؟
ليبياً وهي الحالة المُغَمّسة بمعمعان التغيير بالدم والناتو.. لست متفائلا بماحدث هناك بالرغم من أن البعض هلل وكبر وعَدّ دخول قصر العزيزية نصرا رمضانيا بامتياز يمكن ترقيمه في قائمة غزوات وفتوحات من نوع :فتح مكة والأندلس وغزوة بدر وتبوك وعين جالوت .. وكلا يغني على ليلاه !! أما عدم تفاؤلي فمرده إلى انقسام المعارضة الليبية والتي تبدو عملية توحيدها في كيان واحد أمراً أصعب من الإطاحة بنظام القذافي نفسه..!!
لاسلمية في تحولات اليوم ..ونأمل أن لاتجد براميل غاز الخردل الكيماوية القاتلة طريقها إلى رئات الطرابلسيين..على وقع نشوة نصر المجلس الانتقالي هناك الذي رفض الحوار على مناكب ليبيا وخارجها مفضلا طريقة الناتو في الحصول على جعالة السلطة ..!! لكني مُطمئن على الآخر لأن قوات الحلف ..لن تدخر حتى مللي ثانية كي تعرف مكان البراميل التي تعدها من أنفال طرابلس المهمة!!
سورياً..هناك كثر كما ليبيا يدفعون بالبلد إلى ذاك التحول الذي يقود إلى المجهول ..فماذا بعد خروج البعض من بيوتهم كمشاريع شهادة فعلية وليس في المجاز ليواجهوا مشروع إصلاحات الرئيس الأسد؟ وماذا بعد معارضة في الخارج تجوب الأرض طولا وعرضا لعقد مؤتمرات ولقاءات و مجالس تعرض فيها بضاعتها على (فاترينات) انتماءات المشاركين الأثنية والدينية والطائفية والعشائرية، والتفاخرفي تلك المؤتمرات بإعلان هويات سياسية أو فكرية، علمانية وإسلامية وليبرالية ويسارية!وأكثر من ذلك أنها تأنس في نفسها حقّ تمثيل الناس لأنها المخلصة وماعداها من أبناء الشعب السوري فلول ومرتزقة يستحقون الموت بالكهرباء..!!.والخوف كل الخوف على سوريا من سيناريو العراق المفتت والطائفي..!
قصارى القول أن اليمن بعيدة عن النموذجين الليبي والسوري بالنظر إلى خارطة الواقع لأن القاعدة العريضة من الناس مع الأمن والاستقرار والوحدة وضد التشظي ..وهناك أيضا استيعاب لمسألة أن أي تحول في اليمن لن يكون بعيداً عن صيغة حرب بالوكالة لصالح تنظيم القاعدة ومن خلفه مناوئي الدولة المدنية الذين يطالبوننا أن نقيم لها عزاء مفتوحا من الآن .. !!
في حالتنا اليمنية أيضا "الصعبة ضاعت" على المعارضة من خلال تكاثر المجالس والائتلافات الثورية واللقاءات والانقسامات وقطع الطريق على أي مشاريع إصلاحية أوحوار من جانب السلطة ..وزادت المعارضة الأمر سوءاً بخفتها في عدم اعتناق التسامح وقيم الدولة المدنية..ناهيكم عن دورها المشهود في تراجع عمليات الإصلاح الاقتصادي التي كانت الحكومة قد بدأتها..!
صحيح ليس هناك صداقات دائمة، ولكن هناك مصالح ثابتة..!!وعلى خطى هذه المقولة البرجماتية يتعامل البعض مع الوطن كالشخص الذي بنى مسجدا فعندما شاهد المصلين كُثر حَوّلهُ إلى مطعم؟!..نخشى أن نتجاوز الحدود الآمنة للمقولة فنحول الوطن إلى رماد قد تشتد به الريح في يوم عاصف..!!
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 22-مايو-2024 الساعة: 07:06 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-10376.htm