الخميس, 30-أبريل-2015
صنعاء نيوز - 
الشّاهد يرى ما لا يرى الغائب، وكلٌ منا - في إطار ما يعرف ويفهم - مكلفٌ باتخاذ الموقف الذي يبرئ ذمته. صنعاء نيوز/بقلم محمد عزان -

الشّاهد يرى ما لا يرى الغائب، وكلٌ منا - في إطار ما يعرف ويفهم - مكلفٌ باتخاذ الموقف الذي يبرئ ذمته.

1. غاراتُ التّحالف قَرْصَنة مكشوفة وعدوان صارخ على اليمن؛ وقد أدت إلى تدمير بنيته التحتية، وقتلت أبرياء من أبنائه وبناته، ودمرت ممتلكات عامة وخاصة، وتسببت في خسائر كبيرة، دفعت البلاد إلى الخَلف عشرات السنين.

2. وحروب الحوثيين وحلفائهم في الجنوب وتعز ومأرب وغيرها خطأ فادح، ومغامرات غير موفقة، فقد عمّقت الجراح، وأصابت الأبرياء قتلاً وتشريداً وتدميراً، وفككت المجتمع، وأغرقت الناس في مستنقع العداوة والبغضاء والتنافر.

3. (الفرقاء) السياسيون في اليمن (شركاء) في الكارثة التي حلت باليمن، فمنهم من استدعى العدوان ومنحه غطاءً شرعياً، كالرئيس هادي وأعوانه. ومنهم من قدم الذريعة للخارج وأربك موقف الداخل، كالحوثيين وحلفائهم. ومنهم من شجع الغارات على إمطار البلاد بقنابل الموت والدمار كحزب الإصلاح، وكل من لم ير في العاصفة المشؤمة بأساً.

4. نحن نعلم أن لدي الفرقاء مبررات يسوقونها ليسلون نفسهم بها، ويجوّزون الإسهام في انتهاك ما بقي من حرمة الوطن. وندرك أن كل فريق يحمّل الآخرين المسؤولية كاملة، ومن ورائه قُطعان من المؤيدين (سياسيين وكتاب وإعلاميين ووعاظ) يصفقون ويبررون ويحشدون ضد بعضهم دون خجل وحياء.

5.البطش والقهر والتغالب (سواء كان بطش الداخل بالداخل أم بطش الخارج بالداخل) لا يمكنه أن يصنع حياة ولا يؤسس واقعاً مستقراً مهما بلغ من الشراسة والقسوة، وستظل انتصاراته العسكرية وهمية مهما حقق من تقدّم هنا أو غَلَبة هناك.

6. وبناء على ما تقدم: ندعو الجميع إلى مراجعة سريعة للخروج من دائرة الموت إلى دائرة الحياة، وتقديم تنازلات شجاعة من أجل اليمني مهما بلغ مستوى الغبن فيها، وخير الفُرقاء من يبادر بإعلان موقف تصالحي ويَدفع بالتي هي أحسن.

7. إذا صلح شأن الداخل فالخارج مُجبر على مسايرته، وإن لم يفعل فسيصطف الجمع لمواجهة، ولن يهم أحدٌ أمره، لا اليوم ولا غداً، وسيتصدى له الناس ولو بالحجارة والعصي.

8. أقسم باراً؛ أن الخارج ولو لم يعلم تفكّك الدّاخل، وما يعيشه من تنافر وتظالم وتنافس وعداوات؛ لما هبّت له عاصفة، ولما جرُأ حتى أن يستظل تحت شجرة في إحدى الشعاب النائية إلا بإذنِ من أهلها.!

9. فليكن أهل الخليج وسائر العرب أشقاؤنا، والإيرانيون والأتراك وأهل الشرق والغرب أصدقاؤنا، كل بدرجة احترامه لوطننا، وحرصه على سلامة وسعادة شعبنا، لا بأن يحوّلوا بلادنا إلى مضمار يُجْرون عليه سباقاتهم ويصفون فيه حساباتهم، فنموت نحن لتحيا شعوبهم، وينتحب أبناؤنا لتستمر الابتسامة على وجوه أطفالهم.!
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 03:54 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-36520.htm