الأحد, 24-مارس-2013
صنعاء نيوز - 
قبل خمس سنوات دُعِيت من قبل أستاذي الدكتور عبدالعزيز المقالح رئيس مركز الدراسات إلى مأدبة غداء في فندق موفنبيك، أقامها وزير الإعلام الأستاذ حسن اللوزي صنعاء نيوز/ * عبد الكريم الرازحي -



قبل خمس سنوات دُعِيت من قبل أستاذي الدكتور عبدالعزيز المقالح رئيس مركز الدراسات إلى مأدبة غداء في فندق موفنبيك، أقامها وزير الإعلام الأستاذ حسن اللوزي على شرف صديق مشترك لنا هو الشاعر البحريني الكبير قاسم حداد.

أتذكر عندما وصلت الفندق مع الزميل والصديق جمال جبران كان في استقبالنا في مدخل الفندق طقم مهول كأنه أبو الهول.

وكانت فوهة رشاش الطقم مصوبة باتجاهنا، وباتجاه كل من تسول له بطنه تلبية دعوة للغداء أو للعشاء في فندق موفنبيك.

ولأن المنظر كان غريباً ومخيفاً، فقد شعرت بشيءٍ من القشعريرة، وقلت مخاطباً جمال جبران الذي بدا الفزع واضحاً في عينيه وفي صفحة وجهه: هل هذا فندق خمسة نجوم أم خمسة طقوم؟

ومن يومها لا أدري لماذا كنت كلما تذكرت الطقم الرابض في مدخل فندق موفنبيك، أتذكر في نفس الوقت "الإسفنكس" ذلك الوحش الخرافي في أسطورة أوديب اليونانية، والذي عُرِف عند العرب باسم "أبو الهول".

كان أبو الهول الرابض في مدخل مدينة ثيبا قد أهلك الكثير من الشبان الذين عجزوا عن حل لغزه الرهيب.

كان يلقي بسؤاله اللغز على العابرين، فإذا عجز أحدهم عن حله انقضّ عليه والتهمه.

أما اللغز الذي ذهب ضحيته عشرات ومئات الشبان فكان يقول: "ما هو الكائن الذي يمشي أحيانا على قدمين، وأحيانا على أربع، وأحيانا على ثلاث، ويكون سيره أسرع حينما يستخدم أقل عدداً من الأقدام؟

وقبل أيام عندما عرفت أن مؤتمر الحوار الوطني يعقد جلساته في فندق موفنبيك لم أندهش ولم أستغرب، لكن موفنبيك الذي كان قبل انعقاد مؤتمر الحوار الوطني فندق خمسة طقوم، تحول مع انعقاد مؤتمر الحوار من فندق إلى خندق وإلى معسكر.

والسبب في ذلك هو أن "أبوات الهول" و"أبوات الأهوال"،"أبوات الحروب" و"أبوات الحوار" لا يحضرون المؤتمر كمحاورين وإنما يحضرون كمحاربين.

يحضرون بمجاميعهم المسلحة، ويحضرون- بحسب المراقبين- وهم مدججون بـ"الصُمّل" والهراوات،بالخناجر وبالفؤوس، بالبنادق والقنابل، بالرشاشات والطقوم.

حتى أن ساحة الفندق الخضراء غدت -لكثرة المسلحين المستلقين ببنادقهم وقنابلهم- ساحة حرب.

وقال مراقبون من داخل المؤتمر إن مؤتمر الحوار قد عُقِد تحت شعار: الطقم والطقم الآخر.

إنه حوار الطقومات، لكلٍ طقمه، ولكل كائن من هذه الكائنات الخرافية لُغزهُ الخاص به،

يطرحه على المشاركين طالباً منهم أن يبدأوا بحل لُغزه قبل أي لُغزٍ آخر.

وبالنسبة لي ولأن ثمة من أساء فهم أقوال حماري أقول لهؤلاء بأن حماري ليس ضد مؤتمر الحوار، ولا هو ضد المتحاورين والمشاركين، ولكنه ضد حوار الطقومات، وضد مؤتمر شعاره: الطقم والطقم الآخر.

وحتى يثبت حماري حسن نواياه تجاه المؤتمر وتجاه الأعضاء المشاركين يطرح عليهم لُغزا ويتعهد بعدم إلحاق أي أذى بمن يعجز عن حل لغزه، وهذا هو اللغز: "ما هو الكائن الذي يمشي أحيانا بطقمين، وأحيانا بأربعة أطقم، وأحيانا ثالثة بثلاثة، ويكون سيره أسرع حينما يستخدم أكثر عدد من الأطقم"
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 03:49 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-19966.htm