صنعاء نيوز/ عبدالفتاح حيدرة -
لا ترعبني أبدا فكرة زيارة الجبهات، بل على العكس تماما، اتشوق لتلك الزيارات واتمناها في أي وقت وتحت أي ظرف كان، ما يرعبني حقا هي فكرة الكتابة عن زيارة الجبهه ، ما يخيفني ويرعبني هو عدم تمكني من نقل وعي المقاتل اليمني لمجتمعه وشعبه اليمني..
زيارتي إلى جبهة نجران والتي عدت منها يوم أمس مليئة بحكايات وقصص وبطولات وتضحيات المقاتلين اليمنيين، الذين انتصروا على أكبر ترسانة للمال والسلاح والتكنولوجيا في العالم، ومرغوا أنف أشرار العالم هناك، وكسروا كل القواعد العسكرية والسياسية والاقتصاديه ..
في جبهة نجران انتصر المقاتل اليمني بقواعده اليمنية التقليدية البسيطة المتمسكة بـ(الوعي) التام والكامل بهدى الله لمواجهة خطط تضليل الشيطان، انتصر بقواعده اليمنية البسيطة التقليدية المتشبثه بـ(القيم) التي راكمها التاريخ اليمني في تكوينه التاريخي والجغرافي منذ آلاف السنين نصرة للحق ضد الباطل، أنتصر بقواعده اليمنية التقليدية البسيطة المؤمنه بـ(المشروع) المضحي بماله ودمه ونفسه من أجل ان يعم الخير على الناس جميعا مواجها كيان وادوات ودول وجيوش وشركات الشر الذي يريد ان يفرض على الانسان الاستعباد والتبعية والإذلال والخنوع ..
في جبهة نجران شاهدت بعيني الأساطير التي يقوم بها المقاتل اليمني هناك، وأستمعت لوعي المقاتل اليمني هناك ، تلك الاساطير التي صنعها وحققها سوى وعي كبير جدا ، وعي أكبر وأشمل من تنظيرات الكتب والمثقفين والسياسيين والجامعات ، وعي لا يمكن لأي مثقف او صحفي زائر إن ينقلها للناس وهو لم يعترف اولا انه يشعر بالخجل لقصر وعيه وثقافته امام وعي المقاتل اليمني..
من جبهة نجران خرجت وانا اقول في نفسي إذا كنت لا زلت تتنفس، ولا زال القلب يدق، عليك ان تعمل لك بصمة في حياتك، عندما ترى الجميع ملتهون بغير وعي هدى الله وقيم اليمنيين المدافعه عن العرض والارض ومشروع المسيرة المنتصر لخير الانسانيه كلها، إنها فرصه ان يثبت كل يمني على الحق ومع الحق وأهله، بمعرفته وعي هؤلاء المقاتلين المجاهدين الذين ضحوا بكل شئ في سبيل الله إنتصارا لله أولا والإنتصار ثانيا لقضيتهم الكبيرة في صون عرضهم وأرضهم ورفض الذل والإهانة والإستسلام والهيمنة والتشتت والتبعية..
.
.
من غدا بإذن الله سأكتب لكم من جبهة نجران قصص رجال صدقوا وثبتوا واستشهدوا وضحوا ، وحكايات رجال يهينوا تكنلوجيا العالم الرقميه بعبارة (عليك يا الباري عليك)..