صنعاء نيوز/ د .كمال البعداني . -
في نهاية السبعينات من القرن الماضي وبينما كان الرئيس الأمريكي ( جيمي كارتر ) يجلس على مكتبه ذات صباح ويحتسي كوبا من القهوة دخل عليه كالعادة مسؤول المخابرات وقدم له عدة ملفات عن الوضع في الدولة . لكن ملف واحد منها فقط هو الذي قلب الأمور راسا على عقب وجعل الرئيس كارتر يخرج بخطاب متلفز إلى الشعب الأمريكي محذرا من الخطر القادم الذي يهدد الأمة الأمريكية .. طبعا لم يكن هذا الخطر احتمال هجمة نووية من الاتحاد السوفيتي آنذاك أو خطر من توقع الانهيار الاقتصادي في البلاد .. بل هناك ماهو أخطر من ذلك في نظره فقد رفع له مسؤول المخابرات تقريرا بوجود مؤشرات تفيد بتراجع ( مستوى التعليم ) في الولايات المتحدة.

خارج كارتر وقال للشعب الأمريكي ( إن الأمة التي صعدت إلى سطح القمر وانتجت القنبلة الذرية وقادة العالم هي اليوم في خطر فهناك مؤشرات على تراجع مستوى التعليم . ولولا التعليم ما حققنا كل ما ذكرت لكم ) .

وبعدها قام البيت الابيض بتشكيل لجان لمراجعة المناهج الدراسية وتقييم العاملين في الوسط التعليمي من المراحل الأولى حتى المرحلة الجامعية وتم وضع الجميع تحت التقييم كل أربع سنوات وجعل هذه اللجان تقدم تقاريرها أمام (الكونجرس ) بصورة دورية ...

في اليابان وأثناء الحرب العالمية الثانية وقصفها بالقنابل الذرية إلا أن المسؤولين كانوا في غاية الحرص على تأمين وصول الطلبة إلى المدارس وشقوا لهم خنادق في بعض المدن كممرات آمنه للوصول إلى مدارسهم .
وهاهي اليابان تقود العالم في الاقتصاد والصناعة بفضل التعليم ...

كوريا الجنوبية كذلك ... تذكرت كل ذلك وأنا أشاهد واتابع هذه الأيام كغيري من أبناء اليمن طريقة سير الامتحانات في المدارس وما فيها من فوضى عارمة بحيث يخرج من الامتحان الطالب المجتهد طوال العام والطالب الذي لم يفتح كتابا واحدا طوال العام يخرجان بنفس النتيجة وربما يتفوق الأخير في المعدل ..

في تصوري أن ما يحدث في المدارس هذه الأيام وطوال العام كذلك في تصوري انه أخطر مما يحصل في الجبهات ... هذا الجيل هو الذي سيحمل الفساد ويحمل البندقية في المستقبل ليشعل الحروب هنا وهناك يفعل ذلك لأنه يحمل الجهل... فأي مستقبل ينتظر هذا الشعب ؟؟