صنعاء نيوز/ طه العامري .. - يصادف اليوم 11 اكتوبر الذكرى الأربعين لإغتيال الشهيد إبراهيم محمد الحمدي رئيس مجلس القيادة وشقيقه المقدم عبد الله الحمدي قائد قوات العمالقة ، ومعهم المقدم علي قناف زهرة قائد قوات المدرعات ،والمقدم علي صالح بن لحمر الذي كان يتوقع تعينه قائدا لقوات باب المندب المتفق على إنشائها في قمة تعز الرباعية الخاصة بالبحر الاحمر ..وٱلى جانبهم عددا من الجنود والضباط من المرافقين الشخصين لهم ..في جريمة اهتز لها الوجدان الشعبي وتبلدت من هولها عقول بقية ترويكا النظام _ حينها _ الذين احتاسوا ولم يجدوا للشيطان طريق ..؟!!
رغم مرور اربعين عاما على الجريمة البشعة التي أذهلت الناس لدرجة أن أصيبوا بحالة عجز كلي ولم يحركوا ساكنا ، لا شعبيا ولا رسميا بصورة اوحت _ يؤمها _ لكل المراقبين بأن الكل شعبيا ورسميا تقبلوا الواقعة _ الجريمة ، وكأن الامر متصل برحلة قاموا بها الضحايا إلى مكان ماء وسيعودون ، وما حصل في تشيعهم كان عبارة عن حشد لتوديع ( المسافرين ) او لكأن سكان الحارة يودعوا جيرانهم الذاهبين لتأدية فريضة الحج وسيعودوا بأذنه تعالى..؟!
أقول رغم مرور كل هذه السنوات على الجريمة فأن ما حدث اليوم في الوقفة الرمزية يعيد للذاكرة ذات المشهد الإستلابي الغامض الذي كنت شاهدا عليه في جنازة التشييع قبل اربعة عقود ..؟!
يؤمها كان الحزن قد افقد الناس قدرتهم لدرجة أن أصابتهم حالة عجز كلي لايختلف الامر بين عامة الناس من البسطاء أو الترويكا القابضة على مفاصل السلطة والقوة من زملاء ورفاق الشهداء الذين رحلوا وفي المقدمة رئيس الدولة وشقيقه وأحد أقربائه وهو الشهيد علي قناف زهرة ..؟!
قبل اربعة عقود كان ( مجاهد ) حاضر في جنازة التشييع واليوم كان ( مجاهد ) حاضر في الوقفة التابينية ..( مجاهد ) بدأ اليوم _ مجهد _ بفعل عوامل التعرية الزمنية ( والاستخدام ) السيء وكان هذا واضحا من خلال كلمته التي لم تكن سوى شكل من أشكال ( السلطات ) او ( المخضرية ) ..؟!
فقد جمع الرجل ( اليسار ) مع ( اليمين ) مع من لا يمكن وصفه أو توصيف إتجاهه لا جغرافيا ولا سياسيا ولا ثقافيا ولا فكريا ..!!
لقد جمع ( مجاهد ) وهو بالمناسبة لا يحمل يوما ولم يكن له يوما من إسمه نصيب ..جمع كل المؤبقات والمتناقضات بصورة وطريقة تؤحي إنك تستمع ( لنفاق ) سافر غير مبطن وليس له توصيف حتى في قاموس المنافقين الأوائل بما فيهم أولئك الذين كانوا يحرصون على تأدية صلاة الفجر جماعة خلف رسول الله وبالصف الاول من منافقي المدينة الذين فضحهم الله من السماء السابعة ولولاء ذلك لخدعنا بهم لليوم كما خدعنا برموز ومرجعيات ولانزل ..؟!
اليوم بدأ ( مشهد التأبين) يحاكي ( مشهد التشييع) حتى أني أستغفرة ربي طيلة عودتي ( للبيت ) لأني شعرت أن ( جريمة _ إغتيال الشهيد الحمدي ) مستمرة ، وأن ( الجريمة ) تجدد نفسها كل عام ، وشعرت أني مشارك في الجريمة إذا ما سمحت لنفسي أن اشارك في ( كرنفال دعائي ) لو كتب الله للشهيد الحمدي وشاهد المنظر لخلع ( حذائه ) والقاها في وجوه ( الخطباء والمستمعين ) ، تماما كما ألقيت ( أحذية) البسطاء يوم تشيعيه ورفاقه في وجه ( الغشمي ) الذي لم يكن ( المتهم الاول ) في الجريمة ، بل كان هو الاخر مجرد أداة وضحية ، كان ( طماعا ) وصدق ( الكذاب ) ولهذا يقال ( الكذاب ضحك على الطماع ) ..!!
( فالمتهم الاول) ظل في اوساطنا حتى أخذه الله قبل سنوات ، وهو القاتل والمحرض والمنفذين ليس إلا بعض ادواته ومنهم ( الغشمي ) ..؟!
الغشمي لم يكن يفترض أن يقتل وبتلك الطريقة بل كان يفترض أن يحاكم وان يسمع كل الشعب محاكمته ، فمن أصر على قتله وبالطريقة التي تمت كان شريكا ليس في قتله بل في قتل ( الحمدي ) ؟!
لأن مقتل ( الغشمي ) كان مبررا لتصفية ( سالمين ) ورفاقه ؟ فمن وقف إذا وكان يقف خلف تلك الأحداث الدامية ؟!
يفترض أن يكون ( مجاهد ) على دراية بحكم قربه من ( الضحايا) وعلاقته مع ( الجلادين ) ..!!
لكن ( مجاهد ) وبعد أربعة عقود من الجريمة يظهر وكأنه يريد إعادة توظيفها وتطويعها وبما يتسق مع متطلبات المرحلة أي إنه يعيد قتل الشهداء في كل وقفة تأبينية وهذا لا يجوز ولا يقبل ولا يرضى به الله وأصحاب الضمائر الذين يكفيهم شرفا إنهم يحتفظون بوجدانهم وذاكرتهم بصورة جميلة للشهداء الذي يحاول اليوم البعض تشويهها ..؟!!
أن الوفاء للشهداء لا يكون بتوظيفهم وتوظيف تضحياتهم بطريقة جد مستلبة ومبتذلة في سبيل تحقيق مطامع شخصية زائلة لاترتقي شرفا مع حجم تضحيات الشهداء ..؟!
أن الذين يحتفون بذكرى الشهيد ( الحمدي ) ورفاقه ، على طريقة ( مجاهد ) إنما يؤغلون في قتل الضحايا وفي قتل ذكراهم الطيبة في قلوب ووجدان الشعب وذاكرة الوطن والتاريخ ..
لقد كان يفترض بأخينا أن يعتزل الحياة السياسية ويتواري بعيدا وينهمك في متابعة انشطته الإستثمارية من ( لندن ) إلى ( دبي ) وان يحتفظ بما بقى عالقا فيه من ذكريات الزمن الجميل ، ويكفي ان يقول الناس عنه كان من رموز زمن ( الحمدي ) يكفيه هذا الوصف ، ويبتعد عن( العك والعجين) والهرولة خلف فتات العوائد خاصة ولديه ما يكفي ليعيش بهدؤ بعيدا عن (درامية الفضائح ) .
رحم الله الشهيد الحمدي وكل رفاقه الذين قضوا شهداء في واحدة من ابشع الجرائم السياسية القذرة ،ورحم الله شهداء اكتوبر الثورة والدولة ..والرحمة لكل شهداء الوطن الضائع والحلم المنكسر والآمال المتبخرة ، والرحمة لنا معشر الشعب الذين نعيش على أوهام ونمني انفسنا بالماضي بعد ان فشلنا بحاضرنا وضيعنا مستقبلنا .؟! |