صنعاء نيوز - حسين الوادعي

السبت, 17-يونيو-2017
صنعاء نيوز/ حسين الوادعي -

شاهدت اليوم الحلقة الأولى من وثائقيات: "غرابيب سود".
ويبدو أن الوثائقي استطاع ان يطرح بعض ما عجز عنه الدرامي.
أصابع الاتهام في الوثائقي واضحة ومحددة ضد بعض "الافكار" وبعض "المشائخ" وبعض "الدول" التي صنعت الإرهاب.
مثلا كانت الحلقة واضحة في وصف محمد العريفي كشيخ من مشائخ التطرف والتحريض. وهذه نقطة تحول واضحة.
فعندما كنا نقول نحن "الليبراليين" ان العريفي والقرني والزنداني والحويني وغنيم والسديس وغيرهم من "الوسطيين" هم الموظفين الايديولوجيين لداعش كانت اللعنات تمطر على رؤوسنا.
لكن يبدو أن العقول النائمة تصحو.
النقطة الثانية التي طرحتها الحلقة بنجاح أن الفكر الإرهابي هو حاصل جمع عدد من الأفكار التحريضية واسعة الانتشار:
" المؤامرة ضد الاسلام" ، "الجاهلية المعاصرة"، " الجهاد"، "التكفير"، " الولاء والبراء ووجوب كراهية المخالفين".... الخ.
هذه الافكار ليست حكرا على داعش والقاعده لأنها الأفكار المؤسسة للاسلام السياسي بنسختيه الوهابية والقطبية. وهي تمد داعش بالجذور اللازمة لنموها.
النقطة الثالثة المهمة التي نجح الوثائقي في كشفها أن: الفقر او الفشل او البطالة او الأمية ليست الأسباب المولدة للإرهاب والارهابيين.
فألمع ارهابيي داعش كانوا حاصلين على شهادات جامعية عالية، وميسوري الحال، وناجحين في وظائفهم، ومندمجين في المجتمع.
الى جانب هذه "الاختراقات" اخفق البرنامج اخفاقا ذريعا في نقطة واحدة: محاولة تبرئة السعودية والوهابية من دورها المحوري في توليد الإرهاب عبر ايديولوجيا التكفير والكراهية الوهابية والتمويل السخي لجمعيات ومساجد تجنيد الشباب عبر العالم.
حاول الوثائقي الايحاء إن إيران والإخوان المسلمين وقطر وراء داعش والقاعدة. وهو طرح دعائي يفتقر للادلة.
لإيران ميليشياتها الإرهابية الخاصة بها وبفكرها العقائدي والسياسي المختلف.
والجناح القطبي الإخواني كان أحد دعائم الارهاب المعاصر عندما تزاوج مع الوهابية على يد عبد الله عزام اثناء الجهاد الأفغاني.
أما دور قطر فهو صحيح إلى حد ما. إذ لا زالت قطر تدعم الفرع السوري لتنظيم القاعدة ممثلا في "جبهة النصرة".
لكن قطر تدعم الارهاب ماليا فقط.
أما السعودية فقدمت وتقدم الأساس العقائدي الإيديولوجي والتمويل المستمر والسخي لبنادق الإرهاب وخناجره.
حاول الوثائقي تقديم السعودية كضحية للإرهاب، لكنه تغافل عن دورها كصانع ومصدر.
وقدم الوثائقي إرهابيين من المغرب ومصر وسوريا والسعودية، لكنه تغافل عن الدور المركزي للسعوديين في صفوف داعش ك"تكنوقراط" متخصصين في التطبيق الدموي للشريعة.
أي تناول للإرهاب الإسلاموي المعاصر لا يبدأ من السعودية وينتهي فيها تناول ناقص ومحدود القيمة.
حسين الوادعي.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 27-أبريل-2024 الساعة: 06:42 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-53172.htm