صنعاء نيوز - 
اتفقنا أو اختلفنا حول تسمية المرحلة بالربيع أو الخريف، بالتغيير الإيجابي أو السلبي، لكن الأغلب لا يختلفون حول وجود بركان سياسي أعاد صياغة الملامح والمواقف والتحالفات

الثلاثاء, 11-مارس-2014
صنعاء نيوز/رحمة حجيرة -



اتفقنا أو اختلفنا حول تسمية المرحلة بالربيع أو الخريف، بالتغيير الإيجابي أو السلبي، لكن الأغلب لا يختلفون حول وجود بركان سياسي أعاد صياغة الملامح والمواقف والتحالفات السياسية والاجتماعية للمنطقة باتجاه صيغة جديدة لخريطة الواقع الاقتصادي والثقافي في المضمون ومراكز القوى!
وحدها المملكة العربية السعودية كانت المسيطرة الأولى والمتفردة بزمام التحولات السياسية قبل تمرد (قطر)! لم تشهد أي طوفان أو ربيع أو خريف مباشر - على الأقل إعلاميا- رغم إدارة خصمها قطر لهذا الربيع ومشاركتها بعض صناعته مثل ما حدث في سوريا! وبادرت بعد 3 أعوام و3 أشهر لإعلان فشل الربيع وفشلها في استخدامه ضد خصومها وإصلاح ما اقترفته من خلال إغلاق مزاد التغيير (المسلوق على عجالة وبعنف)!
إذ تعد قراراتها الأخيرة، عدا تصنيف الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية -إلا إذا تبعتها لوائح وتفسيرات تحدد ملامح الفكر والسلوك الإخواني الذي يعد إرهابا دون تعميم-! تعد قرارات إيجابية وبداية دور سياسي متميز للسعودية في المنطقة يمتلك مشروعية أخلاقية يعيد لها التقدير والمكانة الذين فقدتهما كأهم دولة للمرجعية الإسلامية والدعم الاقتصادي في المنطقة! فموقفها الأخير من دولة قطر ودعوتها لمقاتليها (الربيعيين) العودة فورا من البلدان التي اعتدوا عليها واعترافها بأن الجماعات الإسلامية المسلحة التي دعمتهم خلال الفترة السابقة بأنهم إرهابيون، هو تأكيد على أن السعودية ستقود المرحلة القادمة بتفوق سياسي بعيدا عن العنف ودعم الحروب والصراعات الداخلية في البلدان المجاورة وهو ما سيصنع لها حضورا إيجابيا سياسيا في المنطقة يضاف إلى حضورها الديني والاقتصادي ويرسي قواعد أكثر أخلاقا لا يستخدم فيها الدين والسلاح والنفط لإدارة الصراعات وسيخضع لها كل الأطراف والدول وخاصة قطر وإيران! وسيجعل من السعودية اليوم تاريخا مشرفا يذكر في الغد!
وبغض النظر عن ما إذا كانت المملكة السعودية اتخذت هذا القرار لتحمي نفسها من التيارات التي ساهمت بخلقها، إلا أنها أدركت بالوقت المناسب حقيقة ذلك ولم تكابر على حساب دورها الأخلاقي والديني وتقلق من تداعيات هذه القرارات بل سعت للتصحيح!

أعتقد أن هذا هو الربيع السعودي الذي فقدنا الأمل فيه يوماً! وليته لا يتوقف عند كونه (تصنيفا) باللهجة اليمنية (نزوة)! أتمنى أن يتحول إلى مشاريع إصلاحية سياسية وفكرية واقتصادية وفق رؤى ومعايير تخدم التنمية والقيم سواء في البلدان التي عولت عليها أو التي عانت منها! وأن تلغي كل العطايا والهبات الشخصية للأشخاص والأطراف الذين لا يحملون مشاريع إنسانية أو وطنية والتي صنعت منهم (مرتزقة) لها وعليها وعلى أوطانهم!
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 09-مايو-2024 الساعة: 07:06 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-27273.htm