صنعاء نيوز - بقلم : عمر دغوغي الإدريسي

الأربعاء, 07-يونيو-2017
صنعاء نيوز/ بقلم : عمر دغوغي الإدريسي -


تنتسب الأسرة العلوية المغربية الحاكمة إلى جدها الأعلى أمير المؤمنين على بن أبي طالب كرم الله وجهه، وجدتها العليا فاطمة الزهراء رضي الله عنه، في سلسلة ذهبية من النسب الشريف النبيل، من جلالة الملك الحسن الثاني حفظه الله،إلى الإمام علي وسيدتنا فاطمة الزهراء رضي الله عنها).
)
وعرفت هذه الأسرة في القرن الثالث عشر وما بعده بأسر الشرفاء السجلماسيين نسبة إلى مدينة (سجلماسة) التي أسست سنة 757م. وكانت قاعدة لإقليم تافيلالت الصحراوي قبل أن تتحول قاعدة الإقليم إلى مدينة الريصاني (4) وكان جده الحسن بن القاسم بن محمد وهو المعروف( بالحسن الداخل) قد نزل بها واستقر فيها عند قدومه الميمون إلى المغرب على عهد الدولة المرينية سنة 664ه، 1265م (5) وبها توفي سنة 676هـ 1277م.

وقصة قدوم هذا الشريف إلى المغرب اعتمادا على المصادر التاريخية (6) أن وفد الحجاج السجلماسيين كان يرغب في وجود شخصية من آل البيت النبوي بينهم في سجلماسة للتبرك به حيث لم يكن بها أجد من آل البيت، فاتصل بشريف "ينبع النخل، (7) المولى قاسم بن محمد، وكان من أكبر شرفاء الحجاز في وقته ديانة ووجاهة، فطلبوا منه أن يرسل معهم أحد أولاده الثمانية إلى بلادهم تكريما وتشريفا لهم، فاستجاب الشيخ الشريف لطلب الوفد، واختار من أولاده من يليق بتمثيل الأخلاق النبوية والأريحية الهاشمية، في بلد إسلامي عرف بحب أهله وتمجيدهم لآل البيت رضي الله عنهم، وكان الابن المختار الذي رشحته أخلاقه الكريمة وإنسانيته المهذبة لهذه السفارة الشريفة أخ مولانا الحسن الداخل الذي تبلورت طيبوبته في حوار مع أبيه للغاية المقصودة، إذ قال الأب لابنه وهو يختبر فكره وسلوكه: "من فعل معك الخير ما تفعل معه؟ "أجاب الحسن: "أفعل معه الخير" قال الأب: "ومن فعل معك الشر؟ "أجاب الإبن الذكي: "أفعل معه الخير !" قال الشيخ: "فيرد ذلك الشر !!" قال الحسن: "فأعود له بالخير إلى أن يغلب خيري على شره !! فابتهج الشيخ قاسم واستنار وجهه، وأرسله مع الوفد المغربي مودعا بالدعاء له بالبركة فيه وفي عقبه.
فاستجاب الله دعاء الشيخ الشريف وجعل البركة واليمن مقرونتين بابنه الحسن الداخل، وبعقبه من الشرفاء العلويين أينما حلوا وارتحلوا في بلاد المغرب التي فتحت ذراعيها لاحتضان هذه الأسرة الشريفة بكل إجلال وتكريم وتمجيد.

كان الحسن الداخل رجلا صالحا ناسكا زاده العلم جلالة ومهابة، أحبه الناس وأكبروه واجتمعوا حوله للتبرك به والاستفادة من عمله، وقد تزوج وهو في الستين من عمره بابنة أبي إبراهيم أحد وجهاء سجلماسة رئيس الوفد الذي كان له شرف القدوم له.
وأنجب الشريف معها ولدت واجدا هو محمد الذي ورث سر أليه في الفضل والبركة الصلاح
وأنجب محمد بن الحسن الداخل ولدا واحدا كذلك، هو الحسن الذي أنجب ولدين اثنين هما: عبد الرحمان المعروف بأبي البركات، وعلى المعروف بالشريف السجلماسي الذي برزت شخصيته في ميدان الجهاد وفي مجالات البر والإحسان، وهو عميد الأسرة العلوية المغربية الشريفة، وعلينا أن نقول بأن الأول الذي عرف بعلي الشريف، تميزا له عن علي الشريف الابن، وهو الثاني، وعلي الشريف بن محمد – الحفيد – وهو الثالث.
وعرف بعلي الشريف المراكشي، وهو الجد الأقرب للأسرة الملكية، وضريحه في مراكش، تلقاء ضريح القاضي عياض، بني عليه أمير المؤمنين مولاي الرشيد قبة بديعة.

ولئن كان نجم الأسرة العلوية المالكة قد تألق ولمع سياسيا واجتماعيا على عهد مولاي علي الشريف الأول المتوفى سنة 1443م. فإن صيتها قد ذاع وملأ الأسماع في أيام المناضل الرائد مولاي الشريف (إسما) به علي الشريف الثالث الذي تزعم انتفاضة سجلماسة ضد الإرهاب وجبروت الحكام الذي زعزع الدولة السعدية وعمل على قيام إمارات انفصالية جائرة، وكانت انتفاضة مولاي الشريف مناسبة لظهور الدولة العلوية كقوة سياسية لها وزنها ومكانتها في المجتمع المغربي.

بقلم : عمر دغوغي الإدريسي صحفي وفاعل جمعوي [email protected] https://www.facebook.com/dghoughi.idrissi.officiel/

تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 07-مايو-2024 الساعة: 06:49 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-52940.htm