صنعاء نيوز - بقلم: عمر دغوغي الإدريسي صحفي وفاعل جمعوي

الأربعاء, 08-نوفمبر-2017
صنعاء نيوز/ بقلم: عمر دغوغي الإدريسي صحفي وفاعل جمعوي -



الابتسامة لها رونق وجمال، وتعبير تضفي على وجه صاحبها الراحة والسرور، بل رتب عليها النبي صلى الله عليه وسلم أجراً عظيماً، فقال صلى الله عليه وسلم: "وتبسمك في وجه أخيك صدقة"، ومعنى الحديث، أنّ إِظْهَارَك الْبَشَاشَةَ إِذَا لَقِيت أخاك المسلم، تُؤْجَرُ عَلَيْهِ كَمَا تُؤْجَرُ عَلَى الصَّدَقَة.
يا من ضيعتم الابتسامة من قاموس حياتكم، ألم تقرؤوا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، ألم تعلموا أن البسمة كانت إحدى صفات نبينا محمد التي تحلّى بها، حتى لم تعد الابتسامة تفارق مُحيّاه، فأصبحت عنواناً له وعلامةً عليه، يُدرك ذلك كل من صاحبه وخالطه وكتب السير مليئة بالمواقف التي ذُكرت فيها طلاقة وجه النبي، فتراه يخاطب من حوله فيبتسم، أو يُفتي الناس فيضحك، أو تمرّ به الأحداث المختلفة فيُقابلها بإشراقه نفسٍ وبشاشة روح.
ولا يخفى على أحدٍ ما للابتسامة من تأثير بالغ ومفعول ساحرٍ على الآخرين، فقد فطر الله الخلق على محبة صاحب الوجه المشرق، الذي يلقى من حوله بابتسامة تُذهب عن النفوس هموم الحياة ومتاعبها، وتُشيع أجواءً من الطمأنينة، وتلك من الخصال المتفق على استحسانها وامتداح صاحبها.
فيمكنك من خلال الابتسامة أن تدخل السرور على قلب الآخرين، وهذا نوع من أنواع العطاء بل قد يكون أهمها، لأن الدراسات بينت أن حاجة الإنسان للسرور والفرح ربما تكون أهم من حاجته أحياناً للطعام والشراب، وأن السرور يعالج كثيراً من الأمراض على رأسها اضطرابات القلب.
ومن خلال الابتسامة يمكنك أن توصل المعلومة بسهولة للآخرين، لأن الكلمات المحملة بابتسامة يكون لها تأثير أكبر على الإنسان، وبابتسامة لطيفة يمكنك أن تبعد جو التوتر الذي يخيم على موقف ما، وهذا ما لا يستطيع المال فعله، وهنا نجد أن الابتسامة أهم من المال، ولذلك فإن أقل ما تقدمه للآخرين هو صدقة الابتسامة، وقال عليه السلام "إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق.
وأخيرا فالابتسامة هي أسرع وسيلة للوصول إلى قلوب الخلق وتوصيل الحق، وحسبنا وصية النبي لأمته "تبسّمك في وجه أخيك صدقة".
حفظ اللسان
وعلى صعيد آخر، فإنّ من أكثر المعاصي شيوعا في حياة المسلمين ما كان بسبب اللسان، وسبب ذلك راجع إلى استهانتنا بحجم هذه المعاصي وبالتالي عقوبتها عند الله تعالى، ونتناسى بأنها من أخطر الذنوب وأكثرها جراً للناس إلى مهاوي الهلاك وكم وجدنا التحذير تلو التحذير منها في كتاب الله العزيز وسنة نبيه الكريم.
كم منا تكلم بكلام بدون أن ينتبه إلى خطورة كلامه، فاغتاب هذا، وشتم هذا، وتكلم في الدين معترضا على أحكامه، أو مستهزئا بتعليماته، ألم تسمع قول النبي "إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ".
إن اللسان نعمة من الله علي بني آدم؛ إذ به يعبد الله وحده لا شريك له، ويتم التخاطب بين جميع أفراد البشر، فباللسان ينطق المؤمن بالشهادتين، ويؤدي الصلاة ونحو ذلك من سائر الواجبات والفروض والسنن، كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشهادة الحق ونشر العلم والذكر المستحب.
وفي المقابل، فإن إطلاق العنان للسان يوقع الإنسان في العصيان مثل الكذب والغيبة والنميمة والرياء والنفاق والفحش والخوض في الباطل وإيذاء الخلق وهتك العورات، لذا جاء الهدي النبوي عن سهل بن سعد رضي اللّه عنه، عن الرسول عليه السلام قال "مَنْ يَضْمَنْ لي ما بينَ لَحْيَيْهِ وَما بينَ رِجْلَيْهِ، أضْمَنْ لَهُ الجَنَّةَ".
وأخيرا تذكر أخي المسلم أن أفضل المسلمين من سلم المسلمون من إيذاء لسانه، فعن أبي موسى الأشعري قال: قلتُ يا رسولُ اللّه، أيُّ المسلمين أفضلُ؟ قال: "مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسانِهِ وَيَدِهِ".

[email protected] https://www.facebook.com/Omar.Dghoughi.officiel/
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 08:23 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-56500.htm