صنعاء نيوز - عادل الشجاع

الأحد, 24-سبتمبر-2017
صنعاء نيوز/ عادل الشجاع -
سنحتفل بعد يومين بمرور 55 عاما على ثورة 26 سبتمبر المجيدة التي مازالت حية في الضمير الوطني، رغم حدة المعاول التي أرادت تهديمها .
26 سبتمبر ليست وجهة نظر مثلها مثل الوطن ليس وجهة نظر. فقد انتصرت للعلم ضد الجهل وجعلت التعليم حقا لكل أبناء اليمن وبنت عشرات الآلاف من المدارس والعشرات من الجامعات وابتعثت الطلاب إلى مختلف دول العالم وانتصرت لكرامة اليمنيين بعد أن كانوا يعيشون سادة وعبيد.

من كانوا يعتبرون أنفسهم سادة من دون اليمنيين كفروا بها ومارسوا الباطنية لمواجهتها وظلوا يتحينون الفرص لدفنها في قبر مجهول لا يعرف مكانه أحد. وهاهم يحاولون لكن الملايين من مخرجات الثورة ستلفظهم كما يلفظ البحر جيفه .

لقد قطعت ثورة سبتمبر مع الماضي المظلم الذي حبس اليمنيين في كهوف غائرة وأسست لمرحلة جديدة من التسامح الوطني. كيف لا وهي صنيعة نسيج وطني تمثل بحركة الضباط والمثقفين والأدباء والتجار والفلاحين. إنها إرادة شعب بأكمله ظل ينسج خيطها سبع سنوات حتى انتصرت في ملحمة السبعين يوما.

من الواجب علينا اليوم أن نجعل الأجيال الجديدة تتعرف على التاريخ الصحيح لهذه الثورة التي غيرت وجه الحياة في اليمن وفتحت اليمن على العالم الخارجي بعد أن كانت اليمن سجنا كبيرا لكل اليمنيين.

حينما نحتفل اليوم بمرور 55 عاما على قيامها فنحن لا ننطلق من مجرد مشاعر تغمرنا أو من البحث عن شرعيتها اليوم لربطها بشرعية الأمس بل نستند لمرحلة من حركة التاريخ أعادت لليمنيين إنسانيتهم بعد أن كان نظام الأئمة قد صادرها .

ولست بحاجة للقول إن من يريد أن يطمس 26 سبتمبر فهو كمن يحاول طمس الشمس من السماء. فثورة سبتمبر ستظل من أهم المحطات التاريخية في تاريخ اليمنيين مهما حاول البعض عمل نسخ مشوهة بالحق الإلهي الذي لا يعني اليمنيين.

لن يقبل اليمنيون بالعودة إلى زمن العبودية والانغلاق بعد أن أحدثت 26 تغيرا اجتماعيا واسعا لصالح الغالبية من الشعب اليمني الذي كان مقيدا بثلاثي الفقر والجهل والمرض.

إننا اليوم أمام مرحلة تاريخية في غاية الأهمية تحتاج منا مغادرة ساحة الثأر والذهاب نحو المصالحة الوطنية لكي تستعيد 26 سبتمبر ألقها وقوتها وحتى لا يتم الالتفاف عليها ممن جرحوا منها وظلوا يعمقون جراحهم إعتقادا منهم أنها سرقت منهم نار الإمامة المقدسة.
لذلك مطلوب من القوى السياسية أن تحتكم لمطالب الشعب ولحسابات الواقع أيضا.

ولا أعتقد أن أحدا يغفل ما حدث في 21 سبتمبر 2014 وما أعقبه من تداعيات كارثية على الجميع ويسمح لنفسه أن يبقى في خندق الثأر الذي حفره أولئك الذين كانوا يخططون لاجتثاث التجربة السياسية.
مطلوب من هؤلاء أن يتوقفوا عن ضخ مزيد من ثقافة الثأر ويلتقطون لحظة التغيير الذي تفرضه ضرورات المصالح والأهداف.

ليبدأ الجميع رحلة استكشاف آفاق الغد ومغادرة الأمس.
أقولها بحزن شديد لم يعد من اللائق بالقوى السياسية أن تواصل إهدار الجهد وإضاعة الوقت في تصفية الحسابات التي تصب في صالح تدمير مكتسبات الثورة من ديمقراطية ووحدة وطنية وتحرير الإنسان اليمني واستقلال قراره.

لن أبالغ إذا قلت إن فعل المصالحة وتنقية الأجواء ووضع أسس جديدة للعمل السياسي يجب أن يكون من أولوياتنا جميعا. فنحن أمام فرصة أخيرة، فالعالم قادم على حرب باردة جديدة بدأت معالمها في كوريا الشمالية وإيران. ستجرنا إلى مزيد من الاستقطاب والتشرذم والتشظي .
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 03-مايو-2024 الساعة: 03:17 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-55368.htm