صنعاء نيوز - يوما باع جحا بيته، ووضع شرطا خبيثا في إخمص عقده، أن لا يخلع صاحب البيت مسمارا

الإثنين, 25-أبريل-2016
صنعاء نيوز -
يوما باع جحا بيته، ووضع شرطا خبيثا في إخمص عقده، أن لا يخلع صاحب البيت مسمارا دقه في أحد الجدران وإلا بطل البيع. وفي كل موعد وجبه، كان جحا يزور المشتري ليطمئن على مسماره (العزيز). تقول الأسطورة التي لم يصدقها أحد، أن الرجل ترك البيت طواعية ليفر من سماجة ضيفه الثقيل.
من يستطيع اليوم أن يخلع مسمار جحا من تفاصيل خرائطنا؟ من يستطيع أن يمنع الضيوف الثقال من اجتياح حدودنا؟ ومن يستطيع أن يمزق اتفاقيات الخنوع التي وقعها أسلافنا ذات ذلة؟ أم ترانا سنضطر عن قريب إلى التخلي عن عتباتنا التي كانت حتى قريب مقدسة أمام سماجة الضيف وقبحه؟
اليوم يأتينا فيليب هاموند من أقصى حدود الخديعة على رأس فيلق من ألف جندي بريطاني ليشاركوا شعبنا الليبي المغبون وجبة لم يدعهم إليها أحد، بحجة البحث عن مسمار زرعوه ذات غفلة في صدر الخريطة. ألف من أشاوس الغزاة البريطانيين ينضمون اليوم لكتائب الفاتح الإيطالي ليحفظوا أمن بلادنا التي عبثوا بأمنها وأحرقوا بساتينها ومدارسها ومشافيها ذات قصف.
اليوم يتداعى الطليان إلى قصعة برقة، ليمثلوا بجثة المختار الذي شنقوه يقينا، لكن أحدا من السنوسيين لن يخرج لقتالهم لأنهم أوكلوا أمرهم لمسمار داعش. ولأن المسمار يستعصي على كل خلع، فعلى المتضرر الهروب من أتون وطن لم يعد كالأوطان قبل أن يلقى مصيرا كمصير الأخ العقيد.
على الليبيين أن يستعدوا للقصف والحرق والتهجير إذن، لأن ضيفهم الثقيل سيأتيهم في ستة آلاف جندي ليأكلوا ما تبقى تحت أقدامهم من خضار. وعلى المتضررين اللجوء إلى بالوعات ليبيا بحثا عن حياة - أي حياة، وهكذا، يطبق الليبيون قول العربي المضياف .. يا ضيفنا إن جئتنا لوجدتنا .. نحن الضيوف وأنت رب المنزل. المضحك أن ترى رجلا في سماجة هاموند يبحث عن مبررات لهجومه المحتمل، وكأن أصحاب البيت يأبهون.
على ليبيا أن تخرج كل مخبوءاتها من أرز وحنطة لتطعم ستة آلاف ضيف آخر سيجثمون قريبا فوق صدرها المتحشرج، وعلى الليبيين أن يستقبلوا وفود الطغاة بالورود التي اقتلعتها طائراتهم الرحيمة لأنهم يأتونها اليوم لحفظ سلامها المستحيل.
أيها المصريون والسودانيون والمغاربة .. يا من تفكرون بمن الهجرة إلى إيطاليا وسلواها، لن تستطيعوا بعد اليوم الفرار كالفئران فوق أخشابكم المتهالكة إلى هناك، لأن قوات حفظ السلام ستكون لكم بالمرصاد. عليكم اليوم أن تتأقلموا مع الفقر والجوع والقحط في أوطانكم، أو أن تموتوا كالرجال دفاعا عن رجال أعمال لا يرقبون في مستقبل أطفالكم إلا ولا ذمة. البحر من أمامكم والفقر والفاقة من خلفكم، ومدافع قوات حفظ السلام مصوبة أبدا نحو أحلامكم الصغيرة.
لا أهلا بالباحثين عن مساميرهم الناتئة في أوطاننا المتهالكة .. ولا سهلا بضيوفنا الثقال الذين أتوا من البعيد لحمايتنا من جنودنا ومجاهدينا ورجالنا الأشاوس، وأخيرا، لا مرحبا بمستقبل لم يعد لأقدامنا الصغيرة فيه موطئ حلم.
عبد الرازق أحمد الشاعر
[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 14-مايو-2024 الساعة: 02:15 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-42764.htm