صنعاء نيوز - صنعاء نيوز/ عبد الباري عطوان

الثلاثاء, 12-سبتمبر-2017
صنعاء نيوز/ عبد الباري عطوان -
عطوان : ما هي اسباب اعتقال العودة والقرني؟ وهل بدأت السعودية تستخدم القبضة الحديدية؟ومن سيعتقل بعد الأمير عبد العزيز بن فهد؟

ما هي الأسباب الحقيقية لاعتقال الشيخين العودة والقرني؟ وهل بدأت السلطات السعودية تشديد استخدامها للقبضة الحديدية؟ وهل تمتد الاعتقالات لاعضاء آخرين في الاسرة الحاكمة بعد الأمير عبد العزيز بن فهد؟

لم يكن اعتقال الداعية السعودي سلمان فهد العودة وزميله عوض القرني مفاجئا، بل متوقعا، في ظل حالة الاستقطاب السياسي والقبلي التي تعيشها منطقة الخليج حاليا، وإصرار السلطة بقيادة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، والحاكم الفعلي للبلاد، استخدام القبضة الحديدية لتثبيت حكمه، واجهاض أي معارضة، سواء كانت في أوساط ما يطلق عليهم علماء الصحوة، او حتى أعضاء في الاسرة الحاكمة.
من الواضح ان القيادة السعودية تتبع النهج الذي اتبعته نظيرتها السورية التي عارضتها هذه القيادة منذ البداية، وانفقت مليارات الدولارات من اجل تأجيج الاضطرابات، واسقاط حكم الرئيس بشار الاسد طوال السنوات السبع الماضية.
ومن المفارقة ان الأطراف المتخاصمة في الازمة الخليجية المتفاقمة حاليا، تبنت سياسة مشتركة في اليمن وسورية وليبيا والعراق قبلهما، وتدخلت في شؤون هذه الدول الداخلية بالمال والسلاح، والآن تمارس التوجه نفسه ضد بعضها البعض، ومن يتابع الحملات الإعلامية المتبادلة، وتبني المعارضين ودعمهم يجد البرهان الدامغ.
تضاربت الآراء حول الأسباب الحقيقية لاعتقال الشيخين، ولكنها اتفقت على امر واحد هو اتخاذهما موقفا اقرب الى “الحياد” في الازمة الخليجية، وعدم انحيازهما الى السلطة في بلادهم في خلافها مع دولة قطر، فالحياد ممنوع في نظر السلطات السعودية التي تتبنى نظرية الرئيس الأمريكي السابق التي تقول ليس هناك غير خيار واحد “فاما معنا او ضدنا”.
مقربون من الشيخ سلمان العودة، وبعض حسابات مغردين آخرين رجحوا ان تكون التغريدة التي كتبها الشيخ على “التويتر” بعد اتصال هاتفي من قبل امير قطر مع الأمير بن سلمان، ولي العهد، هي التي جعلت كيل النظام السعودي يطفح وادت الى الاعتقال.
الاتصال الهاتفي الذي اجراه الشيخ تميم بن حمد مع الأمير محمد بن سلمان، كان من المفترض ان يؤدي الى اختراق كبير في إيجاد حل للازمة الخليجية مع قرب اكمالها المئة يوم، الامر الذي شجع الشيخ العودة الى ابداء ترحيبه بها، وفرحته في اتمامها، عبر عنهما في تغريدة على “التويتر” قال فيها “ربنا الحمد لا نحصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك.. اللهم الف بين قلوبهن لما في خير شعوبهم”.
من سوء حظ الشيخين العودة والقرني، وربما بعض الشيوخ “الحياديين” الآخرين الذين يقفون في طابور الاعتقال، ان المكالمة التي من المفترض ان تساهم في فتح أبواب الحوار تمهيدا لحل الخلافات بين الدولتين الشقيقتين جاءت بنتائج عكسية تماما، بسبب معركة كسر الارادات بين الطرفين، ورفض قطر الإذعان، واصدارها بيانا انطوى على الكثير من التحريف بعدم القول صراحة ان الأمير تميم هو الذي بادر بالاتصال، ودون الإشارة الى التنسيق مع الرئيس الأمريكي، حسب وجهة النظر السعودية.
المغردون السعوديون الموالون لسلطة بلادهم، والموجهون من قبل أجهزتها، شنوا هجوما شرسا على الشيخين، والعودة بالذات، وبرروا اعتقاله بأنه يعود الى عدم اظهار ولائه المطلق لبلاده، والوقوف في خندقها في هذه الازمة، الى جانب توصيفات أخرى نتجنب ذكرها في هذا المكان.
اعتقال الشيخين، وقبلهما الأمير عبد العزيز بن فهد، لاتخاذه موقفا مماثلا من الازمة الخليجية وتوجيهه انتقادات حادة للشيخ محمد بن زايد، ولي عهد ابو ظبي، اقرب الحلفاء للامير بن سلمان في حرب اليمن، وضد قطر، خطوة تنطوي على نوايا عقابية شرسة ضد كل من يريد ان يغرد خارج السرب السعودي الرسمي، او حتى يقف على الحياد، مهما علا شأنه ومركزه ومكانته في الاسرة الحاكمة او المجتمع السعودي.
انها سياسة خطيرة غير مضمونة العواقب، ربما تعطي نتائج عكسية، أولها زعزعة استقرار المملكة، وتأزيم العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وما يجري قد يكون البداية لما هو اخطر اذا لم يتم تطويق الازمة بسرعة، وهذا ما نشك فيه.
“راي اليوم”
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 03:57 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-55149.htm