صنعاء نيوز -



مبارزة ظاهرة وخفية معاً.. وطعنات متبادلة وناعمة عن بعد، سلاحها الصورة بصورة حصرية وقصوى، نشبت وتستمر في الأثناء بين مواقع النشر والإعلام البارزة والناطقة بالعربية في كل من واشنطن وموسكو.. بالخصوص سي إن إن وسبوتنيك.

أخذ الموقعان الأكثر احتفاءً بالصورة وعرضاً لها يستعرضان صوراً متبادلة ورسائل ضمنية أيضاً تجمع الرئيسين أوباما وبوتين سواءً خلال مشاركتهما في مداولات وافتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك مؤخراً - يوم الاثنين 28 سبتمبر أيلول - أومن لقاءات سابقة وقريبة جمعت الاثنين.

وعلاوة على سجال وجدال كبير أمريكي روسي حول قضايا عالمية وخلافية كبرى بالذات الشرق الأوسط والموضوعالسوري الذي يتصدر اهتمامات السياسة العالمية ومراكز القرار والاستقطاب الدولي، فإن الإعلام يمارس دورا بشكل أو بآخر في السجال سواء بالنشر والآراء والتحليلات الناقدة المتبادلة أومن خلال الصورة.

وفي ظل التحركات العسكرية والضربات الجوية الروسية في سوريا وامتعاض واشنطن وحلفاء لها في المنطقة ونشوء عنوان آخر لخلافات أكثر تضاف إلى الملف الأوكراني وغيرها من القضايا المحفزة للصراع والتعارض - لا يبدو أن من بينها اليمن التي غابت عن كلمتي واهتمام الزعيمين في الجمعية العامة كما غابت عن أولويات العاصمتين وتغرق لوحدها في حرب منسية - فإن الصورة أخذت بعداً سياسياً في النشر والانتقاء.

تنشر سبوتنيك صوراً تظهر أوباما ماداً يده لمصافحة بوتين الذي لم يكد يعبأ أو يحرك يده قبل أن يفعل بالطبع لكن اللقطة حبست المشهد ضمن مشاهد متتابعة.

وكما لو كان رداً، تنشر سي إن إن صورة بارزة ولافتة لبوتين في لحظة أخرج لسانه معض عليها بشفتيه وهي ليست بالتأكيد الصورة الصحفية الأفضل للنشر إلا لحاجة إضافية كرسالة ما (..)

في موضوعين وموضعين آخرين وعبر الموقعين نفسيهما نرى صورة تجمع بوتين المنصرف تماماً عن متابعة أوباما الذي أبدى استياءً واضحاً بحركة الفم والوجه المقطب كما في سي إن إن.

وهما معاً وربما في نفس الجلسة لكن كان بوتين يحدق بصرامة في وجه أوباما القابض على ذقنه بكفه اليمني وينظر إلى نقطة بعيدة في الفراغ (..)
عشرات الصور يمكن تتبعها، لكن أيضاً سبوتنيك وسي إن إن انخرطا عملياً في السجال والمبارزة بما هو أكثر من الصورة ويعداه إلى الآراء والتصريحات والتحليلات كما الأخيار. بفارق أن سي إن إن الأخير ينشر الآراء الناقدة صراحة لأوباما وإدارته بخلاف الآخر في ضفة ورجال بوتين.

يذكر وينشر الموقع الأمريكي انتقادات أوباما وواشنطن لبوتين وموسكو بخصوص سوريا تحديداً.

يرد الموقع الروسي بعنوان مميز بالفعل: "عقيد أمريكي ينصح أمريكا أن "تخرس" عندما يكون الحديث عن سورية".

ويستمر الكلام الأمريكي الروسي.. والحب أولها كلام كما يقال. لكن ليس كل كلام هو أول حرب.