الإثنين, 08-نوفمبر-2010
صنعاء نيوز - { في كل أمورنا الحياتية لماذا نبدأ متحمسين، ورويداً رويداً يفتر حماسنا، ثم يغيب كل شيء، وكأن شيئاً لم يكن؟ هل الأمر له علاقة بتربيتنا الشخصية؟ صنعاء نيوزعبدالرحمن بجاش -



{ في كل أمورنا الحياتية لماذا نبدأ متحمسين، ورويداً رويداً يفتر حماسنا، ثم يغيب كل شيء، وكأن شيئاً لم يكن؟ هل الأمر له علاقة بتربيتنا الشخصية؟ أم بالتربية العامة التي أساسها الشخصي منها؟ أم الاثنتين معاً؟




البدء متحمسين في كل مشروع نبدأه، بدايته تكون جميلة، يحقق للوطن مكاسب كثيرة وكبيرة، وحتى للأشخاص، وعلى المستوى فليس في ذلك عيب أن تكون لك مصلحة فيه، فبعض الناس يعتقد أن مجرد ذكر «المصلحة» أمر معيب!! لا، ليس معيباً طالما والمصلحة مشروعة، ما نعيبه أن تكون المصلحة انتهازية وعلى حساب الآخرين.




كما بدأت فنحن نبدأ متحمسين، نقيم الدنيا ولا نقعدها، ثم نغيب تماماً، ولسنا بحاجة هنا إلى إيراد الأدلة التي تؤكد ما ذهبت إليه، وهناك وجه آخر للصورة، فنحن نجتهد في أمور أخرى ونحقق فيها إنجازات ثم ننسى وكأننا لم نفعل شيئاً، أو كأن ما فعلناه لا علاقة لنا به، لا ندرك أهميته أو أهمية ما أنجزنا إلا حين نمد أصابعنا ونخرّب كل شيء!!




وأقرب دليل صنعاء عاصمة للثقافة العربية، لقد كان البلد ملء السمع والبصر، وفجأة بعد مرور عام لم نعد نسمع شيئاً، كان المرء يتوقع أن يظل الأثر طاغياً حتى وإن دخلت تريم على الخط، وهو على أية حال دخول كريم يجري وأده الآن مع سابق تعمد وإصرار!!




كل الفعاليات التي رافقت ذلك العالم لم يعد لها أثر، لم يعد أحد يشير إليها، لم نَرَ إرثاً حياً، لم نحقق تراكماً، لا نستفيد من أي مادة على صعيد الاستفادة من إنتاج معرفي محتمل!! لماذا؟ للسبب الذي أشرت إليه، وهو أن الإنسان اليمني «ملول» بطبعه، وابن اللحظة على ما يبدو، وبالذات لحظة مزاج قاهرة هي التي تتحكم في أشياء كثيرة يفترض أنها مؤثرة في حياتنا سلباً أو إيجاباً!!




الآن بعد أن بدأنا وهلّلنا وفرحنا واعتبرناه مكسباً كبيراً للبلاد، أن تعلن تريم عاصمة للثقافة الإسلامية، وبعد النزول والزيارات للأشخاص والمسؤولين والتصريحات والحديث عن فعاليات وتشوقنا للذهاب إلى تريم ومتابعة المناشط من كل جنس ولون، والأهم أن نرى اليمن تظهر إسلامياً كما يفترض أنها ظهرت عربياً إبان صنعاء عاصمة للثقافة العربية، لكن الذي نراه ونلمسه يقول بغير ما تمنينا، فتريم تكاد تكون غائبة عن وسائل الإعلام وعن أفواه الناس!! حتى أنني سألت بالأمس الأول زميلاً عمَّا يحدث، قال بالحرف الواحد : ضيَّعوها، وبالسؤال : مَنْ هم؟ كان الجواب أن قَيِّد ضد مجهول.




أتمنى من كل قلبي، ومعي كثيرون، أن نجد لهذا الصمت الذي يكاد يفجّر الآذان والروح، تفسيراً، مجرد تفسير، أما أن يضيع الجهد كله هباءً منثوراً فحرام أن يخسر هذا الوطن مثل هذه الفرص، ولا أزال أتذكَّر ذلك المندوب لليونسكو وقد أتى إلى صنعاء ووجدته مع يحيى المعلمي، سكرتير النقابة يومها، يصلحان البنشر مع سائق التاكسي، وقد استهجنت الأمر قائلاً : مالك؟ كيف يا يحيى المندوب بتاكسي، وأين سيارة الضيافة؟ قال ضاحكاً : هو الذي أصر على أن يأتي معي، وحين حاولت الاعتذار علَّق الرَّجُل ضاحكاً : بالعكس، فأجمل ما فيكم اليمنيين بساطتكم، ولهذا نحن نحبّكم، وأعلم أن كثيرين بسبب هذه البساطة التي نضيع فوائدها نحن تأتي كثير من المساعدات، ويقترح كثيرون اسم اليمن، لكن السؤال : ما الذي يجعلنا نحن نهدر كل شيء؟ هل هو إرث التخلف؟ هل هو غياب الإدارة؟ هل لأننا لا نستطيع معظم الوقت قياس حجم ما أنجزنا؟ ولا ندرك إلا حين نخرّب كل شيء؟ هل يتحكم فينا مزاج اللحظة سلباً وإيجاباً؟




أسئلة وتساؤلات أكثر تدور وتضع نفسها علامات استفهام كبيرة وبقوة لا بد أن نبحث لها عن إجابات شافية ومقنعة، والأمر مناط - كما يبدو - بمختصي الجانب النفسي من علماء الاجتماع أو دكاترة هذا العلم، ويظل السؤال قائماً : أين تريم؟




[email protected]


تمت طباعة الخبر في: الأحد, 05-مايو-2024 الساعة: 04:03 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-5161.htm