صنعاء نيوز - المصدر: صنعاء نيوز

الإثنين, 11-سبتمبر-2017
صنعاء نيوز -


قصيدة خطت على جدار جامعة بغداد
وهي موجودة إلى الآن..
....:
قصة رائعة وقصيدة أروع لعلها تروقكم..وهي تحكي قصة واحدة من أشهر القصائد التي تغنى بها الفنان كاظم الساهر يرويها بنفسه :

مقدمة ..

يقول كاظم الساهر عندما قرأت كلمات ( أنا وليلى ) ظللت أبحث عن الشاعر خمس سنوات وعندما نشرت نداء وإعلان لمعرفة مؤلف تلك القصيدة وجدت كاتب القصيدة رجلاً فقيراً مسكيناً
وهو أستاذ لغة عربية يدرس في إحدى المناطق النائية في العراق فعندما جاءني جلب لي القصيدة كاملة 355 بيت شعر
و كان كل من يدعي أن هذه قصيدته
يجلب لي بيتين أو أربعة أبيات من القصيدة
فلما جاء حسن المرواني إلى الأستوديو وبدأت بتلحين القصيدة بدأ بالبكاء .....
وقال لي أنا لست شاعرا....
لأنني كتبتها تعبيرا عن حالة إنسانية مررت بها ومعاناة عشتها أيام الدراسة الجامعية لقد أعدت لي الذكريات ( هذا كله ويقول لست بشاعرٍ )

القصة :

حسن المروٍآني . .
من العراق
من مدينة ميسان . .
كآن شاباً من عآئلة فقيرة جداً . .
كآن يشقى ويدرس . . .
ومرت الأيآم . .
و أصبح من الطلاب المجتهدين في جامعة بغداد كليه الآداب ..
كان أنساناً بسيطاً متساهلاً . . صاحب لسآن وكلمآتٍ برٍآقة . .
بسيط اللباس ولكن داخله كنوز ومآس . .
وقع نظره . . على فتآة تسمى ليلى . .
فأحبهآ . . وأحبته . .
و أتفقا على الزوآج بعد التخرج . .
وفي آخرٍ سنة . . من العآم الدرٍآسي . .
أتت ليلى ومعهآ خطيبهآ . . أنصدم حسن المرٍوٍآني . .
بعدها . .
ترك الدراسة لفترة زمنية . . ومن حسن حظه أنه لم يُطوى قيده . .
وفي يوم التخرج . . دخل حسن المرٍوٍآني يرتدي قآطًا أسوٍد اللون . .
ولكن الدمعة مخنوقة بأعجوبة . . مكآبرة يا مروٍآني . .
.. المهم . .
سلم على الأصدقاء وجلس معهم قليلاً من الوقت . .
قبل ذلك بيومين قآل حسن المرٍوآني لصديقه . .
أشرف الكاظمي . . انهُ كتب قصيدة . . لكن ليس بوسعه ان يقرأها
فقآل له اشرف . . سنرى عزيزي .. من الاحسن( ان تقرأها او تخسرني)
..
وبعد نصف ساعة من جلوس حسن المرواني على الطاولة مع اصدقائه . .
إذ بصوتً ينادي . .
ستسمعوٍن الآن يا أخوآن . . قصيدة من حسن المرٍوٍآني . .
فوقف حسن مندهشاً . . وانظار الحضور مسلطة عليه . .
أجبرته تلك الأنظار على النهوض فأمسك الميكروفون وقآل :
سألقي عليكم قصيدتي الأخيرة . . . في هذه المسيرة . .
فالتفت . . ونظر الى الحبيبة بنظرات محزنة وخطيبهآ يقف إلى جانبهآ..
وقآل . .

(( ماتت بمحرآب عينيك ابتهالاتي
و استسلمت لريآح اليأس رآيآتي . .
جفت على بآبك الموصود أزمنتي ، ،
ليلى ومآ أثمرت شيئًا ندآءآتي .))
*فبكت ليلى . . وذهبت وجلست في المقعد الأخير ودموعهآ تحرق وجنتيهآ*
فنظرٍ إليهآ من جديد . . ونظرة سريعة الى الخطيب وأكمل :

(( عامان مآرفني لحنٌ على وتر ..
ولا أستفاقت على نورٍ سماواتي .
أعتّق الحب في قلبي وأعصرهُ
فأرشف الهم في مغبر كآسآتي . . ))
*فصاحت ليلى : يكفي يا مروآني . . ارجوك . .*
ضعف حسن مرواني حينها واراد ان يترك المايكرفون الا ان أشرف صرخ أكمل ..
نزلت أول دمعة من دموع حسن المروآني وبدأت عيناه بالأحمرار . .
وقآل . . (( ممزقٌ أنآ..لا جآهٌ ولا ترفٌ
يغريكِ فيَّ. .فخليني لآهآتي . .
لو تعصرين سنين العمرِ أكملها
لسال منه .. نزيفٌ من جراحاتي .. ))
وأشآر إليهآ بأصبعه وبكل حرآرة .. وقآل :
(( لو كنتُ ذآ ترفٍ ما كنتِ رافضةً
حبي ..ولكن عسرٍ الحآل _فقرٍ الحآل ضعف الحال _ مأسآتي .
عانيت عانيت ... لا حزني أبوح بهِ
ولستِ تدرين شيئاً عن معآنآتي . .
أمشي و أضحك . .يآليلى مكآبرةً
علّي أخبّي عن الناس أحتضاراتي ..
لا الناس تعرف ما أمري فتعذرهُ
ولا سبيل لديهم في موٍاساتي
يرسو بجفنيَ حرمآنٌ يمصّ دمي .
ويستبيحُ اذا شآء ابتساماتي
معذورةٌ أنت إن أجهضتِ لي أملي
لا الذنب ذنبك بل كانت حماقاتي . .
أضعتُ في عرض الصحراء قافلتي
وجئتُ ابحث في عينيك عن ذاتي . .
وجئتُ أحضانك الخضراء منتشياً
كالطفل أحملُ أحلامي البريئاتي . . .
غرستِ كفك تجتثين أوردتي
وتسحقين بلا رفقٍ مسرّاتي . .))
فبكى أشرف . . . وقبل حسن . . وقال أكمل
فأكمل وقآل :
(( وآغربتاه مضآعٌ هآجرت مدني
عني .. وما ابحرت منهآ شراعاتي ... ))
ثم صرخ !!!
(( نُفِيتُ و استوطن الأغرٍآب في بلدي
ودمّرو كل اشيائي الحبيباتي ))
فبكى كل من كآن موجودا بالقآعة على الكلمآت . .
فالتفت اليهآ وقآل .. (( خانتكِ عيناكِ . . في زيفٍ وفي كذبٍ . . ))
والتفت على خطيبهآ وقآل : (( أم غرّك البهرج الخداع مولاتي ؟؟
فراشةٌ جئتُ ألقي كحل أجنحتي
لديك فاحترقت ظلماً جناحاتي . .
أصيح و السيفُ مزروعٌ بخاصرتي
و الغدر حطم آمالي العريضاتي ))
فصرخت وعيناها غارقة بالدموع .يكفي أرجوك يا حسن ..لقد أرغموني على ذلك . .لأنهُ ابن عمي
. .فصرخ . .
(( وأنتِ ايضآً ألا تبّتْ يدآكِ إذا
آثرتِ قتليَ و استعذبتِ أناتي . .
من لي بحذف اسمك الشفاف من لغتي
إذاً ستمسي بلا ليلى . .
ليلى . . والتفت .. وقآل . . حكاياتي . .))
ورمى المكيرفون وأحتضنه أشرف . .
وقبله وقآل له . . قد أدمعت أعين الحاضرين .. وعصرت قلوبهم ، ليندمج الأثنين معاً في البكاء
وخرج و بعد خمس دقآئق وقد أغمى على ليلى . .
ونقلوها للمشفى . . ولكنها رجعت بحآلة جيدة . .
وقد كآن لهآ أبٌ قاسٍ جداً .. وخطبهآ لأبن العم ..
فذهب ابن العم لحسن المرواني وهو يبكي وقآل . .
أنا اسف ماكنتُ اعرف بهذا . .والله . .

.. جرت احداث هذه القصة في سنة 1979 ..
ورحل حسن المرواني وسآفر الى الأمارات بسببها .. وبقى هنآك ..والى يومنا هذا.
اما القصيدة فقد خُطت على جدار جامعة بغداد وهي موجودة الى الآن تخليدا"لذلك الحب الرائع والعظيم .....
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 01:32 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-55127.htm