الخميس, 11-يونيو-2009
صنعاء نيوز -

قصة سحرحمزة

سمع محمد ما يدور من حديث بين والديه في الصباح ، وما ورد فيه عن زائرٍ سيأتي قريباً وسيحلُ ضيفاً عليهم ، بقي يتابع والدته وهي تخبر والده حول ما أعدته ، وحضرته ، لأستقبال هذا الزائر ، دفعه فضوله الطفولي أن يسأل ،والدته بعفويه عنه فقال محمد :من هذا الضيف يا أمي ؟ ومتى سيهل علينا ؟ أجابته الام وهي تجلس بالقرب منه ، حانية عليه بعطف الأمومة: أنه شهر رمضان المبارك ، يا حبيبي وهو شهر يأتي مرة كل سنة .

فقال محمد : ولماذا كل هذا الإهتمام به،،وماذا يميزه عن غيره من الأشهر ؟ ؟ فقالت الأم : ليس كمثلهِ شهر ، يحمل الخير ، والبركات ، وبه تزداد الألفه وتنزل الرحمة ويتساوى الفقراء والأغنياء بالصوم ، وتزداد المحبة بين الأهل ، والجيران ، والأصدقاء ، ويتسابق الجميع فيه على عمل الخير ، ومساعدة الأخرين ، فقال محمد : يا له من شهر عظيم ! وماذا أيضاً يا أمي ؟ فأجابت الأم : فيه ليلة خير من ألف شهر ، إنها ليلة القدر التي تنزّل الملائكة والروح فيها (بإذن الله ) فقال محمد : وماذا نستفيد منها ؟ فأجابت الأم : تحل البركة ، وراحة البال والسكينة ، والإطمئنان في قلوب المسلمين ، المتعبدين الصادقين ، والصائمين الذين يتقربون إلى الله بالطاعة ، وعمل الخيرات ، ويساعد الغني الفقير ، ويبقى الناس متساوون امام الله ( سبحانه وتعالى ) وليس هذا فقط يا محمد ، فإن الناس يصومونه ؛ أداءً لفريضة الصوم التي هي ركن من أركان الإيمان وإستجابة لأمر الله ؛ لأن هذه الفريضة من الفرائض الهامة التي يؤديها الإنسان المسلم في حياته كي ينعم برضى الله ورضوانه ، فوقف محمد وقال باستغراب : وهل نمتنع عن تناول الطعام والشراب يا أمي طوال الشهر ؟! فضحكت الأم وقالت : نمتنع عن تناول الطعام والشراب من طلوع الفجر حتى غروب الشمس ، إضافة إلى إمتناعنا عن الغيبة والنميمة والأمور التي ينهى الله الله عنها ،وتحبس الشياطين عن عمل الشر ، ، وتزداد صلة الأرحام والصدقات وتقدم المساعدة للفقراء ، والمحتاجين ، ويحل الحب والتسامح بدل الكره والغضاء ، ونعفو عن الكثير من الإساءة التي نتعرض لها ، فنكسب الأجر من الله ، ونجزى بالجنة ( بإذن الله ) . فسألها محمد : الجنة،،ما معنى الجنة يا أمي ،وكيف سنصل إليها ؟! فأجابت الأم : إنها فوق الوصف فيها شجر ونخيل وأعناب وأنهار من لبن وجنان أعدت للصالحين للمتقين والمتعبدين الصائمين ، وكلما إلتزمنا بأمر الله وطاعة رسوله،رضي الله عنا ،وكانت الجنة جائزتنا الكبرى وتكون لنا مسكناً في الآخرة ، والصوم في رمضان جزاءه الجنة كما وعدنا الله ( سبحانه وتعالى ) . فقال محمد : هل أستطيع الصوم يا أمي ؛ لأصل للجنة التي قلتِ عنها، فقالت الأم : في عمرك يكون الصيام ( قدر أستطاعتك ) يا حبيبي ، فالصيام صحة ، ورياضة روحية ، وسمو في النفس ، وشعور مع الأخرين ، وتقبل البِشر بالإشراق والإبتسام والسلام . فقال محمد : إنه ( والله ) لشهر عزيز وضيف ،حميم على قلوبنا ، سأقلد والدلي وأصلي وأتعلم منه الكثير ، وسوف أصوم ايامه بمساعدتك يا أمي ، وأبذل جهدي في فعل الخير ، وتقديم الصدقات للمحتاجين ، وسأخبر أصدقائي في المدرسة عن فضائل الشهر العزيز ؛ وسأنتظره صبح مساء حتى يأتي إلينا زائراً ،ليعم الخير في ديار المسلمين برضى الله ورسوله الحبيب المصطفىصلى الله عليه وسلم ،،والقى جسده في حضن أمه وعانقها وقال ما أروعك يا ماما أني والله أشعر أني أتعلم منك الكثير مما أتعلمه في المدرسة ،،أحبك يا امي ،،سأبقى وفياً ،سأكون ولداً صالحاً طائعاً لله ثم لك يا جنة الدنيا يا أمي ،،،فأنت السبيل الوحيد الذي يدلني ويعلمني ويرشدني لطريق جنة الخلد في الآخرة ،،،،،،

أنتهت

هذه هدية للكبار قبل الصغار عسى أن يتذكر من يعق والديه وينسى حبيبته الأولى أمه التي أضنت عمرها لأجل أن يحيا لعل العصاة يدركون مدى تأثيرالأم على الأمة،،وعلى أجيال المستقبل

أنتهت
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 05:26 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-502.htm