الخميس, 02-أغسطس-2012
صنعاء نيوز - صنعاء نيوز صنعاء نيوز/عبد الكريم الرازحي -



يعتقد الثوريون بأن الثورة من جنس وطبيعة الثور، فكما أن الثور حين يغضب- لأي سبب من الأسباب- يهيج ويهجم وينطح بقرنيه ويجرح ويقتل خصمه ويثأر لنفسه ويرعب من يقف في وجهه ويخيف كذلك الثورة.

ويعتقد هؤلاء أن الثورة لا تكون ثورة ولا تقترب من النجاح إلاّ عندما تكره وتحقد وإلا عندما تثأر وتنتقم.

أما عندما تعفو وتصفح وتميل إلى التسامح تغدو في نظر هؤلاء الثوريين مرشحة للفشل والعجز.

في كتاب الهندوس المقدس " الجيتا" وفي واحدة من تجسداته العديدة تجسد الإله فيشنو في هيئة بقرة.

وبالنسبة لي فقد تجسدت لي الثورة وأنا طفل بنفس الطريقة التي تجسد فيها الإله فيشنو.

أتذكر في صبيحة 26 سبتمبر 1962 أيقظتني أُمِّي وقالت لي-وهي تسحب البطانية من فوقي: (قُمْ الثورة قامت والبدر هرب)، كانت تلك أول مرة أسمع فيها كلمة ثورة.

ولأن بقرتنا البيضاء كانت قد ماتت بعد أن أنجبت عجلاً أسميناه (بدر)، فإن الذي فهمته من كلام أُمي هو أن ثورتنا -بقرتنا البيضاء– قامت وأن العجل بدر قد هرب.

أيامها كنت قد سمعت بأن الإمام أحمد مات لكني لم أسمع باسم الإمام الجديد محمد البدر الذي أشارت أُمي إلى هروبه.

ما أُريد قوله هنا هو أن الثورة التي تجسدت لي في طفولتي على هيئة بقرة هي الثورة الحلم وهي على النقيض من كل ثوراتنا التي تتجسد عادة على هيئه ثور هائج.

فكما أن البقرة نبع عطاء تعطينا الحليب ومشتقاته من سمن وقشدة وزبدة وجبنة...إلخ.

كذلك يجب أن تكون الثورة نبع عطاء ويتجلّى هذا العطاء الثوري في صور متعددة أولهما: الصفح والتسامح.

يجب أن نصفح ونتسامح بدلاً من أن نكره ونحقد

أن نتشارك بدلاً من أن نستحوذ.

أن نتعايش بدلاً من أن نتقاتل.

*
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 06-مايو-2024 الساعة: 04:17 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-15951.htm