السبت, 14-يناير-2012
صنعاء نيوز - حين يكون هذا الميت هو السبب في تعكير حياة الناس وتعطيل مصالحهم وتعقيد تفاصيل حياتهم اليومية بشكل مستفز , يصبح الضرب فيه واجبا شرعيا وليس حلالا فقط , حتى نصل معه إلى حل أو تتضح لنا الصورة تماما صنعاء نيوز /معين النجري -

حين يكون هذا الميت هو السبب في تعكير حياة الناس وتعطيل مصالحهم وتعقيد تفاصيل حياتهم اليومية بشكل مستفز , يصبح الضرب فيه واجبا شرعيا وليس حلالا فقط , حتى نصل معه إلى حل أو تتضح لنا الصورة تماما ونعرف لماذا يفعل بنا كل هذا .
الميت هنا هو الكهرباء,,, المنغص الأول لحياة الناس في هذا البلد المنكوب ببعض أبنائه.
لقد كتبنا كثيرا وتبادلنا التهم ودخلت السياسة والقبيلة والعسكر إلى حظيرتنا ليختلط حابل المعارضة مع نابل السلطة , كل طرف يغلظ الأيمان باتهام الطرف الآخر وإنه مجرد ضحية مثلنا تماما , بل ويبذل ما بوسعه من أجل توفير الخدمة للمواطنين . ونحن بينهم ككرة المضرب , عشرة اشهر ولم يتبين غريمنا الحقيقي.
وحين توافقوا جميعا ظلت الصورة غير واضحة ايضا . لقد تبادلوا الكراسي والأدوار وتلاشت لغة الاتهامات السياسية لكن الكهرباء لم تصل بعد . وقبل أن نطرح الأسئلة على معالي وزير الكهرباء الجديد جاءت أسباب انقطاع التيار الكهربائي على لسانه الفصيح بنفس الصيغة والجمل التي كان يرددها سلفه وربما بالمصادفةيتم نشر الخبر غالبا بنفس الزاوية والمساحة التي استضافت سابقا الأخبار ذاتها ومن نفس المحرر الصحفي.
قد يكون وزير الكهرباء صادقا في ما يقوله ولذلك لا لوم عليه كما لا لوم على سلفه , لان وظيفة وزارة الكهرباء ومؤسساتها في كل بلاد الدنياء هي إنشاء محطات التوليد وإيصال التيار إلى المستخدمين وصيانة هذه المحطات وليس حماية الأبراج وحل المشاكل الأمنية والقبلية وتوظيف العاطلين وفك المساجين وجلب القتله.
هناك وزارات ومؤسسات اخرى هي المسئولة عن كل ذلك . هناك كيان يسمى "دولة " إما أن تكون وتفرض سيادتها على كل شبر من هذا الوطن أو لا تكون . بغض النظر عن مدى شرعية مطالب المعتدين على أبراج الكهرباء.
فالدولة إذا ما ارادت تستطيع أن توقف كل هذا العبث وأن تقدم الجناة للمحاسبة , فإذا كانت هذه القبائل تستخدم الأفعال التخريبية للضغط على الدولة من أجل تحقيق بعض مطالبها فالدولة أيضا تمتلك أكثر من وسيلة ضغط تستطيع أن تستخدمها لإجبار الفاعلين على الكف عن جرائمهم التي يرتكبونها ضد الشعب.
وبالمناسبة أنا لا اصدق كل الأسباب سواء التي كان يسوقها الوزير الأول أو التي جاء بها وزير التوافق الوطني.
وأكاد اجزم أن الأسباب الحقيقية لتكرار الاعتداءات على أبراج الكهرباء بهذه البجاحة والإصرار على معاقبة البسطاء محفوظة في بطون من يعتقدون أنفسهم كبار القوم من الطرفين.
لأن وضع الأسباب المعلنة لعملية حسابية بسيطة يكشفُ إما زيفها أو حجم الغباء الذي يتمتع به الفاعل . وأنا أستبعد الأخيرة, لأن جميع المطالب التي سمعناها خاصة في تصريحات وزير الكهرباء الجديد موجهة لأشخاص أو جهات محددة، هؤلاء الأشخاص أو الجهات لا يصلهم أذى فصل التيار الكهربائي ولذلك هم غير مضطرين للتعاون وتلبية المطالب , ما يعني أن لا جدوى من الاعتداء, لان الشعب البسيط من الطبقة الوسطى المضمحلة والطبقة المسحوقة هم فقط من يتجرعون مرارة هذه الاعتداءات وليس بايديهم تنفيذ ولو الحد الأدنى من هذه المطالب.
لذا أتمنى على (كبار القوم ) أن يصلوا إلى اتفاقية معينة تضمن منع تكرار الاعتداء على الأبراج وإعادة التيار الكهربائي إلى بيوت الناس , لقد مللنا هذه المسرحية الهزلية وآن للمخرج أن يسدل الستار.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 04:35 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-12333.htm