صنعاء نيوز/مطهر تقي -
أزمة صنعاء اليوم مرتبطة بالفلوس وسط لغط و خلاف و تشكيك عبر وسائل الإعلام التقليدية و الحديثة بين من يؤكد أن حكومة الإنقاذ بإمكانها صرف مرتبات الموظفين و بين من يؤكد أن الإيرادات شحيحة و لا يمكنها أن تفي بغرض صرف المرتبات ولا حتى جزء منها....و آخر ذلك اللغط إرتبط بطلبات المدرسين صرف مرتباتهم حتى يتمكنوا من مواصلة عملهم للعام الدراسي الجديد و خصوصا و عملهم يتطلب الحضور إلى مدارسهم كل أيام الأسبوع.
و الموضوع في رأيي بسيط إذا ما وقف رئيس المجلس السياسي الأعلى الأستاذ صالح الصماد و رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور وقفة حساب مع وزير المالية و الجهات الإيرادية المختلفة ليقفوا على حقيقة الإيرادات التي تحت تصرف حكومة الإنقاذ و ما يقال عن اللعب في قيمة المواد البترولية و الغازية و نهب بعض الإيرادات هنا و هناك....و معرفة حجم الإيرادات الشهرية بالضبط و تحديد المتطلبات الظرورية للصرف و صدور بيان واضح و شفاف بإسم رئيس المجلس السياسي و رئيس الحكومة يحدد إجمالي الإيرادات الحقيقية و إجمالي المصروفات الضرورية و مصارحة الشعب بالحقيقة(و يتذكر الأستاذ صالح و الدكتور عبدالعزيز قبل تقلدهما منصبيهما حين يصرف راتبهما الشهري و يقف كل مع زوجته و أولاده و يحسب ميزانية البيت و مصروف الأولاد بحسب إمكانية الراتب و تأجيل الإحتياجات الزائدة عن قدرة الراتب حتى يدي الله).
و أنا على ثقة أن الشعب حين يطلع على الحقيقة الواضحة و الناصعة سيعيش معها و يؤقلم ظروفه حسبها فقد قدم أرواح عشرات الالاف من أطفاله و نسائه و شيوخه شهداء و يحتضن عشرات الآلاف من الجرحى يجارحهم و يطببهم و صمد امام حياة معيشية طيلة أكثر من عامين و نصف لا يمكن لشعب آخر تحملها فهو بعقله و ضميره بإمكانه أن يستوعب الحقيقة إذا ما إقتنع بصدق قيادته و أنها تعيش بكل أجنحتها و رجالاتها ظروفه و تكابد الحياه كما يكابد حينها سيصمد المدرس في مدرسته و الموضف في وزارته و الجندي في جبهته و سيؤمن بالقدر خيره و شره أما أن يستمر وزير المالية يصرف الأخلاق العالية التي تميز بها و يناقش موضوع الإيرادات و المصروفات بنعومة و ذكاء وسط ريبة الخبراء الإقتصاديين و شكوكهم و حيرتهم فذلك سيزيد حيرة المواطن و تجعله يفقد الثقة نهائيا بقيادته.
فيا أستاذ صالح و يا دكتور عبدالعزيز هل بإمكانكما وضع حد لهذا اللغط و الشكوك و وأد فتنة الراتب التي لن تتمكنوا من إخمادها مستقبلا فالجوع كافر و العياذ بالله.
و الله من وراء القصد. |