صنعاء نيوز - عرب جنوب إفريقيا

يقفون قلبا إلي قلب مع الجزائر


ما أن بدأت تظاهرة العالم الكروية الكبرى، على أول أرض إفريقية، يوم الجمعة 11 جوان ,2010 حتى كانت جنوب إفريقيا، محجا لكل صُناع أنواع الصخب، الذين جاءوا من كل فج عميق، لتشجيع فرقهم المشاركة في مونديال كأس العالم، وحال ميناء جوهانسبورغ الجوي، يقول؛ هل من مزيد!

الإثنين, 21-يونيو-2010
صنعاءنيوز -
عرب جنوب إفريقيا

يقفون قلبا إلي قلب مع الجزائر


ما أن بدأت تظاهرة العالم الكروية الكبرى، على أول أرض إفريقية، يوم الجمعة 11 جوان ,2010 حتى كانت جنوب إفريقيا، محجا لكل صُناع أنواع الصخب، الذين جاءوا من كل فج عميق، لتشجيع فرقهم المشاركة في مونديال كأس العالم، وحال ميناء جوهانسبورغ الجوي، يقول؛ هل من مزيد!

ولعل البلاد التي تزامن تنظيم كأس العالم، على ترابها، مع مرور ستة عشر عاما على خلاصها الوطني، أو ما يزيد عليه قليلا، كانت الأبهى في حلتها الاحتفالية، التي تضاهي تلك الاحتفالات الإبريلية، التي شهدت أول انتخابات حرة ونزيهة، أفضت إلى ما أفضت إليه، من سنن الدول التي تدول، فدالت عن العنصرية إلى أرقى نظام ديمقراطي إفريقي، فكانت صيحات الفوفوزيلا الصاخبة يومها، تسطيرا حبسته الأجواف لتطلقه لحنا مع الأنفاس، إيذانا بحمية الفرح يوم الانتصار وزوال نظام الفصل العنصري، في عرف جنوب القارة، أو دولتها التي اشتقت من جغرافية مكانها، اسما لها·

إنها الفوفوزيلا من جديد، ولكن على وقع تحولٍ آخر، لا يفسر كنهه إلا اسمه، وأنه كأس العالم ومن يلعبون والذين يشجعون ومن يتابعون، حتى أصبحت الفوفوزيلا شارة نصر كروية جديدة، إن صح الاصطلاح، تراها مع مشجعي المنتخبات المتأهلة، إلى المسرح الإفريقي، وتسمعها قبل انطلاقة صافرة أي لقاء يجمع الفرق المتنافسة، التي لا يعنينا منها سوى الجزائر، بذاك القدر الذي نحن فيه معنيون بأنفسنا، وهويتنا العربية·

لم تكن الرياضة ذات يوم، على جدول اهتمامات كاتب هذه السطور، بما بعد المرتبة العشرين من أولوياته، ـ التي تأتي في أولها السياسة مرورا بقضايا المذاق الشخصي وصولا إلى كثافة كومات دخان الأركيلة، ذات طعم التفاحتين الأصلي التي نزفرها ـ، إلى أن حظيت الجزائر بما يليق بما اتسع لنا صدرها، لتمثلنا جميعا، كدولة خالصة العروبة والإسلام والانتماء·

لقد استطاع الفريق الوطني الجزائري، أن يكون فريقا عربيا قوميا بامتياز، من خلال أدائه المشرف، في أول مباريتين خاضهما، أمام سلوفينيا وإنجلترا، رغم النتيجة غير المنطقية التي تحمل أكلافها المنتخب، لخطأ يجب ألا يكون خاضعا للتضخيم في المباراة الأولى، إلى أن وازنتها روحية التحدي الشريف، الذي أسقط الغطرسة الكروية البريطانية الاستباقية، للقاء التنافسي، الذي كانت فيه الجزائر قاب قوسين أو أدنى، من فوز مستحق، وسط ترنح الجماهير الإنجليزية، من هول الذهول الذي أصابها، بعد أن كاد ملوك الكرة الأوروبية، يفقدون عرشهم، بفعل سوء التقدير والاستهانة بالخصم، حتى تلونت في ليلتهم وجوه نجومهم بالصفرة والاحمرار، بعد أن رأينا الإنجليز في منطقة الساندتون بجوهانسبورغ، سكارى وما هم بسكارى، وحالهم يقول لو كنا نعلم الغيب، ما مسنا السوء·

أما في العاصمة بريتوريا، التي ستشهد الأربعاء المقبل، ذات السلاسل بين منتخبنا العربي والمنتخب الأمريكي، الذي شحن من الولايات المتحدة، أكثر مما جاء به أو معه أي فريق آخر من المشجعين، فإن العرب المقيمين الذين يبحثون عن فرصة للفرح وتحقيق الذات، في هذا المهرجان الكروي الكوني القائم، قد أعدوا عدتهم، وتزودوا بخير ما يتزود به المشجعون في هذه اللحظات، من دعاء وتذاكر وأعلام ورايات، فاستعادوا الثقة بالنفس، بعد ما شاهدوه من أداء، في ملعب غرين بوينت في كيب تاون، لعلهم يفرحون·

لقد انتهت أزمة الثقة بين المنتخب وجماهيره، إلى غير رجعة، إثر المقابلة التي أبلى فيه الجزائريون بلاء حسنا، مع سلوفينيا، ولكن دون حصاد بكل ألم وأسف، وصار الحساب والعد محسوبا ومعدودا منذ الآن، على الساعة الإنجليزية، دون شك أو جدال، وهو ما نسأل الله، فيه التوفيق والسلامة، في المباراة القادمة، مع منتخب قوي وسريع الحركة مثل المنتخب الأمريكي، على ألا يأخذنا الغرور، على حساب الجاهزية والاستعداد·· فالكل هنا مع الجزائر، لا نقول جنبا إلى جنب، ولكن قلبا إلى قلب·

اللجنة الإعلامية الفلسطينية في جمهورية جنوب إفريقيا·

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 03-مايو-2024 الساعة: 04:24 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-3333.htm