صنعاء نيوز - من بين كل التحديات التي يواجها رئيس اليمنالجديد، لا يوجد امرا اكثر الحاحا من قضيةالجنوب التي لم تحل بعد، حيث يتوق الكثيرمن الناس الى الانفصال

الخميس, 22-مارس-2012
صنعاء نيوز -
من بين كل التحديات التي يواجها رئيس اليمنالجديد، لا يوجد امرا اكثر الحاحا من قضيةالجنوب التي لم تحل بعد، حيث يتوق الكثيرمن الناس الى الانفصال، و حيث سمح الانفلاتالامني للتنظيمات الموالية للقاعدة بالتوسع.
الرئيس عبدربه منصور هادي تحرك سريعا في محاولة لدعم الجنوب وسط عنف متصاعد و ضبابيةسياسية. قام بتعيين مديراجديدا للامن و محافظا جديدا لمحافظة عدنالجنوبية، بالاضافة الى تعيين قائدا جديدا للمنطقة العسكرية الجنوبية.لكن سكان الجنوب يقولون انهبالرغم ان تغيير الموظفين قد يساعد علىالحل على المدى البعيد، الا انه ينبغي معالجة المشكلة الان بشكل اسرع
يقول شيخ طارق عبدالله، الذي يزاول مهنة المحاماة في عدن منذ اكثر من 50 عاماعندما كان المستعمر البريطاني هنا
"الاغلبيةالساحقة من اليمنيين الجنوبيين من معظمفئات المجتمع لا يريدون الوحدة.و ما يقوله الشارع اليوم هوان الناس قد ضاقوا ذرعا تماما"
بدات اليمن بتقييم و التعامل مع الاضرار التياصابت الاقتصاد و النسيج الاجتماعي خلالما يقارب عاما من الثورة الشعبية ضد عليعبدالله صالح، الرئيس الذي حكم لثلاثةعقود قبل ان يتم خلعه. ينظرالى موافقة صالح على التخلي عن السلطةبانه شرط اساسي، و ليس الحل، من اجل معالجةالتحديات التي تواجه الدولة و التي حتىما قبل الازمة كانت تجسد خصائص الدولةالفاشلة
تلك هي الحقيقة خاصة في الجنوب، حيث لم يكنلعملية الانتقال السياسي اثر يذكر فياستقرار الوضع، بل انها ضخمت من شكاوىالجنوبيين القديمة المتمثلة في التهميشالسياسي و الاقتصادي و الاجتماعي من قبلحكومة الشمال، منذ قيام الوحدة اليمنيةبين شمال و جنوب اليمن في 1990. ذلكالشعور بالاضافة الى توسع انصار الشريعةالتابع لتنظيم القاعدة، عمل على خلق بيئةمتقلبة
يقول محمد باشراحيل، احد سكان عدن المعروفين،و الذي يؤمن بان المشاكل السياسية والامنية يجب حلها في ان واحد
"لايمكنك حل المشكلة بشكل جزئي.انها رزمة متكاملة"
في هذه المدينة الساحلية، التي كانت في يوماما عاصمة لدولة مستقلة، تفشت الجريمة واصبح حكم القانون مهجورا بشكل واسع و ترىعبارة "الحرية للجنوب المحتل" مكتوبةعلى جدران المباني التي شيدها المستعمر (البريطاني). و علىسبيل المثال، فالسكان يشكون من عدم قدرتهمعلى الذهاب الى الشرطة للابلاغ عن جريمةما، بسبب ان العصابات قامت بحرق قسم الشرطة
يقول احد النشطاء الجنوبيين في حي المنصورة،و هو احد احياء عدن الذي لا تجرؤ قواتالشرطة على دخوله لانه تحت سيطرة الانفصاليين
"ماالذي يحدث عندما تفشل الحكومة؟ الناسيثورون. نحننرفض الانتخابات و نرفض عبدربه.نحن نريد انهاء احتلال جنوباليمن"
و بالرغم من ان كثيرا من الانفصاليين الجنوبيين مازالوا يتمسكون بوسائل النضال السلمية فيمواجهة وحشية قوات الشرطة، الا ان العامالماضي شهد ازديادا في العنف الثوري.و اصبح اطلاق النار المتبادلما بعد فترة الظهيرة بين قوات الامن والعصابات الانفصالية المؤلفة بشكل رئيسيمن شباب عاطلين عن العمل، اصبح امر اعتياديفي بعض احياء مدينة عدن، مثل حي المنصورةو الشيخ. و في احدى المراتسمع صوت اطلاق نار و هرع السكان الى مجمعسكني يضم بنايات خرسانية بيضاء من عهدالسوفييت
يقول عمر محمد، احد سكان عدن و يبلغ من العمر26 عاما
"عندمااستقل الحافلة (الباص) في الصباح، قديقول لي الناس في محطة الباص ان لا اذهبالى الشيخ (حي الشيخ عثمان) ، اوان لا اسلك هذا الطريق، لان هناك اطلاق متبادل للنار. نحننتقدم خطوة الى الامام و يردنا القتالخطوتان الى الوراء"
و يشكوبعض الانفصاليين من العصابات المسلحةالتي تتالف من البدو غير المنضبطين، المنتمينالى مناطق ريفية مجاورة، و يذكرنا ذلكبان الجنوب نفسه بعيدا عن ان يكون وحدةمتجانسة و ان الحركة الانفصالية ممزقةللغاية
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 15-مايو-2024 الساعة: 05:51 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-13700.htm