صنعاء نيوز - عبدالركيم المدي

الثلاثاء, 20-يونيو-2017
صنعاء نيوز/ عبدالركيم المدي -
تواصلت مؤخرا مع رجل أعمال يمني مرموق - بيننا ثقة - وطلبت منه تقديم ما أمكنه من مساعدة لزميل يُعدُّ من أهم الكُتّاب والمثقفين الشباب ممن صارت أوضاعهم المعيشية تدمع العين، وتُدمي القلب، وفوق قدرة اللغة في التعبير عنها ،فردّ عليّ ، صديقي :
محييا بي ومرحبا بتواصلي ، ومن ثم أختصر لي الحالة العامة ، من خلال تأكيد ما أعرفه ، بل وما أعيشه أنا شخصيا، قائلا: يا أخي كم يكون مال الميسورين، تجاه أوضاع الناس في عموم البلاد التي غدت مأساوية ، ويصعُب على التُّجار تغطيتها ،فالقضية أكبر من طاقتهم،وهي بحاجة إلى دولة ترعى مصالح المواطنين وليس أفرادا".. وأقرُّ لكم بأن كلامه صحيح (100%).

وبناء عليه ، نقول: ياأصحابنا ، يا أشقاء ، يا أمم متحدة ، يا مسلمين ، التفتوا للشعب اليمني المنهار ، الجائع ، المصاب بالأوبئة ، المحاصر من كل جهة، المحروم من السلام والأمن ولقمة العيش.. الجوع يضرب في كل بيت ، المؤجرون طردوا المستأجرين المساكين إلى الشوارع ، المدارس أغلقت أبوابها ، الجامعات مشلولة ،الصحة في حالة غيبوبة متواصلة ، لاقتصاد في حالة موت سريري، عجلة الحياة تدور أفقيا في إتجاه واحد وكأنها مبرمجة لحفر قبور للناس الذين يعيشون بدون أمل وتطلع ،بدون سلطة تحسُّ بهم وراعي يحميهم من كل هذا التنكيل والظلم ، الذي تقول أحد فصوله : إنه وأمام كل هذه السوداوية هناك من يصرف الملايين في اليوم الواحد كنثريات للمرافقين وشيكولاتات للأولاد، الذين انضموا حديثا لنوادي الكبار وحياة العزّ والبذخ التي وجدوا أنفسهم فيها في لحظة غفلة من الزمن الرديء، فيما مئات وآلاف الأسر في الحي الذي يسكنه هوءلاء المتخمون الجُدد لا تجد قيمة كيلو بطاطا ،أو حبّة زبادي للإفطار،ضف إلى ذلك أنها تُقام مناسبات دينية تطغى على كثير منها الصبغة الطائفية والإستعراضية يُصرف عليها مئات الملايين في الوقت الذي يوجد فيه الملايين من الغلابى يضورون جوعا..
ثم هل تعلمون إن عشرين في المئة من دخل المديريات وإيراداتها تُجير تلقائيا بشيكات رسمية باسماء المشرفين في كل مديرية ، وفي المقابل رواتب الموظفين ،للشهر التاسع تواليا مقطوعة؟!

أما الرياض و(شرعية ) موت القيم وتسليع الشعب اليمني والمتاجرة بمعاناته ، فحدث عنها ولا حرج ، فكل ما يهم هادي وزمرته هو جمع الأموال وصرف رواتبهم وإعتماداتهم وفتح حسابات بنكية في الخارج بمختلف العملات،وكل شيء بالنسبة لهذه العينات من البشر يخضع لمبدأ التكسُّب والمصلحة الشخصية، وليس في وارد إهتماماتهم إنقاذ الناس الجوعى والبحث عن حلول يتم بموجبها صرف الرواتب للموظفين في عموم المحافظات وحل الأزمة،وتحييد هذه المسألة المرتبطة بحياة وكرامة الناس ،الذين وقعوا بين سندان الداخل ومطرقة الخارج ،المعززة بقبح التصريحات الأممية المجردة من أي قيمة إنسانية أو مسؤلية قانونية وأخلاقية تجاه شعب يموت ببطء أمام أعين العالم المعصوب العينين، المخدّر الضمير الذي يتعامل بإزدواجية معايير ونفاق ليس هناك أوقح ولا أرخيص منه ويتجلى ذلك من خلال الإجراءات السعودية/ الإماراتية المتمثلة بفرض حظر جوي وبعض العقوبات المحدودة على دولة قطر، ورغم إدانتنا لأي حظر أو أضرار تستهدف المواطنيين في أي بلد عربي وغير عربي ،عدا إسرائيل ، لكن ما نلاحظه في هذا الأمر من نفاق مبتذل يدفعنا إلى وضع مقارنة سريعة بين اليمن المحاصرة برا وبحرا وجوا ومنذُ ثلاث سنوات وهي تتلقى آلاف الأطنان من القنابل والصواريخ،وشعبها غدا جائعا ، وبين قطر التي تمتلك (335) مليار دولار في صندوقها السيادي ودخلها اليومي قد يصل إلى نصف مليار دولار ، بينما تعداد سكانها حولي مليون، والمقيمين مليون وربع ،ومجالها الجوي مع عدة دول مفتوحا وكذلك البحري وقدراتها الدبلوماسية والإعلامية هائلة تفوق خصومها مجتمعين ،ومع هذا نجد تركيا وإيران تحركان أساطيل جوية وبحرية لنجدتها لدرجة أن طهران حددت ثلاث موانىء لشحن وتصدير كل ما تحتاجه الدوحة ، وتلحق بهما الكويت والمغرب التي وجّه ملكها بتقديم مساعدات عاجلة للأشقاء في قطر، وليس هوءلاء فحسب ،بل معظم دول العالم تتألم لمعناة الشعب القطري وتُبدي الإستعداد لتقديم المساعدات والتوسط لحل الأزمة، مع أن قطر ليست بحاجة أصلا، لمساعدة من أحد، فلديها من الإمكانيات المادية وغيرها ما يمكنها من العيش مئة سنة قادمة، تحت أي حصار من هذا النوع..
وفي اليمن المستحق بالفعل، للمساعدة والتضامن لم نسمع صوتا حقيققا، أو نحصل على شيء ملموس،باستثناء تحريك سفينة إيرانية شبه عاطبة أبحرت من إحدى موانئها قبل عام ونصف وعلى ظهرها مساعدات للشعب اليمني من شقيقه الإيراني ،ثبُت بعد إجبارها على تحويل مسارها إلى ميناء جيبوتي أنها كانت عبارة عن مياه معدنية غيرصالحة للإستخدام الآدمي ولا حتى الحيواني ..
بالله عليكم أليس من العدل القول لهوءلاء : تبّا لكم جميع ، تبّا لهذا العالم المسكون بالنفاق المنحط والمصالح الدنيئة التي أفقدته إنسانيته؟
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 09:05 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-53227.htm