الأحد, 25-مارس-2012
صنعاء نيوز - تحضر اليوم في الأفق اليمني سيناريوهات 
شتى، لا داعي لإنكارها أو غض الطرف عنها، وما يقال
اليوم في الكواليس ويسرب من تحت الطاولات سيظهر
للملأ جلياً ولو بعد حين، سواء صنعاء نيوز/علي ربيع - -


تحضر اليوم في الأفق اليمني سيناريوهات
شتى، لا داعي لإنكارها أو غض الطرف عنها، وما يقال
اليوم في الكواليس ويسرب من تحت الطاولات سيظهر
للملأ جلياً ولو بعد حين، سواء أطروحات الفدرالية
المغلفة بثوب الانفصال الناعم، أو الانفصال الصراح
القراح، أو الأقلمة على أسس مذهبية ومناطقية، أو
على معايير أنانية تروج لأقلمة مناطق الثروة في سلة
واحدة، وبين كل هذا وذاك ما نراه من احتدام اللعب
السياسي مستخدماً أقذر ما في جعبته لتحقيق غاياته.
المؤسف أن كل القوى المتصارعة لا تتورع عن ?
تزيين الشعارات المتباكية باسم اليمنيين وباسم
المستقبل وباسم الغد المشرق والعيش الرغيد، ولا
أظن أن شعباً قد سمع من المفردات الجميلة والأحلام
الوردية التي تغدق عليه كما سمع اليمنيون من
قادتهم وأحزابهم ومراكز القوى التي تقودهم، وفي
المحصلة هاهي أذيال نصف قرن من الرغبة في
التغيير تنقشع عنا كسحابة صيف ولا نزال نعيش في
(حيص بيص) البحث عن شكل الدولة الوطنية ونظام
الحكم المناسب، وأمامنا نموذج العراق الجديد، ولبنان
مابعد الطائف، وسودان البشير، وصومال ما بعد بري،
وليس لدينا يقين عن الشكل الذي سيتمظهر فيه يمن
ما بعد صالح؟ فهل سيكون نصف القرن القادم نسخة
أخرى من نصفه الأول، أم ستمطرنا سحائبه بحبوحة
الخير والرخاء المنتظر.
إن فكرة وجود الدولة من حيث المبتدأ يجب أن ?
يراد بها الشعوب، ليعيش كل فرد فيها عيشة هانئة،
يحظى بالأمن والعدل والرعاية، واحترام حريته وفكره
وحقه في الحياة، غير أن ما يمكن قراءته في إطار
الواقع اليمني اليوم يشير من طرف خفي إلى تضارب
الأفهام وشتاتها عن الفكرة الجوهرية لوجود الدولة،
وكل فريق يرى أن فهمه هو الأنسب والأسلم.
خطابات صارخة بالعدائية الحمقاء لليهود ?
والأمريكان والإيرانيين المجوس والشيعة والوهابيين
المبتدعين وعملائهم، خطابات لا تعني المواطن
البسيط الباحث عن فرصة عمل جيدة أو عن تعليم
ممتاز لأولاده، أو عن خدمات الحياة اللائقة من ماء
وكهرباء ومتنفسات، وقبل كل ذلك عن أمن وعدل لا
يقبلان المساومات ولا الضمائر المخرومة.
الدولة المكينة يا سادة يا كرام لا يمكن أن تقوم ?
على عصبية حزبية أو شخصية أو مذهبية، أو على
شعاراتية فارغة لاتستوعب معطيات ما نحن عليه ولا
أولويات الحاجة الاجتماعية، هناك فصامات خطيرة بين
الخطاب والممارسة، وبين الأدوات والمقاصد لا تخفى
على المتأمل للحال اليمنية بحيادية وعمق، حيث يمكن
أن يتساءل المتسائل البريء للوهلة الأولى عن كيفية
المواءمة بين خطاب ينشد الدولة المدنية وهو في
الظاهر يكرس كل نقائضها، بل ويساهم في صناعة
النقائض وتجذيرها.
يجب أن نؤمن ببعضنا، لا يوجد خير محض ولا ?
شر محض، يوجد اختلافات اجتماعية وتباينات ثقافية
وفكرية، يجب ألا تكون دولة المواطنة خاضعة لنسبيتها
أو للمحاصصة وفقاً لها، يجب أن نؤمن أن استخدام
القوة للهيمنة على الأرض ليست ح ً لا، والكفاح المسلح
لخلق سلطة ليس جهاداً، واستقواء الساحات بالشرعية
الثورية تحت غطاء الاستعداء الحزبي ليست بطولة،
كما أن الإصرار على إعادة الروح لسلطوية مندثرة
ليس سوى عبودية فجة، أما ثالثة الأثافي فهي أن
يمتزج أي? مما سبق بأسلحة الخطابات الدينية لإضفاء
القدسية واستدرار وحش العاطفة العقائدية لملايين
البسطاء من العامة الذين عادة ما يكونون حطب
الصراعات ووقودها.
لا بد من التسليم أن المنعطف اليمني حرج جداً ?
والخيارات متاحة، وعلينا أن نختار وبشجاعة، دولة
المواطنة أم دولة الشيخ، دولة المجتمع المدني أم دولة
القبيلة، دولة النسيج الاجتماعي المتنوع والمتعاضد أم
دولة الجهوية، دولة الدين لله والوطن للجميع أم دولة
العنصرية المذهبية، دولة الإدارة الحديثة المستندة
للعلم والمعرفة أم دولة الولاءات والمحاصصات
والتقاسمات!
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 24-مايو-2024 الساعة: 02:50 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-13764.htm