صنعاء نيوز -    في رواية" السّقوط في الشّمس" يبدو جلياً لنا أنّ العنوان يعبّر عن حاجة شعوريّة ونفسيّة للتّطهّر

السبت, 14-يناير-2017
صنعاء نيوز/ بقلم الأديب النّاقد:عباس داخل حسن* -

تيار الوعي في رواية السّقوط في الشّمس(1) للرّوائية د. سناء الشّعلان
بقلم الأديب النّاقد:عباس داخل حسن*



في رواية" السّقوط في الشّمس" يبدو جلياً لنا أنّ العنوان يعبّر عن حاجة شعوريّة ونفسيّة للتّطهّر والعلو،وهو تعبير ذهنيّ للخلاص لذات لا تريد أن تسقط على أرض الواقع لتعلو وتسقط في أتون الشّمس،وهو يشي بنزعة الوجود المستقلّة من منظور فلسفيّ ميتافيزيقيّ .
الشّمس هي المرآة التي تعكس الضّوء والدّفء على كينونة كلّ كوكب في مجموعتنا الشّمسية التي نعيش فيها،وهكذا أصبح الإنسان بوصفه كينونة يبني علاقته بما يدرك من كينونات كونيّة من حوله " أنسنة الكون" من خلال وعيه الذّاتيّ الذي يكشف أناه الحقيقيّة،وهذا لا ينطبق على تكويناته الفكريّة قطّ، بل ينطبق كذلك على النّواحي الحسّيّة والشّعوريّة الحالمة على الرّغم من أنّ الكواكب غير مبالية بنا بوصفنا بشراً، لكن وحده الإنسان يربط شعوره النّفسيّ بها من أجل مغادرة واقع معاش ضيّق حالماَ بالمباهج والإحساس النّقي النّزيه،فيحتفل بدوران الكواكب حول الشّمس بالنّظر الذي يرفعه من فوق أرض يقف عليها مليئة بالتّناقضات المحيرة والمتشابكة،من هنا كان عنوان رواية “السّقوط في الشّمس “ عنواناً سرديّاً يجعلنا نحلّق بعيداً في مخيلاتنا للكشف عن دلالاته الجماليّة ونصّيته الغامضة" الميتافزيقية" من خلال استبصار العنوان بوصفه عتبة سيميائيّة على رأس النّص.
الاستهلال :
الاستهلال ينطوي على أهميّة بالغة وكبيرة في إرشاد القارئ إلى مدخل الرّواية أو ما سيحدث لاحقاً وتتبعها،أو على العكس تؤخّره للولوج إلى عالم الرّواية التي يريد اقتناءها أو أيّ عمل فنيّ،ويُعدّ عنصراً من عناصر البناء للرّواية من خلال دلالاته السّيميائيّة وقابليتها للتّأويل عند المتلقي وتشكيل الانطباع الفوريّ عنده .
استهلال أوّل :
"لأنّ قلبي أهداني إليكَ،لأنّ روحكَ تسكن جسدي،لأنّ طيفكَ يلازمني أبداً،لأنّ كلّ ما صنعت يداي يحاكي رسم عينيكَ،أقولَ لكَ،وأستثني كلّ البشر: إليكَ" (2). هذا استهلال إهدائيّ ينطوي على صنعة وإتقان للإيحاء بأنّ الرّواية رواية عشق وبوح والتياع لامرأة وقعت في أتونه بكامل إرادتها وهداية قلبها وروحها .
استهلال ثانٍ :
"روحي ؟!
أنتَ روحي .. ماذا تقول ؟!
مجنون : أتسرق الأرواح ؟! اتهمني ما تشاء ؟!ماذا ؟!ماذا؟! تقول
:من أين سرقت روحي ؟ لا أعرف ، أتعرف أنتَ ؟
لا بدّ أنّك تعرف،أنفاسك تقول إنّك تعرف ؟
جسمك مضطرب ويتفصّد عرقاً؟لماذا؟
تعال اجلس إلى جانبي،ودعني أتحسّس ذلك الضلع العجيب الذي خُلقت منه " (3)
في الاستهلال الثّاني الذي ننفذ منه إلى النّص " المتن " يتجلّى المونولوج لشخصية بطلة الرّواية التي لم تسمّيها الرّوائية قصداً ،ربما أرادت سناء شعلان أن تمنح بطلي روايتها ما يشبه اللوجو (logo) الرّوائيّ بحيث يمثّلان كيانات موسومة بالعشق وموصومة بالشّتات. كيانات آدميّة يتكرّر وجودها طالما ظلّ
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 02-يونيو-2024 الساعة: 05:03 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-48259.htm