صنعاء نيوز/ كتب/ عبدالله ناصر بجنف -
بعد زيارتنا للحديدة الواقعة على البحر الأحمر اتجهنا عبر الطريق الرئيسي الذي يربط باجل بصنعاء,عند اقترابنا لمديرية مناخة وفي الجهة اليمنى كنا نشاهد عن بعد قرية الهجرة وهي عالقة فوق قمة الصخور في جبال حراز,مبانيها نموذج معماري متميز وقمة ابداع اليمنيين منذ القدم والذين اختاروا الهضاب والمرتفعات تجنبا للكوارث الطبيعية من تدفق السيول والفيضانات كما كانت تستخدم كحصون دفاعية. الهجرة وهي إحدى قرى عزلة متوح بمديرية مناخة يبلغ عدد سكانها 500 نسمة تقريبا , تتميز بروعة مناظرها الطبيعية تحيط بها مدرجات المزارع لبعض المنتوجات منها الخضار والفواكه والقات والبن والتي تغطيها من كل الجهات حيث تتعايش قساوة الجبال الشاهقة مع نقاوة جوها, يعود تشييد مبانيها المكونة من 4 الى5 طوابق الى فترة حكم الدولة الصليحية في القرنين الحادي عشر والثاني عشر ميلادي وعلى ارتفاع 2200 متر عن مستوى سطح البحر ،تبعد مسافة 5 كيلو متر غرب مناخة و115 كيلومتر من العاصمة صنعاء ,الوصول اليها أصبحت سهلة بعد تمهيد طرقاتها وتوسعتها وهي من بين أهم الأماكن السياحية في اليمن, هذا البلد الذي يتملك كل مقومات السياحة على مستوى الجزيرة العربية والخليج وخاصة لتنوع مناظرة وتضاريسة الجغرافي ,من المناظر التي تتكرر لحظة مغادرة قرية الهجرة في فترة العصر لنجدها مغطاة بضباب تمنحها روعة وجمال, تستحق ان يتم وضعها في قائمة الثراث العالمي لليونسكو لانها تتوفر فيها كل المقومات تمنحها هذا الإعتراف وهذا سيتحقق اذا ما اعطينا أهمية خاصة في الترويج الإعلامي وإبراز ما تمتلكة اليمن من كنوز بحاجة الى الحماية والرعاية والاهتمام وسيكون لها مردودها الاقتصادي وفي نفس الوقت نحافظ على مواقعناالسياحية والأثرية والهجرة نموذج للقرى المستدامة والتي تحافظ على البيئة ومتنفس للهواء النقي بعيداً عن ازدحام المدن ومخاطر التلوث البيئي.