الأربعاء, 05-يونيو-2013
صنعاء نيوز -  بحسب تعبير الدكتور سليم الحص، المفكر ورئيس وزراء لبنان الأسبق، فـ«الإنسان حين يُواجَه بمشكلة وقضية، تغلب المشكلة في نفسه على القضية، وتتمثل بالقول: "لا تسلْ أمّاً تبحث عن قوتٍ لطفلها الجائع: صنعاءنيوز/عبد الله السالمي -
كيف تُحرّر القدس؟"». ويضيف: «كيف تُحرر القدس قضية كبرى، وإذا سألتَ هذه الأم عن كيف تحرر القدس، ستجيبك: أعطني قوتاً لطفلي أولاً!».
بدا لي أنّ هذه الملاحظة جديرة بالاستحضار والتأمّل كواحدة من أهم المعايير التي تساعد على قياس مدى اقتراب النخب السياسية والفكرية، في اشتغالها النظري والعملي، مِن الهمّ اليومي للمواطن العادي.
كثيرة هي اللافتات التي يمر بها راهن المشهد السياسي المحلي، وكثيرةٌ هي العناوين التي تتنافس الأحزاب والتنظيمات السياسية وما في حُكمها، بعد اتفاقها على إدراجها بمكان الصدارة في سُلم القضايا الوطنية، على تشخيصها من حيث الأسباب والجذور والتمظهرات، وصولاً إلى اقتراح الحلول والمعالجات.
وابتداءً من الصيغة التي يُراد للعقد الاجتماعي الجديد أن يكون عليها، وبما يُنتهَى إليه من دستورٍ يتحدَّد في ضوئه شكل الدولة ونوعيّة نظام الحكم، إضافة إلى ما هي من القضايا سابقة على كل ذلك كالقضية الجنوبية - من حيث أنّ تحديد جملة من الأمور، بما فيها شكل الدولة، يتوقف على ما سيُصار إليه بخصوصها - وصولاً إلى قضايا أقل عمومية كقضية صعدة، وأخرى تفصيلية وإجرائية كالنظام الانتخابي؛ فإنّ الاشتغال على كل هذه القضايا وسواها من العناوين، وبالرغم من أهميته، يظلّ في أعين الغالبية العظمى من المواطنين اشتغالاً نخبوياً، يعني مراكز القوى وحدها.
هنا تأتي أهمية ما سبق اقتباسه من الدكتور الحص، فجدليّة «القضية والمشكلة» تُحسَم، في حال حضورهما، معاً لصالح الأخيرة، وبالنسبة للمجتمع اليمني الغارق في طوفانٍ من المشكلات اليوميّة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر مشكلة الضائقة المعيشية المتفاقمة ومشكلة انقطاع الكهرباء، يغدو من البديهي أنْ يصرفَ الكثيرُ من أفراده النظرَ عمّا يُسَوِّل السياسيون لأنفسهم وسْمها بالقضايا المصيرية.. فهل يجْهل السياسيون هذا الحقيقة، أم يتجاهلونها؟!
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 05-مايو-2024 الساعة: 02:19 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-21478.htm