الأربعاء, 16-يناير-2013
صنعاء نيوز - عرفته منذ العام 1992 حين كان في بداية مشواره الصحفي يعرض عليا بعضا من محاولاته الصحفية والأدبية كي أنشرها في صحيفة الثورة أو الوحدة. صنعاء نيوز /بقلم/ د.سامية عبدالمجيد الأغبري -
عرفته منذ العام 1992 حين كان في بداية مشواره الصحفي يعرض عليا بعضا من محاولاته الصحفية والأدبية كي أنشرها في صحيفة الثورة أو الوحدة.
أدركت حين كنت أقرا محاولاته أن « حاتم علي» ليس مجرد قارئ أو مساهم عادي من القراء الذين يرغبون في الظهور للشهرة أو للتعبير فقط عن معاناتهم الذاتية . أنه كاتب واعد وموهوب لكنه بحاجة فقط لمن يأخذ بيده ويرشده إلى بداية الطريق كي يخرج إبداعه إلى النور .
نشرت له بعضا من محاولاته وتأكد لي أن موهبته الإبداعية ستتلاشى إذا جاملته فقلت له بالحرف الواحد : إقرأ كثيرا ، فإذا لم تقرأ من الآن ( أقصد منذ العام 1992 ) فلن تقرأ بعد ذلك لأن انشغالك بالحياة الأسرية والعملية سيعوقك عن القراءة مستقبلا.
كنت متيقنة تماما بأن الشاب الطموح الهادئ “ حاتم علي » سيكون له مستقبل واعد ، ولذلك حاولت أن أدفعه لصقل تلك الموهبة . ومرت الأيام ، وأنقطع لفترة ليست بالقصيرة تواصلي الإنساني مع المبدع الخلوق “ حاتم علي » بسبب سفري لدراسة الماجستير ثم الدكتوراه ومشاغلى العملية.
كنت التقي بين الفينة والأخرى ودون تخطيط مسبق بالمبدع الرائع “ حاتم علي » ، وحين يراني تنفرج أساريره بالفرحة ، ويعبر لي عن شكره وامتنانه لنصائحي السابقة له بالقراءة والتعمق في بحور العلم وكنوز المعرفة ، ويرجع الفضل بعد الله لما وصل إليه من مستوى إبداعي راقي إلى تلك النصائح والإرشادات التي كنت أكررها عليه.
فأقول له بكل فخر وأعتزاز : بل أنت من صنع نفسه بنفسه ، فكم نقدم نصائح وإرشادات للكثير من القراء والطلاب والمقربين ولكن دون جدوى. فإذا لم يكن لدى الشخص المعني بالنصيحة موهبة وطموح وإرادة صلبة ثم استعداد ورغبة جامحة في إثبات وجوده وإخراج مواهبه وقدراته إلى حيز الوجود فستذهب النصائح والإرشادات أدراج الرياح.
أتذكر حين التقيت به منذ حوالي سنتين وهو يجاهد جهادا مستميتا لإخراج كتبه الثلاثة فالأول بعنوان« قضايا تربوية » وهو عبارة عن تجميع لبعض من إنتاجه الصحفي ، والثاني بعنوان « أفكار فنية » والثالث بعنوان « جنوح الغيم ».
وصمم « حاتم علي» بدعوتي للمشاركة في الاحتفال بتدشين كتبه في المركز الثقافي السوري حينها ، واعترف بأنني قسوت كثيرا علي “ حاتم علي » الصحفي وليس الأديب ، فقد كان نقدي مركزا على كتابه قضايا تربوية ، وتقبل نقدي برحابة صدر ، وتواضع أخجلني.
وكعادتي حين اتوسم في شخص ما بذور الإبداع يكون نقدي له أكثر من غيره خشية أن يسيطر عليه الغرور فيتقاعس عن تغذية عقله وفكره بالمزيد من المعلومات والمعارف المتعددة.
وبالفعل اثبتت الأيام وخاصة حين جاءني « حاتم علي» ووجهه يشع ضياء ، وبنفس هدوئه وتواضعه الشديد ، وأهدى لي كتابه الرابع بعنوان « تباريح وأمكنة » طالبا مني قراءته والمشاركة في حفل تدشينه.
وللأسف الشديد سافرت إلى مصر للعلاج ولكني حرصت على أخذ نسخ من الكتاب خلافا للنسخة المهداة لي ، وقرأت الكتاب الأخير منذ أيام قلائل وأنا في مصر ، وسعدت كثيرا لما وصل إليه “ حاتم علي “ من تطور إبداعي وتألق.
لقد أثبت « حاتم علي » بأنه مبدع بامتياز ، فإبداعه لم يكن تقليدا أعمى لغيره ولكنه تميز بأسلوب خاص ولغة راقيه ، وتجدد وتنوع في عرض أفكاره. فاق إبداعه كل تصوراتي السابقة لدرجة أنني محتاجة لقراءة كتابه الأخير “ تباريح وأمكنة “ قراءة أخرى متعمقة.
لقد جاء دورك أيها المبدع النبيل “ حاتم علي » كي تقول لاستاذتك بكل ثقة : اقرأي ثم أقرأي في مجال الإبداع الأبدي . فمن سيقرأ كتاب « حاتم علي » بعنوان « تباريح وأمكنة » سيفاجأ بميلاد كاتب وأديب متميز له لغته ومفرداته الخاصة ، وأسلوبه المتجدد والراقي ، ورؤيته الثاقبة وذات البعد الفلسفي العميق.
ولذلك أتوقع لهذا الكاتب المبدع والمتميز نجاحا وتألقا ليس فقط على المستوى المحلي وإنما على المستوى العربي والدولي ولعل تواضعه واتزانه ، ورحابة صدره للنقد ،ودماثة خلقه من أهم أسباب تألقه ونجاحه. فمزيدا من النجاح والتألق.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 24-مايو-2024 الساعة: 12:19 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-18642.htm