صنعاء نيوز - الدكتور عادل عامر

الأربعاء, 18-أكتوبر-2017
صنعاء نيوزمالدكتور عادل عامر -
بدأ النشاط الشيعي في مصر في منتصف الأربعينيات من القرن الماضي، واستمر حتى السبعينيات. وظهرت في تلك الفترة جمعية "آل البيت" التي تُعدّ أبرز الجمعيات الشيعية وما زالت تعمل حتى الآن. ويدين العدد الأكبر من الشيعة المصريين بالمذهب الجعفري أو "الاثني عشري" والذي يعترف به الأزهر.
أن عدد الشيعة المصريين يبلغ 3 ملايين شخص في جميع المحافظات، حتي نهاية 2016 فقد تم تقدير عددهم بنحو ١% من تعداد المسلمين في يناير ٢٠٠٥، أي ٦٥٧ ألف مواطن شيعي ، بينما تزيد تكهُّنات اعتقد أن عدد الشيعة يفوق هذا العدد بكثير، على اعتبار أن هناك ما يزيد على عشرة ملايين صوفي في مصر، ويوجد بينهم ما لا يقل عن مليون يتبعون الفكر الشيعي
وحسب اعتقادي- فإن كثيرا من الشيعة في مصر لا يعلنون عن معتقدهم نتيجة الضغوط الأمنية والإعلامية.: ليس هناك احصاء رسمي لكني ومن خلال متابعتي احسبهم لا يقلون عن مليون ونصف المليون.
المهم أن التشيع في مصر ملحوظ لدرجة أن الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حذر من خطورة المد الشيعي ومحاولاتهم لغزو المجتمع السني بما لديهم من ثروات ،وكوادر مدربة على التبشير بالمذهب الشيعي. وفي 2006 كان هناك مخطط شيعي لإصدار خمس صحف لنشر التشيع بين أبناء مصر وبتكلفة تتجاوز عشرة ملايين دولار. وكانت هذه الصحف ستصدر بالتدريج حتى لا يؤدي إصدارها مرة واحدة إلى إثارة حفيظة القراء والأزهر والحكومة المصرية .
وانتشرت عدة جمعيات شيعية في قري العصافرة وطناح بالدقهلية حيث تتواجد 7 أضرحة، وبخاصة المتشعيين علي يد الطريقة الدندراوية الذى أسسها أبو الفضل الدندراوي والذى سافر لأيران كثيرا، وهناك فئة "المستبصرون" يقطنون أماكن وسط البلد وأشهرهم أحمد صبح وهم يؤولون تفسيراتهم نحو المنهج الشيعي، وساندوا الأزمة السورية فى بدايتها، و الطريقة الدندراوية والطريقة العزمية بالإسماعيلية وخاصة في منطقة البركة وأبو عطوة، وفى وفى قرية "دنديط"، بمركز ميت غمر، تغلغل الشيعة في الطريقة البحراوية الصوفية، والشبلنجية، وظهروا في قرية "الأمير عبدالله بن سلام"،
وفى الغربية، وتحديداً في منطقة التجنيد. أنه يوجد بقرية "الراجدية"، التي تبعد 5 كيلومترات عن طنطا، يوجد مسجد السيد البدوي، وهو تابع لشيعة مصر، كما يوجد بالبحيرة، وتحديدا في قرية "نديبة" الواقعة على مقربة من دمنهور، تشهد مدا شيعيا، وفى مركز أبوحمص، ظهر الهاشمي، وجمعية "الأنوار الربانية"، التي نشرت بعض المطبوعات منها "مختصر العقيدة الإمامية، المأتم الحسيني مشروعيته وأسراره. كما يوجد بالشرقية بعض الطوائف الشيعية حيث يعد مولد يحيي المتوج بالأنوار ملتقى الشيعة في مصر بها، كما يتبعهم مسجدي المقرقع ومظلوم بمدينة بلبيس، ولعل الطريقة البرهانية، أشد خطراً، وهى تنتسب لمؤسسها محمد عبده عثمان البرهاني، وتنتشر في حي المطرية، وينظم أتباعها حضرة بشكل منتظم بمسجد السيد البدوي بطنطا، وفى مسجد إبراهيم الدسوقي، ويعملون في تجارة السبح والتجارة بالتجزئة، وهي جماعة تعمل لصالح إيران من أجل نشر المذهب الشيعي والايدلوجية الإيرانية في مصر،
أن الشيعة في الصعيد يعتمدون علي السرية معتنقين مبدأ "التقية" محاولين استغلال انتماءهم للأشراف وآل البيت مثل الجعافرة الموجودين في قنا واسنا، والأقصر الموجود بها قبر الأمير "حمد" الجد الأكبر لهم، والعبابدة الموجودين في "قفط"، و"قوص"، والقبائل الهاشمية الأخرى مثل "جهينة، فزارة، وهوارة وعبس المطاعنة والحجازية"، وعن طريق "الساحات" التي تعقد فيها "الحضرة" يروج للتشيع مثل "ساحة النبي الأعظم" في قرية "الكالوج" بأسوان، أو ساحات "الدندراوية"، وظهرت "العصبة الهاشمية" في قرية "كلح المفالسة" بأسوان، التي أصبح لها فروعا متعددة، لتدعو لأولوية آل البيت، وإقامة 12 احتفالاً بمولد النبي، بقرية "الكالوج" للاحتفال بالاثنى عشر إماماً لدى الشيعة، وكل ذلك على يد "أحمد أبوالحسن" الذي أشهر الطريقة في الشؤون الاجتماعية، وأقام "مزرعة الإمام علي" على مساحة 100 فدان، كما توجد طريقة "الأحفاد النورانية" بأدفو، التي تتشابه عقائدها مع الشيعة الاثني عشرية, وفقا لصحيفة الأنباء.
تتخذ مصر من الديانة الإسلامية ديانةً رسميّة للبلاد، إلى جانب الاعتراف الرسمي بالديانات الأخرى وهي اليهودية والمسيحية، وتعتنق الغالبيّة العظمى من سُكّان البلاد الديانة الإسلامية ويعتبرون من أهل السنّة والجماعة بنسبة تقدّر بنحو 94.2% من إجمالي السُكّان أي 80,024,000 مسلم مصري. نسبة المصريين من أتباع المذهب الشيعي نسبة ضئيلة، بالإضافة إلى وجود بعض الفرق الصوفية وجماعات الإخوان المسلمين، وينتمي المصريون إلى المذاهب الشافعية والحنفية والأشعرية غالباً، إلا أنّ هناك جماعات معتزلة وإسماعيليين لا يدخلون ضمن التعداد الرسمي للبلاد. تعتبر مصر واحدة من الدول الأولى التي وصلها الإسلام منذ حداثة عهده، حيث فتحها المسلمون في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان فتحها على يد الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه عام 641م، ومنذ ذلك الانتصار العظيم في فتح مصر فقد بدأ المسلمون في رسم استراتيجياتهم في البلاد لتأسيس دولة مسلمة قوية، وبقيت كذلك حتى مجيء الدولة الفاطمية إليها.
تحتضن مصر عموداً من أعمدة المذهب السنّي الإسلامي على مستوى العالم وهو الجامع الأزهر؛ الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى أكثر من 1044 عام تقريباً، حيث أُنشئ في عام 972م، ويعتبر مرجعاً دينياً موثوقاً به، ويعود الفضل إلى جوهر الصقلي في إنشائه عندما تم فتح القاهرة، وبذلك يعتبر الجامع الأول من حيث الإنشاء في القاهرة. أمّا فيما يتعلق بالديانات الأخرى، فيشكل المسيحيوّن ما نسبته 5.4% من إجمالي السكان في مصر، أي ما يساوي نحو خمسة ملايين ومائة وثلاثين ألف مصري مسيحي؛ وذلك وفقاً لمعلومات أصدرها الجهاز المركزي للتعبئة العامّة والإحصاء، أمّا فيما يتعلق بنسبة اليهود فإنّها لا تتجاوز 0.003% من إجمالي السكان.
في عهد جماعة الإخوان المسلمين، أحجم الشيعة عن المشاركة في احتفالات «الحسين»، لما للجماعة من توجه معادي لهم، كما صدر في عهد محمد مرسي حكم بحبس أحد الشيعة، لأنه «تسبب في وقوع مشاجرة داخل المسجد واستخدمت الأسلحة، وإن كان المتهم لا يحمل أيا من تلك الأسلحة إلا أنه تسبب بأفعاله المخالفة لمذهب أهل السنة في المسجد أن تحدث المشاجرة وتدنيس بيت الله» حسب منطوق الحكم.
وفي عهد الجماعة، قُتل رجل الدين شيعي المذهب، حسن شحاتة، و2 آخرين منتميان للمذهب الشيعي، إثر محاصرتهم من قبل عدد من أهالي زاوية أبوالنمرس بالجيزة، وإشعال النيران في منزل «شحاتة» وضربه ضربًا مبرحًا.
الأمر نفسه تكرر في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، إذ ألقى الأمن أكثر من مرة القبض على مواطنين شيعة، أبرزهم المواطن فاروق السيد 6 مرات، كما ألقت السلطات القبض على مجموعة من الشيعة بينهم مصريين وأجانب عام 2010، بسبب معتقداتهم الدينية.
أن شيعة مصر يروجون إلى أن هذا الكيان منظمة اجتماعية خيرية لخدمة المواطنين الفقراء ودعم الإنسانية عامة، لكنه في الحقيقة سيكون غطاء لهيكل تنظيمي يستهدف نشر الفكر الشيعي، من خلال إصدار صحف أو نشر كتب أو منشورات، والتحرك بين المواطنين بأريحية شديدة.
أن هدف الشيعة من الترويج إلى أن المنظمة التي يسعون لتأسيسها هي منظمة خيرية، هو رفض الدولة المصرية السماح لتأسيس كيان أو مؤسسة طائفية، لان الشيعة الذين يحاولون تأسيس هذا الكيان هم طارق الهاشمي وعماد أديب الناشط الشيعي، وسالم مصطفى الصباغ، ومحمد الدرينى القيادي الشيعي مؤسس حركة آل البيت في مصر.
ونتوقع أن تفشل محاولات القيادات الشيعية في تأسيس ما يسمى بالمجلس الأعلى للشيعة، مشيرة إلى أن ما يحدث من قبل الشيعة في اليمن والمنطقة الشرقية بالسعودية، واليمن وبعض دول أفريقيا يحفز دائما رفض تأسيس كيانات لشيعة سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي.
أن الدستور والقانون يمنعان تأسيس مصر هذه الكيانات، حيث تقول نص المادة مادة (74) من الدستور: "للمواطنين حق تكوين الأحزاب السياسية، بإخطار ينظمه القانون. ولا يجوز مباشرة أي نشاط سياسي، أو قيام أحزاب سياسية على أساس ديني، أو بناء على التفرقة بسبب الجنس أو الأصل أو على أساس طائفي أو جغرافي، أو ممارسة نشاط معاد لمبادئ الديمقراطية، أو سرى، أو ذي طابع عسكري أو شبه عسكري، ولا يجوز حل الأحزاب إلا بحكم قضائي". أن هناك محاولات من بعض الشيعة لتأسيس كيانا معبر عنهم، من بعد فشل محاولات تأسيس حزب التحرير بدأ البعض في تأسيس كيانات اجتماعية شيعة

الدكتور عادل عامر
دكتور في الحقوق وخبير في القانون العام
ومدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية
والاقتصادية والاجتماعية
ومستشار وعضو مجلس الإدارة بالمعهد العربي الأوربي للدراسات السياسية
والإستراتيجية بفرنسا
ومستشار الهيئة العليا للشؤون القانونية
والاقتصادية بالاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية
ومستشار تحكيم دولي وخبير في جرائم امن المعلومات
ورئيس اللجنة التشريعية والقانونية بالمجلس القومي للعمال والفلاحين
-محمول:- 01224121902 –
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 01-نوفمبر-2024 الساعة: 12:35 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-55877.htm