صنعاء نيوز - خالد مطهر جبرة

الثلاثاء, 12-سبتمبر-2017
صنعاء نيوز/ خالد مطهر جبرة -
أي مكوّن يصور للناس بأن العالم كله يحيك ضده وحده المؤامرات هو إسراف في الغرور
وعليه أن يراجع نفسه ولا يستغل الأحداث في صالحه ويظهر نفسه على أنه بطل المرحلة ومخلص الأمة الوحيد ،فهذا توظيف خاطئ وانحدار سياسي غير مبرر .
والتاريخ مليء بشواهد كثيرة لنتائج هذا الغرور .. فبلأمس القريب أغترت مكونات معروفة بانتصارات وهمية واستخفت بالمؤتمر وزعيمه بعد أن سلم لها السلطة وأرادت اجتثاثه كما اجتث حزب البعث في العراق وهو ما جاء على لسان رئيس الكتلة البرلمانية لذلك الحزب على قناة الجزيرة واليوم
أين هم وقيادتهم وقواعدهم ؟ وأين المؤتمر وقيادته وقواعده ورجاله ؟

لذلك أقول للشركاء اعلموا أن المؤامرة الدولية منذ عام 2011م هي لإسقاط الزعيم صالح وحكمه ونظامه بدءاً بالمظاهرات المدعومة من الخارج، لكنهم أخفقوا،الأمر الذي جعلهم يقوموا بخطوة ثانية وهي محاولة خلق صراع داخلي وحرب أهلية بدأت بمواجهات الحصبة واقتحام مؤسسات الدولة ،وهذه الأخيرة فشلت ، لذلك لجؤوا للخطة (ج) المتمثلة بمحاولة اغتيال الزعيم وكبار رجالات الدولة في جامع النهدين في الثالث من يونيو 2011 م، فنجته منها عناية الله، وفي ظننا أن اسعافه إلى السعودية وتطبيبه فيها كان نوعاً من التمويه وصرف الأنظار عنها وعن دورها في هذه الجريمة ومن باب تبادل الأدوار بين الدول الخليجية فقط، كونهم يعلمون بأن معظم الشعب اليمني يحب الزعيم وأنصاره ومحبيه ليسوا بالقليل كما أنهم أيضا ليسوا بالسهل
وعندما لم تنجح تلك الخطة لم يجدوا بداً من التدخل المباشر وشن حرباً ضروساً ضد اليمن أرضا وإنسانا وفي مقدمة أهدافهم الزعيم صالح ومقدرات اليمن وتدمير كل ما بناه من مؤسسات مدنية وعسكرية والعالم كله يعرف هذه الحقائق التي يتغافل عنها هذا الطرف أو ذاك ،
لذلك يبدو واضحا أن من يشن اليوم حملات تخوين ضد الزعيم فليس سوى يد ومخلب للعدو ليحقق به ما لم تحققه المظاهرات والصراع الداخلي ومحاولة اغتياله ومالم يحقق، أيضا، العدوان الغاشم والمباشر لعامين ونصف العام.

أنا لا أشيطن أحدا هنا ولا من أخلاقنا كمؤتمرين أن نقوم بذلك أو نغفل دور أحد لكن هكذا تقول المعطيات فمن يريد أن يسيء للمؤتمر وزعيمه أو النيل منهما فهو عدو للشعب اليمني برمته لأنه سيحقق للعدوان ما لم يستطع تحقيقه خلال سبع سنوات من المؤامرات.
أعود واقول : من غير المنطقي ،بل وكل معطيات الواقع تؤكد مانذهب إليه ، أن يأتي مكون وليد ليقدم نفسه على أنه صانع التحولات والانتصار ومن حقه التصرف المطلق بالدولة، لأنه في هذه الحالة لا يريد طمس تاريخ حزب عريق بقيادته ورموزه فحسب بل يريد التفريط بالثوابت الوطنية و بدماء الشهداء وطمس صمود ونضال شعب برمته طوال سبع سنوات.
لذلك نعتقد أن من يصر على المضي في هذه الصحراء بدون منطق وبوصلة ،بأنه يقدم على الانتحار مبكراً، وسوف تبتلعه رمالها، ما يستوجب على العقلاء في مثل هكذا فصيل أو ذاك سرعة التدخل وتدارك خطورة المرحلة التي تتطلب منهم حُسن قراءتها وقراءة الأحداث بوعي كامل،سيما وأن لدينا أولويات يجب التعاطي معها أولا ، وعلى رأسها الوقوف صفا واحدا في وجه العدوان، وبعد أن ينتهي، لا ضير لنا أن نختلف ونتباين ، لكن بدون الحملات الممنهجة والتي تحمل طابع الثأرية وتنم عن حقد أسود لا يقل عن حقد العدوان، فهذا الجنون بعينه.

أختتم طرحي ونصحي باضافة بسيطة ، وهي أن أي محاولة للنيل من هذا الحزب العريض ورموزه هي محاولة بائسة، ومثلها مثل من يحاول النيل من الشعب اليمني برمته ولا يقل عدوانا عن العدوان الخارجي.
هكذا تقول القراءة المنصفة غير المتعصبة والمتطرفة وأنا على ثقة بأن الإخوة العقلاء لدى هذا المكون يدركون أبعاد ما نطرحه ، خاصة وان الشعب اليمني قد شب عن الطوق ولم تعد تنطلي عليه هذه الممارسات والمحاولات التي تهدف للانقضاض على السلطة محتكرة الانتصارات لـ (س) من المكونات دون (ص)،فاليمنيون بكل شرائحهم يدركون هذا الأمر، سيما بعد أن قدموا التضحيات الجسيمة للذود عن الأرض والعرض.

دمتم والوطن بخير
تمت طباعة الخبر في: السبت, 27-أبريل-2024 الساعة: 01:22 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-55152.htm