صنعاء نيوز - في آخر تصريح لقناة عربية يعترف المدرب الجزائري، رابح سعدان، أن فريق الخضر غير معد بدنيا وتقنيا، ويعترف أيضا أنه أضعف حلقة في المجموعة التي توجد بها الولايات المتحدة الأمريكية وسلوفينيا وبريطانيا، إلا أنه يضيف أن معنويات الفريق الجزائري مرتفعة على الصعيد البسيكولوجي، وأنه سيحدث المفاجأة·· 
التصريح في حد ذاته مثير للقلق، وهو يحضرنا من جهة لتقبل الهزيمة ومن جهة أخرى يحضرنا لتقبل المفاجأة أي تحقيق المعجزة·· ونحن هنا لا نريد السجال، ولا نريد أن نختار صف المتهجمين على المدرب سعدان··

الأحد, 13-يونيو-2010
أحميدة عياشي -

لأن ملاحظاتنا سبق وأن سجلناها يوم كان النقد تجاه الفريق الوطني شبه محرم ومحظور·· فلقد رفض سعدان الانتقادات واعتبر أصحابها غير وطنيين ويريدون السوء بالفريق الوطني·· في حين كان عليه أن يصغي للرأي الآخر المحايد والموضوعي، فالغاية كانت أن يحضر الفريق الوطني أحسن تحضير على شتى الأصعدة·· لقد رفض سعدان الاستغاثة بخبرات مساعدين أثبتوا قدرتهم من حيث الأداء والقيادة، وأوصد آذانه تجاه كل نقد إيجابي، وها هو اليوم يقول لنا بوقت يعد بالساعات قبل المباراة التاريخية أمام سلوفينيا أنه فريق ضعيف على صعيد التحضير البدني والتقني، وفي الوقت ذاته يعدنا بالمعجزة·· طبعا ليس أمامنا الآن من خيار إلا انتظار المعجزة، المعجزة المبنية على التمني شبه الغيبي وعلى لعبة الحظ، وعلى المبادرات والجهود الفردية للاعبين·· نحن سوف ندخل المونديال بدون خطة مدرب وبدون فريق خاضع لاستراتيجية مدروسة، بل سندخله بلاعبين قد يحوّلهم التفاني من أجل تحقيق نتيجة إيجابية إلى محاربي حرب عصابات تعتمد على الذكاء الفردي، وعلى الغريزة الفردية وعلى الجهد النفسي والمكر الشخصي الذي قد يتمكن من قوة الخصم وخطته·· وإن تحقق ذلك فإننا سنكون شاكرين لهؤلاء اللاعبين طبعا، شكرا مزدوجا لأننا رمينا بهم في ساحة الحرب بدون قائد جيوش، بدون هانيبعل رياضي، رمينا بهم لوحدهم، وكأننا نزج بهم في جهاد ودفاع عن الحمى دونما تحضير ودونما خريطة طريق·· هذا هو السيناريو الذي قادنا إليه المدرب سعدان الذي تمكن من البقاء على رأس فريق واحد وطموح، فريق منحه كل فرص الظهور والنجاح، بينما هو لم يتمكن من أن يكون في مستوى كل ذلك العطاء الذي أهداه إياه هؤلاء الشبان، وأهداه إياها هذا الجمهور العظيم الذي ظل بجانب الفريق الوطني برغم الخيبات المتكررة التي أعقبت معركة أم درمان···
اليوم ستفرغ شوارع الجزائر، وسيقبع الجزائريون والجزائريات أمام شاشة التلفزيون ليتابعوا فريقهم الوطني وهم مشوشون، قلقون، خائفون ومتشبثون بحدوث معجزة تتجاوز المقدمات المنطقية وتتجاوز كل عقلانية، وأنا واحد منهم سأضرب عرض الحائط بكل منطق، لأنني ببساطة أريد نتيجة إيجابية وعلى أساسها يمكن أن يفتح الأمل أبوابه لنكون ممثلين مشرفين للعرب والأفارقة، فهل يحدث ذلك؟! ربما، أقول ربما لأنني لا أريد أن أطرد وأنا ضعيف، ذلك الجانب الغيبي فينا، لأنه يتحول إلى مصدر أمل وقوة في لحظة ضعفنا، وبالرغم أن الرسول محمد (ص) يقول اعقلها ثم توكل على الله·· فإننا لم نعقلها ومع ذلك نتوكل على الله، وإذا ما حدثت المعجزة فإننا سنأمل أن المعنويات ستتحول إلى مصدر ثقة قد تحرر طاقات اللاعبين، ويتحولون هم إلى قادة ميدان فعليين·· أما إن لم يتحقق ذلك·· فما علينا إلا أن ننظر من جديد إلى وجوهنا في المرآة، ونتعظ مما حدث من أجل غد أفضل·
احميدة عياشي
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 06:11 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-3215.htm