صنعاء نيوز - تحقيق/ مراد الموسمي

السبت, 24-يونيو-2017
صنعاء نيوز/ تحقيق/ مراد الموسمي -

تعد ظاهرة التسول من اخطر الظواهر الاجتماعية السلبية, الاكثر انتشارا في اوساط المجتمع اليمني, حيث تشير الإحصائيات الى تزايدا غير مسبوق خصوصا في العامين الماضيين, وخلال شهر رمضان المبارك شهدت الشوارع اليمنية انتشار مخيفًا وتزايدًا ملحوظًا من المتسولين ذوي الفئات العمرية المتفاوتة
ألم المعاناة.
فتغريد فتاة ذو العاشرة من عمرها تبدأ مشوارها الرمضاني بخطى متقادمة من منزلها صوب سوق القات, باحثةً عما تجود به ايادي الخيرين..
لكنها تفضل رمضان عن سائر الشهور الاخرى لكونه الشهر الذي توفر فيه كامل متطلبات اسرتها من تلك الايادي الخيرة
فترتان مسائيتان تقضيهما تغريد اما بوابة سوق القات منتظرة يادي اؤلائك المعطيين الذين تثق بعطائهم ونفقتهم عليها
رغم قصر تلك الفترتين التي تقضيها تغريد امام بوابة السوق الا ان مردودها مثمر حسب قولها
الفقر والضرورة الانسانية الملحة من اخرجن تغريد من منزلها الى السوق وليس الدافع جلب المال كما تقول وليس كما يقول الاخرين
تتمنى تغريد أن تكون كغيرها من الفتيات وأن لا تكون هذه هي مهنتها. الا أن الحظ التعيس من جعلها تخرج من منزلها وجعلها تزاول المهنة السيئة "
الاسباب والمسببات لتفشي الظاهرة ونظرة المجتمع
من خلال تحقيقها واستطلاعنا وبحثنا عن سبب تفشي ظاهرة التسول و انتشار المتسولين وجدنا أن الفقر والبطالة السببان الرئيسيان في اكتظاظ الشوارع اليمنية بالمتسولين بينما يرى البعض أن المردود على المتسول هو السبب الاخر لكل هذا الانتشار
الموطن ايمن الحرازي يرى " أن الفقر والبطالة وعدم توفر فرصة عمل من اكثر الاسباب المؤدية لهذا التفشي
ومن جانبٍ اخر يرى الموطن اكرم ابو ريم " ان الحصار المفروض على البلد وعجز الدولة عن صرف الرواتب وافتقاد معظم الموطنين مصادر دخلهم سببًا من اسباب هذا التفشي ...
بينما يقول: الشيخ عبد الباسط الريدي" ان اقبال المواطنين على العطاء واستغلال المتسولين لأولئك المتصدقين الذين يقبلون على البذل في شهر رمضان من اسباب هذا الانتشار المتزايد
وبصفةً شريعة يقول: ان اتكال المتسول على المخلوق لا على الخالق من اهم الاسباب المؤدية لهذا التفشي..
الي ذلك اشار الأخصائي النفسي عبده سبيع" إن ضعف الوعي لدى الموطنين, وعدم وجود رؤية اقتصادية لدى الدولة للاستثمار, وعدم استيعاب المسلمين للخطر الغربي الذي يهدف لإضعاف المجتمع المسلم من اخطر الاسباب لانتشار هذه الطاهرة
ومن جانب اخر اشار الأخصائي الاجتماعي عصام الاحمدي الى" الوضع الاقتصاد الذي تمر به اليمن وانقطاع المرتبات بالإضافة الى انضمام الكثير من العاملين الى البطالة من الاسباب المؤدية الى انتشاره هذه الظاهرة في الآونة الاخيرة وخصوصا في رمضان
الاثار السلبية لظاهرة التسول على الفرد والمجتمع اضرارًا جسيمة يتلقاها المتسول والمجتمع ازاء تفشي وانتشار هذه الظاهرة فالموطن محمد الحيدري يقول:ان المتسول يوجه مشقة عظيمة اثناء بحثه على المال فهو يجب الشوارع والاسواق والمحلات التجارية متنقلا على قدميه من مكان الى اخر بحثا عن مبلغا بسيط لا يزداد عن ثلاثة الف ريال يمني, لكنه يشير الى ان هذا التزايد الغير مسبوق يشكل ازعاجا للموطنين في الشوارع وفي محلاتهم التجارية.
بينما يشير الشيخ الرديني "إلى اضرارا جسيمة تتعلق بشخصية المتسول حيث ان المتسول ينقص من شخصيته اما أسرته ومجتمعه
الى ذلك يرى الأخصائي النفسي" الى ان هناك آثارا جسيمة تتعلق بالشخصية المتسول واسرته, حيث ان المتسول يصبح فاقد للكثير من كل الغرائز والقيم التي وهبها الله اياه, كالأخلاق والحياء وغيرها
من جهة ثانية يرى ان هناك آثارا تتعلق بالمجتمع وتحد من قدراته حيث أن المجتمع يصبح مجتمعا ضعيفا وغير متماسكا وغير معتمدا على نفسه بل معتمدا على الاخرين ومعتمدا على الاخرين
ومن جانبا اخر" يقول الأخصائي الاجتماعي الاحمدي بان هناك اثار مترتبة على حياة المتسولين وبالدرجة الاساسية على فئات الاطفال لأنها تجعل من شخصيتهم شخصية اتكالية غير قادرة على الانتاج والعمل فتنتج جيل غير قادر على العمل يؤثر على بناء المجتمع لأن المجتمع مكون من اسرة وهذه الاسرة هي من مكونات المجتمع ويجعل المجتمع ضعيف وغير قادر التطور والتقدم ...





واجبات الفرد و الدولة للحد من انتشار الظاهرة
ظاهرة التسول ظاهرةً سلبية سيئة في نظر الكثيرين فالبعض يتخذها مهنة فيما يتخذها البعض الاخر لسد رمق جوعه لكن ايادي المحسنين لم تكن تعرف اليد السفلى لكثرة انتشار المتسولين في رمضان
امين القيسي يقول: نستطيع الحد من تفشي انتشار هذه الظاهرة ونستطيع تقليصها عن طريقة تشغيل هؤلاء الايادي العاطلة وكذلك الدولة تستطيع الحد منها اذا قامت بمهامها وواجباتها على من خلال توفير المدارس الخاصة لهم مجاننا وتعليمهم وأسرهم بعض الحرف اليدوية التي تجعلهم قادرين على العمل ....
واشار الأخصائي الاحمدي الى ان المعالجات تبدا بالتوعية بالنسبة للأشخاص المدمنين الذين جعلوا من التسول مهنه اساسية وللحد من هذه الظاهرة يجب انشاء قوانين للحد منها كما هو معمول في الدول العربية هناك قوانين وعقوبات تحد من هذه الظاهرة
وبدورنا قمنا بزيارة الجهة المعنية الممثله بالقاضي علي حسن مدير ادارة مكافحة التسول في امانة العاصمة. وتساءلنا معه حول دور الدولة ووجباتها في الحد من هذا الانتشار المتزايد, وثناء لقائنا بمدير ادارة مكافحة التسول أوضحنا له وجهة نظر الكثيرين الذين قالوا: ان غياب دور الدولة ونسيانها ويتجاهلها لقضية المتسولين السبب الرئيسي في انتشار وتفشي هذه الظاهرة ..
هناك من يقول:أن غياب دور الدولة في حل مشاكل المتسولين من الاسباب الرئيسية لهذا الانتشار المتسارع خصوصا في شهر رمضان
اولا حياكم الله ونشكر اهتمامكم والتفاعل في قضايا تهم المجتمع لان البعض ينظر الى موضوع التسول باستياء وهذه الظاهرة ليست في رمضان فقط لكن هذه الظاهرة تفشت اكثر منذ بداية العدوان على البلاد والحصار الاقتصادي واسباب كثيره مرتبطة بمعيشه الناس قد عملت الادارات السابقة على الحد من تفشي هذه الظاهر وكانت الامكانيات متاحه ومتوفرة وقد لمسنا هذا في الفترات السابقة
قاضي علي اين يكمن دور الدولة في الحد من تفشي ظاهرة التسول .؟
سابقا كانت الدولة موفره لجميع الامكانيات ووفرت البنية التحتية وتم تجهيز المباني وبشكل جيد واستقبلت هذا الشريحة وتم عمل اجراءات للحد من هذه الظاهرة وكان العمل جاري
دور الدولة في الوقت الحالي وبسبب الظروف التي تمر بها البلاد صعب جدا لان امكانيات الحد من هذه الظاهرة تحتاج ميزانيه كبيره واعداد برامج توعويه وعمليه حصر لهذه الشريحة لكي تستطيع تقديم الخدمات والبرامج التي من خلالها تستطيع الحد من ظاهرت التسول وتفشيها وتطورها فهناك اساليب عده في التسول والمعروف كان الشخص يطلب لقمة العيش لكن الآن تشاهد طرق جديد دخول جميع الفئات العمرية اطفال نساء شباب بنات رجال كبار السن ونساء كبار السن وهناك مدفوعين من قبل اسرهم واخرين وقد تشكلت عصابات تسوليه وفي بعض الاماكن تمر استغلال التسول لعمليات السرقة وغيرها من الظواهر في الشوارع والجولات وامام المطاعم قد استقبلنا شكاوى من المواطنين بذلك ...
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 06:47 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-53325.htm