صنعاء نيوز - قف ايها السيد .. أمامك القبيلي .. يقول لك بملء الفم .. كفى ، لقد عسكرتني ، وعسكرت أبي وجدي ..

الإثنين, 22-سبتمبر-2014
صنعاء نيوز -
قف ايها السيد .. أمامك القبيلي .. يقول لك بملء الفم .. كفى ، لقد عسكرتني ، وعسكرت أبي وجدي .. فلا تعبث بولدي لتجعله مثلما جعلتنا كائنات طاهشة ناهشة ، وجودنا في الحياة إما قاتلاً ، وإما مقتول ، آكلاً أو مأكول .. نعيش من الموت والى الموت ، لحدنا يتسع دوماً ولا يعرف الضيق إليه سبيلاً ..

حتى المصادفة إن نجتنا ، بوصلتنا هي الفيد والمغنم لسيدي " الشيخ " ، وسيدي "السيد" كرم الله وجهه ، مع مرتبة شرف : قاطع طريق من الدرجة الأولى ، يقلع ، ينهب ، يحشد ، يرجم ، وحصاده الخراب إلى الخراب ، والمدن استفتاحاتها.

ايها السيد ، كف عن هدايا البنادق والمدافع " جعالة " كل الأوقات ، قف وأنت تضح في كبدنا نصيحة "مرجلة الشرف الإلهي المقدس " : أكنت تعرف عدوك ، أو لم تعرفه ، مهمتك الثورية : أقنص ، وزود عيار "القنص المبارك " ، وحذار أن تنسى بسم الله والله أكبر ، فلا تفرق بين أرنباً برياً ، وإنساناً مر عند الغبش ، يهجل ب" حي على خير العمل " ، أقنص بما أوتيت من قوة وشرف القبيلة ، ومجد نسل الآلهة المقدسة .. اقنص ، فأنت "العكفي" "مجاهد في سبيل الله " كما قال جدكم ذات حرب وفيد ، فحارب من أجل أن أجل إسقاط كل شيء ، وأي شيء .. في حضرة " سيد الحرب ، لا تقل سوى ، "في خدمتكم سيدي ، على عيني سيدي .. شرق شرق، غرب غرب ، نحن بوصلتك لكل الأوقات والأزمان ..
أيها السيد :

كل اللحم المصطف بالبنادق المسماة "حشود " ، هي رقماً تقاتل وتستقتل ، لسنا أكثر من ذلك ، نقاتل من أجل حياتكم ، قصركم , أو كهفكم ، ملككم وعرضكم ، جربتكم وبقعتكم ، حيودكم ، متاريسكم ، قصف سلك الكهرباء وخط البترول ، غنائم الخُمس والربع والثلث بصك الرحمن ، والبحر " ميدي" ، والبحر الأحمر ، والميناء ملككم .. وفي وقت السلم يا سيدي ، نبتهل " يا الله بحرب " ، يا رب ارزقنا بقليل حرب ، وشوية بنادق " ، فإذا أنتهت الحرب ، فماذا ستعمل الرجال ؟ إحذروا أوقات السلم يارجال ، فستتحولون إلى نساء "معورات" !!.

نعم ، نحن رقم " إن عُرفنا بأل ، فلن نكون سوى "الحزام الناسف" نقصف به تباشير دولة ، وأي افق قانون يلوح هنا قصف أغنية ، مدرسة ، وطريق الإسفلت ، ومقهى صغير عند تخوم الحارة .. ، وأي وطن لا نريده سوى القبيلة موطنا .

بموجب صك الآلهة : " اللقية " ستصبح فحماً ، إن أضاء عمود الكهرباء وأذن في المدرسة حي على العقل والمعرفة ، والمشفى إن طببت عليلاً ، والطريق الآمن للغدو والرواح .

نعرف أيها السيد ما يبهج مزاجكم العبثي المجنون ، أن نعيش في الظلمة لينير عرينكم بجماجمنا ، أن تظل رؤوسنا وأرواحنا مبندقة ترصص كل شيء من أجل " الشعب" ، عفواً شعبكم أيها السيد .
أيها السيد :

أم ولدي تبكي بحرقة ، في السر تدعي عليكم ، بأن يحرق الله قلبكم مثلما احرقتم كبدها على ولدها الأول والثاني والعاشر ، وقبله كانت تدعو عليكم الجدة الكبيرة قُتل الجميع بالجميع وهم يدافعون عن أحجار الملك المعمد بالبصيرة الإلهية ، بالدم والخراب ، من صنعاء إلى مران ، من الجراف المقدس إلى حزيز المتخمة بالفقر ، إلى شملان ، والتحرير ، والحصبة حيث الجهل ، وتكدس البشر في عشوائيات ..
أيها السيد :

مليون ريالاً ( قاصراً ألف ، الفين ، عشرة ، مائة ألف )، لا تكفي مقابل رأس ولدي وإدخاله سحب قوائم المفاوضات المحلية والدولية : ال" شهيد " و " شهيد حافظ " و " سيد الشهداء " ، ومعظم الأحيان يضيع قبره , بين ألاف العظام ، تتطعمه الكلاب والذئاب و"الهمل" الذي لا يكتفي بنخد نخاع العظام ، بل يشفط الكفن ورائحة ولدي ، فبأي فجر وأصيل أتشمم رائحة ابني ؟!!

كف ، أيها السيد عن ملاحقة حفيدي أيضاً ، في خنادق "القتال السلمي" ، وموت أمريكا واليهود ، وقطع شارع بشارع ، وقنص "يحيى العامري" ، وجاره "العماري" ، والجنود ، ووو ، وتحويل المدارس وأسطح العمارات والأحياء والطريق والزقاق إلى معارك كر وفر .. بحجة الدفاع عن النفس ، وتحرير العاصمة من اليهود والأمريكان ، وأعداء الإسلام .
أيها السيد :

لم تعسكر الخطوة واستراق النظر من النافذة ، وإخراس صوت النساء المفجوعة ، وهي تناشدكم " بحجر الله ، لا طلعتم سطح بيتنا تقنصون الناس والجيران ، والعسكر ، مابش أمريكي ولا اسرائيلي ولا عدو الإسلام هانا " ، بل أسكتم أيها السيد وبالضربة القاضية "لعبة الحادي "و"الوقل " ، وحقيبة المدرسة المشرعة في طابور الصباح : " تحيا الجمهورية اليمنية " .

في قريتي وقريتك ايها السيد ، لا مدرسة سوى بوابتكم المقدسة نحرسها ، لا وطن سوى جدران وأسوار وغرفة حراسة بيوتكم ، ومعسكراتكم ، لا أسرة لي سوى رفاق مثلي ، نهب هبة رجل واحد إن عطس سيد الأسياد ، أو تنحنحنتم أو اردتم البصق في " متفل الزعامة " ، وأدبيات الخط الأحمر : " سيدي حاشيكم " .

نحن كل هذا ياسادة الأطهار ، و يا مزعزي كيد الفجار ، وحماة الدشكا التي تعلوا فوق "شاص" ، و " أمزان الوطن تمطر رصاص " وزامل " العدو ينتسف " و " وتحدي العاصفة والراجفة ، جيشك المدفع ، وشعبك ذخيرة" للوطن المبصقة" ، وشعب "الرقم" الذي يريده سيد السيدا ، مدينة تشبه كهف الحديد وأزيد ، علمها صرخة الموت واللعن والنصر بالزحف والحصار ..
**

ابني أيها السيد ، الذي لم يتعد بعد الثامنة عشرة ،

ليس عبداً في ملكوت معارككم الهاذية : مقاتلاً ومطاعناً، وناهباً، وأمير الظلام ، ملبياً " حيا داعي الموت للمشرقي والمغربي ، والياجوج والماجوج " ، لا تستبخسوا حياته ، وتنتقصون وتقتصون من حياته بقصائد العدم " من أحب الحياة عاش ذليلا" و " ويا هذه الدنيا طلقتي بالثلاثة مودعة " .

بينما حضرتكم سيدي ، تختبئون في حيود قلعة الأجداد تتهيؤون لخطبة الساعة التاسعة برصاص سبابتكم ب" لن نحيد ، وسنقاتل ، وسنرعب " ولكمات موجعة وسنهزم أعداء الله والوطن والشعب ، وزامل صرخة الموت الكهفي " يا ويل من ودف وحاربنا وضد الله وقف " ..
**

قف ، ايها السيد بحجر الله ، لا تعسكر ولدي وحفيدي ، لا أريد تخزين نياشين ألقاب الجهاد ، وسيد الشهداء ، اتركنا أيها السيد لمعاركنا المتواضعة ، والتافهة في عرفكم سيدي ، أتركنا ل" : حي على خير القلم ، والبوك والمفرس ، والشريم ، والمحراث حي على رقصة المسدوس ، والواسي ، وأغاني السلى .. بحي على خير الرمان في وادي "دهوان" ، و"عبيدة " ، بحي "عكاوة" أزهار في رؤوس الشبان ، وخرز الشعر الملونة في رؤوس الشابات وكحل العيون تلمع في رموش النساء والرجال .
نعم أكرر، أيها السيد :

أريد لابني مدرسة ، وقلماً وطبشوراً ، وبوكاً يكتب ،

أجمل الأشعار ، ألواناً تطبع ملامحه وملامح ابيه والرفاق ، وأشجار البرتقال ، قبل أن يختفي الجميع في غابات بنادق ، "حي بداعي الموت " .

اريد كهرباء لا أتعرف على ملامح ولدي الذي ضاع في الظلام بأمر الشيخ تارة ، وأمر السيد تارة أخرى .

اريد كهرباء لأتحسس ملامح زوجتي التي تنتظرني سنيين ، وانا محارب أتنقل من معركة القبيلة الفلانية إلى القبيلة العلانية " زلج الدهر شاقي حرب ، وايحين السكون " .
ايها السيد :

اريد لأبني أن يكون مواطناً يحترم اشارة المرور ، ابن دولة ، سيد القانون ، لا ابن حضيرة السيد ، مواطن مساوٍ للسيد والشيخ ، ومفرشة التمييز : سيد ، قاضي ، شيخ ، مُزين ، اولاد خمس ، امرأة رجل ، ترمى في أقرب مكب نفاية .

نعم : أنا إنسان ، ولست مرتزقاً ، أنا الشعب ، لا أنت يا سيد من تمنحني صك "الشعب " حيثما ينغرس سيفك ، وأكون ثور " البتلة " لأتلام سادة الخراب وأمراء الحرب .
أنا الشعب .. أنا الذي أقول .
أنا الشعب :

أنا أغني ، وأتعلم ، وأعمر ، إذن أنا موجود ..
*
نُشرت الرسالة "بتصرف " في 2011 ، وكانت موجهة للشيخ ..

" صحيفة الشارع"
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 30-أبريل-2024 الساعة: 02:05 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-31165.htm