صنعاء نيوز - معبد بران أو عرش بلقيس, مارب, اليمن, تصوير عبدالله ناصر بجنف

الأحد, 03-سبتمبر-2017
صنعاء نيوز/ كتب/ عبدالله ناصر بجنف -
من أهم واصعب التحديات التي تواجهها الكثير من الدول منها اليمن هو كيفية حماية أثارها من الإهمال والتدمير والنهب في عالم يشهد نشاط كبير لشبكات التهريب والتي تسعى إلى الكسب السريع متجاهلة القيمة الإنسانية والحضارية باعتبار الآثار بمثابة مرآة عاكسة لامجاد شهدتها الشعوب في فترة تاريخية من مسيرتها. في العديد من متاحف العالم نجد الكثير من القطع الأثرية والتي تم اخراجها من دولها الأصلية وبطريقة غير شرعية ومازالت معروضة في صالاتها ولمواجهة هذه الظاهرة التي تهدد الثراث الثقافي والحضاري للبشرية تم التوقيع في 14 نوفمبر عام 1970 في باريس على معاهدة دولية تحت إشراف اليونسكو ودخلت حيز التنفيذ في 24 أبريل 1972 وصادقت عليه 128 دولة بشأن التدابير الواجب اتخاذها لحظر ومنع استيراد وتصدير ونقل الممتلكات الثقافية. في عام 2013 صادرت السلطات السويسرية تسعة أثرية ذات قيمة تاريخية تم تهريبها ونهبها من ليبيا وسوريا واليمن تعود تاريخها الى القرن الثالث قبل الميلاد حيث تم ادخالها الى جنيف في الفترة من عام 2009 و2010 وتم تخزينها في إحدى المراكز في المنطقة الحرة في جنيف, بعد تحقيقات وتحريات وتدقيق من انها قطع أصلية حسب تقرير المكتب الفيدرالي السويسري للثقافة وتم ايداعها في مخازن متحف الفن والتاريخ في جنيف والذي يعتبر من أكبر المتاحف ومنذ 14 مارس 2017 تم عرضه للجمهور ويستمر حتى 30 سبتمبر من نفس هذا العام وعددها تسعة قطع أثرية منها قطعة من ليبيا وثلاث قطع من سوريا واليمن كان لها نصيب الأسد بخمس قطع أثرية نادرة منها قطعة عبارة عن طاولة من الرخام مدون عليها زخارف والقطعة الأخرى نحت تمثل لكاهن اما بقية القطع الثلاث فهي قوالب زخرفية يتم استخدامها في تزيين المدافن أبرزها قطعة مدونة عليها عبارات باللغة المستخدمة في مملكة قتبان والتي تأسست في القرن الخامس قبل الميلادي واتخذت من تمنع عاصمة لها في وادي بيحان , هذه القطعة يعود تاريخها مابين عام 50 قبل الميلاد الى عام 25 الميلادي , وقد صرح جيان ايفيس مارتين مدير متحف الفن والتاريخ في جنيف بان عرض هذه القطع الاثرية لاتعني بانها ستبقى في سويسرا إلى الأبد بل سيتم دراسة وتقييم لهذه الكنوز الأثرية وبعدها سيتم فتح قنوات للتواصل مع الدول المعنية وإمكانية إعادتها اليهم في الوقت المناسب. حماية الآثار والثراث الثقافي من التهريب والسرقة والبيع هي حماية هُويـة أمـة وجسر عبور بين ماضيها وحاضرها وافق مستقبلها, اذا عجزنا عن حمايتها فانها مأساة إضافية لما نعانيه في الوقت الحاضر وغير قادرين على مواجهة تحديات الغد.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 11:02 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-54971.htm