صنعاء نيوز/ عادل الشجاع - صرح صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى أنه على استعداد للتبرع بأداء حصتين دراسيتين في الأسبوع لمواجهة إضراب المعلمين الذين يطالبون بمرتباتهم المسروقة منذ سنة كاملة. وتبعه كهلا عجوزا يقبع على رأس وزارة الشباب بالتبرع بالمثل بأداء حصتين للفلسفة. وعليكم أن تضعوا ألف خط تحت كلمة فلسفة.
أي بجاحة بل قل أي خواء وصل بمثل هؤلاء الذين وضعوا في مكان المسؤلية لينتهكوا حقوق المعلمين ويستهترون بالعملية التربوية والتعليمية بل والتعدي على حقوق المواطنة وهو حق العيش الكريم الذي نص عليه الدستور و القانون والأديان السماوية والأرضية كلها.
وهنا نقول للصماد وللكهل العجوز إن المعلمين بالمثل لديهم استعداد للتبرع بجزء من وقتهم لإدارة المجلس السياسي ووزارة الشباب التي تحتاج إلى شاب لم يصاب بعد بالزهايمر. كما أنهم على استعداد لإدارة وزارة التربية والتعليم والخدمة المدنية والمالية وملتزمين بتسليم مرتباتكم .
في الوقت الذي كان يحتفل العالم باليوم العالمي للمعلمين. وفي الخامس من أكتوبر. أي في الوقت الذي كان العالم يرد بعض الجميل لمربي الأجيال وقائد المستقبل في مختلف أنحاء العالم كان صالح الصماد يحرض على المعلمين في اليمن وإلى جانبه كهلا عجوزا تظهر على ملامحه تعاطيه للقات والتمباك يقود وزارة للشباب.
هكذا أراد هؤلاء الذين وضعوا على رأس السلطة أن يكرموا المعلمين في اليمن.
كل دول العالم تتسابق على وضع أهداف جديدة للتنمية المستدامة من خلال تمكين المعلمين بوصفهم قادة المستقبل وصناع الاستراتيجيات الاجتماعية والتنموية بينما رئيس المجلس السياسي ووزير الشباب يحرضان على المعلمين ويبحثان عن الجهل المستدام.
يقول الحديث الشريف إذا لم تستح فاصنع ما شئت. وكيف سيستحي من لم يعلم أن اليونسكو ومنظمة العمل الدولية قد وضعت توجيها عام 1966 بشأن أوضاع المعلمين. ومن أين سيعلم رئيس المجلس السياسي ووزير الشباب أن الهدف التنموي الرابع من هذا التوجيه يعنى بالتعليم وبدور المعلمين في تحقيق أهداف التنمية لسنة 2030؟
جميع الدول خلصت من الهدف التنموي الرابع لتبدأ سباقا جديدا على مواجهة التحديات المتبقية، المتمثلة في النقص في عدد المعلمين وتوطيد مكانة مهنة التعليم.
إن دعوة الصماد ووزير الشباب لا تتسبب في انتهاك حقوق المعلمين وتراجع مكانتهم المهنية فحسب، بل تلحق أيضا أضرارا ملموسة بجهاز التربية والتعليم. فجمع الناس من الشارع للتبرع بالتدريس تدمر علاقة المعلم بالمدرسة والطلاب القائمة على قاعدة الثقة والالتزام وخلق الكفاءات الجماعية. لقد فشلت وزارة التربية والتعليم في الإشراف على مضامين التعليم وجودته ،وعلى شروط تشغيل المعلمين. وكيف لوزير أثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه ينطلق من منطلق عنصري لا علاقة له بالعلم ولا بالتعليم القائم على هوية وطنية موحدة.
وهنا أقول للمعلمين أصمدوا في مطالبكم ولا يرهبونكم باقتحام المدارس وتسجيل الطلاب. إنهم يعتمدون على التهويل النفسي وهو لن يجدي معكم. فأنتم أعلم من غيركم أن التدريس رسالة قبل أن يكون مهنة. وأنه منهج وليس ملزمة. وهو فلسفة قبل أن يكون منهجا. طبعا فلسفة ليست كفلسفة وزير الشباب الذي لا يعرف سوى فلسفة تدمير المؤسسات التي دعا إليها في عام 2011.
وبالمثل على أولياء الأمور ألا يدفعوا بأبنائهم إلى المدارس إلا بوجود مدرسيهم .وبقى أبناؤهم في البيوت خير من الدفع بهم لتلقي الجهل من جماعة لا تنتج سوى الكراهية.
إنهم في اللحظات الأخيرة من البقاء. لا تتراجعوا فتعطونهم مزيدا من الوقت. دعوهم يسجلون ويدرسون .وهنا يكملون رقصتهم الأخيرة. هم الذين صنعوا كراهيتهم بأنفسهم ومستمرين بصناعتها. لم يكن للشعب اليمني مشكلة مع وجودهم وتقبلهم وتحمل الحرب والحصار بسببهم لكنهم لم يستطيعوا تقبل الشعب.
على كل النقابات والاتحادات أن تحذو حذو نقابات المعلمين.
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. أتركوا لهم المؤسسات. صلوا في بيوتكم. لا تجوز الصلاة معهم. قاطوعوهم في البيع والشراء. ليكن عملنا جماعيا ضد هذه الفئة الباغية العنصرية التي تحقق أهداف العدو في عدوانها على حقوق الإنسان اليمني. |