الخميس, 10-يونيو-2010
صنعاء نيوز/اللجنة الاعلامية للقدس في الجزائر -

في لحظةٍ يكتشف الإنسان كيف يمكن أن تنقلب الأمور, فهكذا تصاعد المشهد وانساب على صفحة المتوسط بسلاسة انسياب الأشياء على الماء, وانقلب مشهد الكوكب, وانقلب السحر على الساحر, وارتدّ كيدهم إلى نحورهم, وانزوى الجنود في ظلام الخزي, لم يجرؤ أيٌّ منهم على الظهور على شاشة, وهم المدرعون بما أثقل كواهلهم من سلاح وأرهق أوزارهم من أوزار, وهم المتبجحون بكل الادعاءات والمنتشون بكل المفردات التي أثخنوا الأرض بها فصنفوا العالم إلى إرهابيين وهم, في الوقت الذي توهجت فيه دماء شهداء سفن الحرية, وعلت أصواتهم واستنارت وجوههم, وخاض الناجون معركة شرف وعز وفخار, وعلت أصواتهم وحناجرهم وسمت أرواحهم في انتصار جلي وتحدٍّ يمتح من قوة شفافة تتحدّى وهي العارية كالهواء ما أعدوا لهم في البحر وما أعدّوا لهم في البر وما توعّدوهم في الميدانين,
في لحظة ينقلب مزاج الأرض وتنقلب شريعة الحصار, ولا يبقى شجر ولا حجر إلا ويقول هذا حصار ظالم, ويبقى الفارق الفاصل بين المعسكرين فارقاً بين تخفيف وإلغاء, بحكم الموقع الذي سيبقى دوماً يميز الحق عن الباطل, وبحكم المحاولة الأخيرة للجندي المهزوم الذي أراد أن يكرس الحصار فأصبح محاصراً في عزلته وموقفه وجريمته وفضيحته وحصاره وعاره,
في لحظة يكتشف الإنسان كم هو النصر قريب, وكم هو الظلم هشٌّ وواهنٌ ومنبوذ,
في لحظةٍ تكتشف كم هي قوية براءة الأطفال, وكم هو قويّ سلاح الحق والعدل والحقيقة, وكيف يمكن أن تغير وجه العالم بالصبر, حتى ولو كنت بحجم مدينة محاصرة مخذولة, أو ببراءة شراع سفينة,
ذلك أنك في لحظة تكتشف أن كلّ قوى الكون تخضع في النهاية للحق والحقيقة, وتتبع براءة الشراع في دم الشهداء وعيون الأطفال.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 04-مايو-2024 الساعة: 08:28 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-3172.htm