الأربعاء, 27-يناير-2010
‏نصر طه مصطفى -


‏:الأربعاء القادم ينعقد مؤتمر لندن الذي دعا إليه ‏رئيس الوزراء البريطاني (جوردن براون) ‏بخصوص اليمن مع أول يوم في هذا العام، فجعل ‏الأنظار في الدنيا كلها تتجه صوب هذا البلد، تبحث ‏عما إذا كان قد أصبح يهدد الأمن والسلام العالميين ‏بالفعل.. وأظن أن مجيء العشرات من ممثلي ‏الوسائل الإعلامية الدولية إلى صنعاء بعدها قد ‏جعلهم يدركون أن حقيقة الأوضاع ليست كما ‏تصوروا، حيث كانوا يظنون أنهم سيجدون بلدا ‏يتقاتل شعبه في كل الشوارع، لكنهم على العكس من ‏ذلك، رأوا أوضاعا مستقرة وطبيعية والناس ‏يعيشون حياتهم بشكل اعتيادي.. بالطبع لا أقصد ‏بذلك أن كل شيء على ما يرام إلا أن مشاكلنا ‏معروفة وواضحة، وهي لا تعني بحال من الأحوال ‏أن البلد على وشك التفكك والنظام على وشك ‏الانهيار كما يحلو للبعض تصويره، وأظن أن هذا ما ‏أدركه هؤلاء الصحفيون فكتب بعضهم بواقعية ‏أفضل مما يكتبه بعض زملائنا الذين يحرضون ‏الخارج على وطنهم للأسف الشديد، ولا يتورعون ‏عن ترديد أحاديث من نوع أن هناك تحالفا بين ‏النظام والقاعدة، أو أن هذا الأخير كان جزءا من ‏النظام وما شابه ذلك من أقوال وكتابات مؤسفة ‏بحق.‏


‏ وكما يظن بعض الحالمين الرومانسيين أن ‏مؤتمر لندن سيدر علينا ذهبا وأموالا، فإن بعض ‏المصابين بكوابيس المؤامرات السوداء يظنون أن ‏مؤتمر لندن سيجلب لنا الاحتلال والدمار والثبور ‏وعظائم الأمور.. وبين هؤلاء وأولئك يجب على ‏حكومتنا الرشيدة أن تذهب برؤية واقعية وعملية ‏لتتحدث مع أقطاب المجتمع الدولي الذين سيجتمعون ‏لأول مرة على هذا المستوى الوزاري الرفيع ‏ليستمعون إلينا بجدية في مؤتمر لن تزيد فترة انعقاده ‏عن ساعتين إلى ثلاث بالكثير، وهي كافية إن أجدنا ‏عرض طبيعة مشكلاتنا، ذلك أن ما يجب أن نعلمه ‏جيدا أن المجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات ‏المتحدة والاتحاد الأوربي وروسيا يريدون اليمن بلدا ‏موحدا قويا مستقرا معافى اقتصاديا وليس غير ذلك، ‏فالذين يتوهمون أن الغرب يريد احتلال اليمن أو ‏تفكيكه يجب أن يراجعوا أنفسهم بدلا عن ممارسة ‏تحريض الداخل على الخارج وتحريض الخارج ‏على الداخل، ذلك أن معاناة الغرب في العراق ‏وأفغانستان واضحة ولم يعد هناك مجال لفتح بؤر ‏أخرى.‏


‏ أتصور أن مؤتمر لندن يمكن أن يكون فرصة ‏حقيقية لعرض قضايانا عليه، وبالتالي اكتساب ‏تعاطف حقيقي معها، فنحن نعاني من مشكلات ‏اقتصادية مؤرقة وهي تكاد تكون السبب الأساسي ‏لبروز تيارات التطرف والعنف بصورها وأشكالها ‏المختلفة من انفصالية وقاعدية وحوثية.. ومع ‏إدراكنا أن هذا المؤتمر ليس مؤتمر مانحين ولن يقدم ‏مساعدات اقتصادية، لكنه يمكن أن يكون مفتاحا ‏لدعم حقيقي وجاد لليمن في قابل الأيام، وهذا سيعني ‏بالتأكيد أن نعيد النظر في الكثير من آليات أدائنا ‏الإداري والاقتصادي على المستوى الوطني خلال ‏الفترة المقبلة لنكون أهلا للتعامل الكفؤ مع كل أشكال ‏الدعم والتعاون المتوقعة.‏


تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 08:21 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-1804.htm