الخميس, 14-مارس-2013
صنعاء نيوز - 
وإن كثر الحديث حول مؤتمر الحوار الوطني إلا أن هذا الحدث الكبير يستحق نقاشات طويلة ومستفيضة كونه يعتبر من أهم التحولات في تأريخ اليمن المعاصر وهو الحدث الذي سيعيد صياغة صنعاء نيوز/علي الهتار -

وإن كثر الحديث حول مؤتمر الحوار الوطني إلا أن هذا الحدث الكبير يستحق نقاشات طويلة ومستفيضة كونه يعتبر من أهم التحولات في تأريخ اليمن المعاصر وهو الحدث الذي سيعيد صياغة شكل ومفهوم الدولة بشكل مخالف لما عهدته اليمن خلال الخمسة عقود الماضية
وإن كانت قد كثرت التصريحات بأن هذا المؤتمر هو الفرصة الأخيرة أمام اليمنيين لبناء دولتهم اللامركزية الحديثة التي تكفل حل كل المشاكل التراكمية العالقة فإن الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه يتطلع لإنطلاق هذا المؤتمر فقد سئم هذا الشعب المراوحة بين السلم والحرب والإستقرار والفوضى وأصبح يرى في الحوار الوطني المخرج الآمن من كل إخفاقات وسلبيات الماضي والتي تم تلخيصها لتكون عناوين ومحددات لموضوعات الحوار وينبغي على المشاركين فيه تعميقها بالأفكار الوطنية الناضجة والتوافق على حلول جذرية ودائمة لها
والمعروف أن كل الحلول التوافقية وكل المخرجات ستصب في دستور يحدد كل ملامح المستقبل وماهية الدولة شكلاً ومضموناً
ولكن يبقى كل هذا كجانب نظري فقط ولن يتم أي إنتقال أو تغيير حقيقي إلا بمنظومة إجراءات تطبق على الواقع وترضخ لها وتلتزم بها كل مراكز القوى المختلفة في الساحة ،
فهل سننتقل فعلاً من قانون القوة الى قوة القانون وهل ستتخلى مراكز القوى سواء السياسية أو القبلية أو الدينية عن قواها الموروثة قديماً والمكتسبة حديثاً وكيف ستتماهى هذه القوى وتذوب ضمن كيان الدولة المدنية الحديثة المزمع إقامتها ؟؟؟

إن المتأمل في الأحداث يرى أن الواقع الحالي يجيب على الأسئلة السابقة بالنفي فعلى سبيل المثال ما آلت إليه قرارات توحيد الجيش كونها بقت حبر على ورق ولم يحدث أي تغيير في الروؤس التي كان هدف القوى السياسية المنادية بتوحيد الجيش قبل الحوار الإطاحة بها
لذلك فإن من المرجح أن هذا الواقع سيدفع معظم القوى المدنية المشاركة في الحوار إلى إيجاد آلية تترجم المخرجات النظرية للحوار على الواقع وتنتقل بالدولة من شكلها الحالي إلى شكلها الجديد دون الوقوع مرة أخرى في متاهات التسويف والتأخير والمراوغة لأن أغلب القراءات تقول أن الإنتقال سيسير بشكل تدريجي وستفقد القوى التقليدية سيطرتها وتأثيرها على المشهد تحت وطأة الضغط الشعبي والدولي حتى وإن حاولت إعادة إنتاج نفسها من خلال تحالفات وأستراتيجيات جديدة فإنها سرعان ما ستتماهى مع الواقع الجديد ولو بشكل تدريجي وعلى فترات ممتدة نوعاً ما
لكن الإنتقال التدريجي مصطلح مطاط قد يحمل الكثير من التفسيرات والكثير من الوقت لتنفيذ سيناريوهات قد تبقينا حيث نحن الآن إن لم تعيدنا إلى المربع الأول ، الأمر الذي يحتم إيجاد آلية مزمنة أخرى قصيرة المدى بحيث لاتسمح بأي مراوغات أو إنتكاسات تترجم خلالها كل مخرجات الحوار وتضع الجميع وجهاً لوجه مع الواقع الجديد .
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 12:24 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-19789.htm