صنعاء نيوز - " ما فيش فائدة يا صفية "؛ هذه العبارة القوية قالها الزعيم المصري العظيم سعد باشا زغلول ، لزوجته صفية زغلول ؛ عندما اشتد به المرض

الإثنين, 10-فبراير-2014
صنعاء نيوز/عبدالحليم سيف - -
" ما فيش فائدة يا صفية "؛ هذه العبارة القوية قالها الزعيم المصري العظيم سعد باشا زغلول ، لزوجته صفية زغلول ؛ عندما اشتد به المرض ؛ وهو يعبر لها بأسى وحزن عن إحباطه ؛ حيال ما آلت إليه الأوضاع في أرض الكنانة ومحيطها العربي ؛ في أعقاب ثورة 1919 باعتبارها أول ثورة عربية ضد المستعمر الغربي ؛ رفعت راية الدولة المدنية الديمقراطية ؛ بيد أن أهدافها لم تتحقق بسبب سلوك وانتهازية النخب السياسية.
ومن المفارقات العجيبة ؛ أن ذات النخب عادت لتتذكر شعارات ثورة 19 في الثالث والعشرين من أغسطس 1927م، يوم ودع الشعب المصري وفي البلاد العربية الزعيم الكبير سعد زغلول إلى مثواه الأخير ؛ وهو لا يدري أن عبارته تلك قد أصبحت مقولة شهيرة ؛ يرددها العرب من خليجهم المحاصر بالأساطيل الغربية إلى محيطهم العائم بالبوارج الحربية، للتعبير عن سخطهم وإحباطهم من الأمراض السياسية ؛ التي أصابت الجميع بنكبات ونوبات..لا حصر لها.
وإنه لمن سخرية القدر أيضا ، أن تتكرر عبارة زغلول في غير بلد ؛ خاصة بعد حدوث كل ثورة شعبية سلمية ؛ أو حركة تصحيحية ،تبشر بعهد جديد قد عم الأرجاء ، فما إن يفرح الفرحون حتى تحل الطامة الكبرى يوم يفيق الحالمون من نشوة السكرة على نفس المشهد القديم .. فلا شيء يتغير ولا شيء يتحول .. التراجع هو التراجع ..والحال هو الحال.. والفساد هو الفساد .. والعنف هو العنف ..والتآمر هو التآمر.. والتبرير هو التبرير ..والعقلية هي العقلية.. والمكابرة هي المكابرة.. واللعبة هي اللعبة..والخطاب هو الخطاب.. والإجرام هو الإجرام .. والعقدة هي العقدة.. والجهل هو الجهل ..والثقافة هي الثقافة .. والسلوك هو السلوك .. والوجوه هي الوجوه..، حتى وإن اختلفت الأسماء وتبدلت الأماكن والرتب والأوصاف.
نعم إن استمرار التقاسم و المحاصصة بين أنصار وخصوم الثورات العربية ؛ يعد الكابح لأي مسعى ينهي الأزمات ويحقق شعارات الثورات والهبات والانتفاضات ، فهنا وهناك أطراف تقاوم الإجماع الوطني ، ولديها الاستعداد للتحالف مع الشيطان ؛ ولا تخجل من أن تهتف بشعارات الديمقراطية والحرية والكرامة والعزة والعدالة والانفتاح والشراكة ؛ من اجل إنقاذ الشعب المخطوف واستعادة الحقوق المسلوبة والحكم المغتصب(؟!).
إذاً.. ما فيش فائدة ترجى من نخب سياسية وعسكرية قبلية ودينية وثقافية وقضائية وبرلمانية وتجارية ودبلوماسية ، ولا ينبغي في أي ظرف من الظروف مهما كانت شدته المراهنة عليها وتسليم مصائر الشعوب والأوطان لها؛ فهذه النخبة العربية ؛ التي وصفها احدهم بالنكبة ؛ هي من تعيد اليوم ترتيب قواها وأوراقها ومشاريعها وحشد الأموال المنهوبة من الداخل مع المهربة من الخارج ،لإعادة إنتاج أنظمتها المنتمية لعصور الجاهلية !!
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 10-مايو-2024 الساعة: 05:43 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-26593.htm