صنعاء نيوز - د / عادل الشجاع

الإثنين, 03-يوليو-2017
صنعاء نيوز/ د / عادل الشجاع -
لا أعفي كل القوى السياسية من مسؤلية الأحوال المتردية التي بلغت حد تهديد الوجود. ولكن من الصعب أن تتجاهل أن الحوثيين يتحملون النصيب الأكبر من المسؤلية. فهم الذين انقلبوا على السلطة لتحريرها من الفساد لكنهم أغرقوا البلاد في الفساد. وهم الذين زعموا أن الكرامة اليمنية مهدورة فلم يزيدونها إلا هدرا في الداخل والخارج. تحدثوا عن السيادة كثيرا ومطار صنعاء مفتوح وجزيرة سقطرى وميون ومئات الجزر الأخرى تحت السيادة اليمنية. واليوم في ظل سيادتهم مطار صنعاء مغلق. وميناء سقطرى وميون محتلتين. فرطوا بسيادة الوطن بحثا عن سيادة سيدهم.

ثاروا على الجرعة وأسقطوا ألف ريال ليصادروا مرتبات الموظفين ودخل البلد كله.
سيقول كبيرهم الذي علمهم السحر كل هذا من نتائج العدوان الخارجي وقرار نقل البنك المركزي إلى عدن.
نقول إن الشعب ليس حقلا للتجارب ولا عرضة للتضحية.

فنحن لسنا حقلا للتجارب. فكيف تخطو هذه الجماعة على خطوة هي غير قادرة على تحمل المسؤولية.
كل ما أستطاعت فعله هذه الجماعة هو مزيد من أعواد الثقاب لإشعال حرائق الكراهية.

أتحدث عن سلوك غبي ومتعصب . يعتقد القائمون على الجماعة أن ما يقومون به هو استحقاق إلهي لهم.
يعتقدون أن الدورات التي يقومون بها وإلزام الآخرين بأداء الصرخة سيجعل الآخرين يدينون لهم بالولاء وسيمكنهم ذلك من الاستمرار في السيطرة على الآخرين بالقوة مغفلين أن تلك الممارسات ستطلق المارد الطائفي والمذهبي والمناطقي وانتشار حمامات الدم والأشلاء وتغييب كل عوامل الاستقرار لصالح فوضى مدمرة تنتصر للعصبيات تلغي مفهوم الوطن الواحد في ظل الاحتقان المشحون بالانتقام. سيكونون هم أول ضحاياه.

إن مواجهة العدوان ليس فقط بالقتال بل بالتنمية أيضا وبخلق الاستقرار.

الدفاع عن الوطن بتوفير الحياة فيه وليس بتوفير الموت.
نحتاج إلى مواطنين يحيون ويشهدون بأعينهم رخاء الحياة لا أمواتا يشهدون على أنقاض الوطن.

هناك إصرار عجيب من قبل هذه الجماعة على تعميم نموذج الدولة الفاشلة من خلال إزدواجية اللجان الثورية والحكومة. وهي ازدواجية مقيتة تسمح للجان بالتهرب تمامًا من تبعات الحكومة ودورها في صرف المرتبات وبناء المدارس والمستشفيات والجامعات.
هناك إصرار عجيب على تحويل حياة الناس إلى محنة مزمنة

ولعلها من المرات النادرة التي يجمع فيها العالم شرقا وغربا شعوبا وحكومات على إستنكار وإدانة هذه الجماعة. فهل ستستشعر المسؤلية وتغادر مؤسسات الدولة لتحافظ على بقائها في المرحلة القادمة، أم أنها ستقود نفسها نحو الهاوية الكبرى التي ليس لها قرار؟
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 20-مايو-2024 الساعة: 09:37 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-53481.htm