صنعاء نيوز - بقلم المحامي/محمدالمسوري

الإثنين, 29-مايو-2017
صنعاء نيوز/ بقلم المحامي / محمدالمسوري -
صراع السلطة والإستحواذ على الحكم أزلي وليس وليد اللحظة وهناك من عمل على إستغلاله وخاصة في المجتمع الإسلامي وحاول إخراجه عن مساره الصحيح وعن الحكم الإلهي الذي نص عليه في عدة مواضع قرآنية وحسمه حسما قاطعا والمتمثل في الشورى.
والشورى معروفه قديما وتتوافق حاليا مع مصطلح الديمقراطية.
وكانت أيادي الصهاينة وما يسمى بالإسرائيليات تخترق جسد الأمة الإسلامية يوما بعد أخر وتجد لها حاضنة في تلقي تلك البدع بشغف وكأنها تبحث عن كذبة تخالف الشريعة الإسلامية لتتعلق بها في تحقيق أهدافها الضيقة.
والأمر لايتقتصر على جماعة الإخوان المسلمين الذين يسعون لخلافتهم الإسلامية ومراحل التمكين التي يسلكونها منذ نشأة الجماعة عام 1928م.
بل ويمتد لجماعات دينية أخرى متعددة.
وسنتحدث اليوم عن إحدى فرق الشيعة التي خرجت عن مبدأ الشورى إلى حق الإمامة والخلافة.

الشيعة الإمامية..
والتي تحدث عنها الدكتور موسى الموسوي العلامة والمفكر الشيعي الكبير السابق تعريفنا له.
يقول في إعتراضه على من يصر على أن الخلافة من بعد الحبيب المصطفى منحصرة في الإمام علي بن أبي طالب وفي بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومفندا الحجج التي يتعللون بها.
أن هناك فرق بين الإرادة الشخصية للحبيب المصطفى في حبه للإمام علي وبين الإرادة الإلهية والتي خلت من أي نص قرآني يعطي الولاية لعلي بن أبي طالب وهذا بإجماع الفرق الإسلامية كاملة والتأكيد على أن النص قد جعل الأمر شورى.
وبالتالي فإن إصرار الشيعة الإمامية على خلافة الإمام علي ومن بعده أولاده وأحفاده في الحكم يخالف الشريعة الإسلامية.

ويستدل الدكتور الموسوي في إعتراضه ذلك بمواقف كثيرة للإمام علي بل وأولاده من بعده.
ومن ذلك وصول الإمام علي بعد بيعة السقيفة وقبوله بمبايعة المسلمين للخليفة أبوبكر الصديق وقيامه بمبايعته أيضا.
وقيامه بعد ذلك بمبايعة الخليفة عمر بن الخطاب ومن بعده الخليفة عثمان بن عفان.
إذ لو كان الإمام علي يعلم أنه صاحب الحق في الخلافة لما بايع الخلفاء من قبله ولتمسك بذلك وبقوة وهو الرجل الشجاع الذي لا يخاف في الله لومة لائم.
وأكد على ذلك مجددا الإمام علي عندما رفض البيعة المشروطة بالسير على نهج الشيخين أبوبكر وعمر بل أصر على أن تكون البيعة للعمل بكتاب الله وسنة رسوله وعلى الإجتهاد برأيه مما أدى إلى صيرورة البيعة للخليفة عثمان الذي قبل بالمبايعة على العمل بكتاب الله وسنة رسوله والسير على نهج الشيخين.
وقد تحدث الدكتور الموسوي حول مواقف الإمام علي بتفصيل كامل في كتابه الشيعة والتصحيح..الصراع بين الشيعة والتشيع بإمكانكم العودة إليه.

وكما تحدث المفكر والعلامة الشيعي الدكتور الموسوي أيضا عن مواقف كثير من أبناء وأحفاد الإمام علي ليؤكد للجميع أن الخلافة ليست منحصرة في الإمام علي وأولاده.
فقال مذكرا بموقف الإمام الحسن بن علي عندما عقد صلحا مع يزيد بن معاوية وتنازل له عن الخلافة إذ لوكانت الخلافة لأسرة بيت النبي لما تنازل عنها الإمام الحسن.
وكذلك الإمام الحسين بن علي الذي قام بثورة تصحيحية ضد الظلم والفساد وليس لأجل الحق في الخلافة وهو حال بقية أولادهم من بعدهم.
وأن مسمى حق الخلافة للأئمة دخيل على المجتمع الإسلامي وتحديدا من بعد القرن الثالث الهجري أي من بعد ما يسمى بالغيبة الكبرى.
والحديث عن ذلك كثير وكثير لايتسع المجال لذكره في هذه الخواطر المختصرة.

في مجتمعنا اليمني..
صحيح أن المذهب الزيدي المعتدل له حضور كبير وكان الجميع يتعايشون دون خلاف أو إختلاف ويؤمن الجميع بأن الحكم شورى.
إلا أننا وللأسف الشديد قد لمسنا في السنوات الأخيرة ظهور تلك الأمور وبصورة غريبة.
فهاهي جماعة الحوثي تركز وبشكل كبير على إحياء مايسمى بيوم الولاية وأن الإمام علي هو الأحق بالخلافة ومن بعده أولاده وأحفاده ويركزون على إحياء مناسبات دينية لبعض أولاده وأحفاده في إشارة واضحة وصريحة على أن الحكم والسلطة هو لهذه الجماعة التي تعتبر نفسها من أحفاد الإمام علي.
وهو مؤشر خطير يحرف مسار الديمقراطية والشورى والإنتخابات التي نص عليها الدستور اليمني المستمد من الشريعة الإسلامية وينبى بأن المستقبل سيكون على خلاف مايريده الشعب اليمني.
هذا بخلاف ظهور مسمى ولاية الفقيه التي سنتحدث عنها لاحقا في الحلقات القادمة.

#خواطر_المسوري_الرمضانية
#أحد_أحد
#حفظ_الله_اليمن_وشعبه_العظيم
المحامي محمدالمسوري
29 مايو 2017م
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 12:05 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-52721.htm