صنعاء نيوز - (نريد العودة إلى بيوتنا) قالها زميل أبيني قديم بمرارة تحمل الكثير من المعاناة الحقيقية التي لا ينتظر من ورائها مكسبا سياسيا ولا انتصارا جماهيريا

السبت, 24-ديسمبر-2011
صننعاء نيوزمعين النجري -
(نريد العودة إلى بيوتنا) قالها زميل أبيني قديم بمرارة تحمل الكثير من المعاناة الحقيقية التي لا ينتظر من ورائها مكسبا سياسيا ولا انتصارا جماهيريا ولا ظهورا إعلاميا على شاشات الفضائيات، فقط يريدون العودة إلى بيوتهم .
أليس هذا المطلب مشروعا بل ومقدسا عند كل البشر على هذا الكوكب ؟ بكل تأكيد لا أحد يمكن أن يجيب بـ"لا" .
إذن ليعلم الجميع ان هناك في أبين مأساة مسكوتاً عنها من قبلنا جميعا، التمعن في تفاصيلها يكشف لنا مستوى إنسانيتنا الحقيقي وكم نحن بحاجة إلى إعادة ترتيب أولوياتنا بحسب المعايير الأخلاقية والإنسانية . خاصة العاملين في وسائل الإعلام بكل أطيافها وألوانها.
نحن المهووسون بمتابعة تقاسم السلطة في صنعاء وأخبار الوزراء الجدد ورفع المتارس والحواجز من الشوارع، ونسينا أن لنا أهلاً يباتون في العراء أو في منشآت حكومية يفتقدون لأبسط مقومات الحياة.
نساء وأطفال وشيوخ لهم بيوت عامرة في قراهم ومدنهم إضطروا لتركها إثر معارك عنيفة دارت رحاها على رؤوسهم بين تنظيم القاعدة والجيش الوطني، حرب لم تترك لهم خياراً سواء ترك المنازل والمزارع والمحلات التجاريه وحلهم وحلالهم واللجوء إلى العراء أو إلى مراكز إيواء لن تكون أبدا بديلة عن ما تركوه .
أشهر مرت وما تزال مئات الأسر تتجرع ألم ومعاناة التشرد والعوز لأبسط مقومات الحياة ونحن في وسائل الإعلام غارقون في تداعيات وانعكاسات الأزمة السياسية.
ننتظر ببلاهة لما سينطق به شركاء الوفاق الوطني لنتسابق في تفسير كلماتهم وتأويلها وتحليلها بحثا عن كسب رضى هذا الطرف أو ذاك .
نعم .. لقد جنب هؤلاء انزلاق البلاد إلى الهاوية، وصحيح أن ترفيع المتارس وإزالة مظاهر التوتر شيء مهم، وبالتاكيد سيكون إخلاء المدن من المسلحين وإعادة الحياة إلى طبيعتها عملا عظيما. لكن كل ذلك ليس أكثر أهمية من وضع حد لمعاناة أهلنا في أبين والعمل بجد ومصداقية من اجل سرعة إعادتهم إلى بيوتهم . فالاهتمام بتطبيق المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة لا يعني تجاهل آلاف المشردين في محافظة أبين.
فالتوقيع على المبادرة وتشكيل حكومة الوفاق الوطني وكل الخطوات التي تم تنفيذها على الأرض إذا لم تقدم حلا عاجلا لمنكوبي أبين فهي بكل تأكيد لا تعنيهم في شيء . ومثلما يقول المثل العالمي " ما ينفعني اتساع العالم إذا كان حذائي ضيقا.
فالأطفال هناك لا يعنيهم أبداً من يجلس على كرسي وزارة التربية والتعليم أو التعليم العالي لكنهم يفكرون يوميا بحنين جارف بالعودة إلى مدارسهم، وكذلك هم آباؤهم وأمهاتهم لن يهتموا بنسب المحاصصة بين الأحزاب بقدر ما يفكرون ويتمنون انفراج أزمتهم وعودتهم إلى ديارهم سالمين ويكفي ما عاشوه من معاناة وتعب .
إنني أكتب هنا وأنا اشعر بكم هائل من تأنيب الضمير وكأن لي يداً فاعلة في كل هذا الألم . ربما أتحمل جزءاً من الوزر، وكلنا نتحمله لأننا انشغلنا عن هذا الوضع الإنساني الحرج بصراعنا السياسي، لكن بعد المبادرة والتطبيع التدريجي للأوضاع لم يعد لنا عذر .
أبين تتألم ويجب أن نقف معها ونتحمل جميعا المسئولية عن كل هذا الوجع .
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 10-مايو-2024 الساعة: 02:22 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-11966.htm