صنعاء نيوز - كم يحتاج الانسان ليتعلم ان لامستحيل في حياة السياسة.؟؟ لقد حفظنا عن  ظهر قلب مقولة (فاقد الشيئ لايعطيه) ومارسنا تبنيها امام نفاق السياسيين!

الثلاثاء, 10-يناير-2012
صنعاء نيوز بقلم : منتظر الزيدي -
كم يحتاج الانسان ليتعلم ان لامستحيل في حياة السياسة.؟؟ لقد حفظنا عن ظهر قلب مقولة (فاقد الشيئ لايعطيه) ومارسنا تبنيها امام نفاق السياسيين! فحينما يطلب من سياسي ما ، موقف تجاه الوطن او ضحايا الوطن على يد الاحتلال، نراه يتلكأ فنقول: "فاقد الشيئ لايستطيع اعطاءه ". لايطلب من ذليل عزة ولا من بخيل كرم ولا من خائن وفاء .!!.اما الان فقد شذ عن هذه القاعدة رئس الوزراء نوري المالكي ..!!وله السبق قبل غيره بذلك ،فلم يكن يدور في خلدي يوما ان اضحك حد ذرف الدموع من رجل لم اراه يبتسم بحياته ولم يستطع خلال 6 سنوات من وجوده على اعلى هرم في السلطة، من ادخال السرور لقلب عراقي مستضعف واحد . بل على العكس من ذلك ، فسجونه السرية مليئة بالمضطهدين، وطرق واساليب التعذيب فيها تدمي القلوب . حقاً لقد اضحكني هذا (العابس القمطرير)،وشر البلية مايضحك ،عندما بصق كذبة مراوغة لاتنطلي حتى على المجانين ، وهو يمثل دور المسكين الحائر الذي لاحول له ولا قوة قائلا : "لقد هددني القضاء العراقي بالحبس !! ان لم اضع نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي امامه ".. أنتهى مشهد الكذب ،والضحك على الذقون معا !! واقول للمالكي انك تتحدث عبر شاشتك ،مع من هم اعقل ، واكفأ ، واكثر حكمة منك ، وادق منك كلمة، واصوب منك رأيا واصدق منك قولا ..!! انك تتحدث للمواطن العراقي سواء من صدق ادعاءاتك بطيبته وانتخبك ثم ندم ! أو لمن لم تنطل عليه حيلك، وعرف حبلك القصير .!!لقد نافق المالكي بهذه الكلمة ، واستهان بعقلية الشعب العراقي ووعيه ،ليتضح مدى الخسة التي يقاد بها العراق من قبله ومن معه ..فهذه السلطات التي يدعي رئيس الوزراء ومن معه باستقلاليتها عن بعضها،ما هي بالحقيقة الا مزيج متعفن وعجينة متداخلة مع بعضها ، تحكمها المصالح والولاءات .ليس هناك شئ يسمى قضاءا مستقل او مجلس نواب يختلف عن الحكومة ،الكل مع الكل.. والكل من الكل !! فمجلس النواب يختار وزراءه من النواب ، ومجلس القضاء يعين من قبل السياسيين انفسهم المشاركين بالحكومة والبرلمان . وكل من يعارض اي من السلطات الثلاث ،يعد بمثابة خائن ومعاد للجميع . لست هنا بصدد الدفاع عن احد الا ان نفاق المالكي اجبرني على الكلام ،فيوما بعد اخر ،تتبين اللهفة التي تعتريــه لتصفية خصومه والتفرد بالسلطة والقرار..فقد خرج قبل ايام ليحتفل بعيد الجيش العراقي الذي كان احد المساهمين بحله . حيث صف خلفه الجنود من صنوف مختلفة من القوات العسكرية الحالية ، والتي ذكرتنا بسيئ الصيت جورج بوش حينما القى بيان احتلال العراق . والمثير للدهشة في خطاب المالكي الركيك ، تلك الحماسة التي في غير محلها وثاريته المبطنة .
لقد الزم نفســـه بوعد غير قادر على تطبيقـــه .. على فرض اننا اخذنا بحديث المالكي وصدقنا ادعاءه، فعليه ان يستدعي كل اللصوص، و القتلة والهاربين، الذين يدعمهم . لماذا لايطلب من وزير تجارته ، ورفيقه في الحزب(فلاح السوداني) سارق ملايين الدولارات ، الهارب من القضاء ان يعود لكي ياخذ العدل مجراه !! ولماذا لايكشف المالكي عن ثروة مستشاره وزوج ابنته ، وغيرهم من سراق قوت الشعب، الذين ما برحوا يتخمون ، بالوقت الذي يجوع ويموت فيه ملايين من العراقيين، فان كان هنالك قضاء وقانون وعدل في العراق فيجب ان يحاسب رئيس الوزراء بتهمة الخيانة لوطنه حينما راح يضع اكليل زهور على قبور الاعداء من الجنود القتلى في واشنطن ، في حين لم يكلف نفسه زيارة اسرة شهيد عراقي واحد بل على العكس يزج بكل من يقاوم الاحتلال في معتقلاتـــه . لم اكمل بقية المقابلة حيث الغثيان اخذ يسري في جسدي .اقفلت التلفاز وانا اضحك من الكذب وفعلا استطاع المالكي ان يضحكني !! لكن على نفسه
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 24-أبريل-2024 الساعة: 05:24 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-12242.htm