صنعاء نيوز - يقول المؤرخ «هنتنجتون»: «من ليس له أعداء حقيقيون لن يكون له أصدقاء حقيقيون» .. والعبارة ترتبط بتكريس كراهية الآخر كجزء لا يتجزأ

الثلاثاء, 19-يونيو-2012
صنعاء نيوز/كتب/ وليد المشيرعي - -
يقول المؤرخ «هنتنجتون»: «من ليس له أعداء حقيقيون لن يكون له أصدقاء حقيقيون» .. والعبارة ترتبط بتكريس كراهية الآخر كجزء لا يتجزأ من ثقافة القوة والتفوق وجذور نظرية السوبرمان لصاحبها الألماني «نيتشه».
طبعاً لست فيلسوفاً لكنني فاشل جداً في فن الكراهية الذي يجيده الكثيرون ووفقاً لأبجدياته يصعدون وينالون ما في «النفس» وما أبشع ما فيها من أطماع وغرائز.
ولأن أفضل من يعلمك كيف تصبح ثرياً هو شخص «حافي» أستطيع بطريقة مبسطة إعطاء القارئ طرقاً ذهبية في فن الكراهية على النحو التالي:
1- إبدأ بكراهية واقعك المعيشي مثلاً «الكدمة قبل أن تزدرد لقيماتها المغموسة بالمرق أو المطيط وحتى السحاوق أنظر إليها بحقد والعن من أعماقك من خبزها وباعها ومن قدمها لك .. وفي المقابل توجه بمشاعرك الفياضة بالحب والمودة إلى أطباق المندي والكباب والبروست ولا مانع من عشق أوصال الغنمي والرضيع.
2- أنظر إلى زوجتك بازدراء واحتقر تفانيها في خدمتك أنت وأولادك ولا تنطلي عليكم كلماتها المعسولة عن الصبر والقناعة فما تلك المرأة اللعينة سوى حاجز عاطفي يعوقك عن اقتناص امرأة أخرى تستحق أن تعطيها حبك في مقابل منصب وجاه ومال وفير.
3- في العمل وهذا المهم لا تعتبر أقرانك الموظفين أو مرؤوسيك «زملاء» ولا تعاملهم بصدق ومودة فماهم إلا خصوم يستهدفون نجاحك فبادر أنت بالخصومة والحقد وافرض عليهم قواعد «خسيسة» في المنافسة تقوم على الكره والحقد الدفين..
أما رؤساؤك المباشرون فهم مجرد عوائق في طريق نجاحك الوظيفي ولكي تدمرهم لابد أن تكرههم أولاً ثم اتجه بكل مواهبك وقواك العاطفية لغزو واكتساح قلوب المسئولين الكبار وصناع القرار فهم وحدهم الأولى بمودتك وحسن صحبتك!!
4- في درجات متقدمة من الكراهية انتقل إلى ذم الرئيس وأعضاء الحكومة ورأس الدولة وقابل كل ما يصدر عنهم بالتسفيه والتكذيب والألفاظ النابية..
ثم أطلق العنان لمخيلتك في اختراع الاتهامات بالفساد والسرقة ونهب المال العام لإلصاقها بهم ولا تأخذك بهم رأفة ولا رحمة .. حتى تسطع من حولك أضواء النجومية وتنهال عليك القنوات الفضائية بالمقابلات الحصرية باعتبارك سياسياً بارزاً وناشطاً حقوقياً يستحق الدعم الدولي ومعه شحنة من إطراءات كلينتون وآشتون.
عندما تستكمل هذه الحزمة من الانطلاقات في عالم الكراهية صدقني ستكتمل في حياتك كل ألوان النجاح والارتقاء والثراء ولكي أكون صادقاً معك أكثر سيأتي يوم لن تكره فيه غير نفسك.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 03-مايو-2024 الساعة: 08:48 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-15371.htm