صنعاء نيوز - الدكتور عادل عامر

الأحد, 12-نوفمبر-2017
صنعاء نيوزم الدكتور عادل عامر -

إن لكل أمة تراث تعتز به ولكل أمة وحضارة تفتخر بها ولغة تتفاهم بها ولعله تلك اللغة تضيف الكثير من أفكارها إلى الإنسانية ... ولغتنا العربية لَمِنَ الجدير أن نعتز بها ، ويكفينا أن نفتخر أن الله تعالى اختارها لتكون لغة القرآن ... ولسان رسولنا الكريم "صلى الله عليه و سلم". واللغة العربية أمانة في أعناقنا فلابد أن نحافظ عليها ونصونها من اللحن لكي لا نضعف هويتنا العربية ...
وعلينا أن ننصر لغتنا العربية ، لغة القرآن ولغة أهل الجنة . علينا دائما الحفاظ على لغتنا العربية لأنها أكبر لغات المجموعة السامية من حيث عدد المتحدثين، وإحدى أكثر اللغات انتشارا في العالم، يستحدثها أكثر من 422 مليون نسمة، ويتوزع مستحدثوها في المنطقة المعروفة باسم العالم العربي .
العربية لغة رسمية في كل دول العالم العربي إضافة إلى كونها لغة رسمية في دول السنغال ومالي، وتشاد، وأريتيريا. وقد اعتمدت العربية كإحدى لغات منظمة الأمم المتحدة الرسمية الست. تحتوي العربية على 28 حرفا مكتوبا وتكتب من اليمين إلى اليسار - بعكس الكثير من لغات العالم - ومن أعلى الصفحة إلى أسفلها.
يطلق العرب على اللغة العربية لقب "لغة الضاد" لاعتقادهم بأنها الوحيدة بين لغات العالم التي تحتوي على حرف الضاد. حماية اللغة العربية تبدأ من الأسرة ثم المدرسة والإدارة.. .فهناك أخطار كبيرة تتهدّد هذه اللغة الجميلة والحل في الجهد المؤسساتي... وخاصة من طرف الوزارات المكلّفة فلابد من اقتراح نواد للغة العربية وترغيب الناشئة في المطالعة لأنه وللأسف العربي و الاسلامي يعاني من عقدة اللغة الأجنبية.
مع التقدم العلمي الهائل الذي حصل .. تخلف العرب أكثر و اكثر و صاروا يعتبروا انفسهم أكثر حقارة من ان يجابهوا الغرب وذلك دون ان ينتبه اي احد منهم بأنه يفعل هذا اللغة ترتبط ارتباطا وثيقا بالحضارة ، و يسرى عليها ما يسرى على الحضارة من تقدم أو تقهقر .. و لقد ذكر ابن خلدون في مقدمته أن الحضارة تمر في تطورها بمنحنى ناقوسي ، بمعني أنها نبدأ بداية متواضعة ، ثم تتقدم إلى أعلى .
. فأعلى حتى تصل إلى أعلى مستوى يمكن لها أن تصل إليه (التقدم) ، ثم تبدأ في الهبوط نحو القاع (التخلف) .. إلى أن يقيض الله لها من يبدأ الناقوس من أوله –أقصد يبدأ النهوض من جديد و بما أن اللغة تعبير صادق عن الحياة الحضارية و مرآة لها ، بل و أداتها الرئيسية ، لذا ينطبق عليها ما ينطبق على الحضارة من تقدم أو تخلف .
و لقد كانت اللغة العربية في الجاهلية قمة في البلاغة و الجزالة ، رغم التخلف الحضاري الذى كان عليه العرب في جاهليتهم ، و إنما كان ذلك راجعا إلى صفاء الذهن الذى كانوا يتمتعون به آنذاك نتيجة لصفاء الطبيعة البدائية التي كانوا يعيشون فيها ، فكانت العربية رائقة صافية جزلة معبرة عن الحياة و شئونها في الجاهلية .
أما في الإسلام .. فقد كانت اللغة قمة في البلاغة و الفصاحة ، و كان القرآن الكريم تحديا لأولئك البلغاء الفصحاء ، حتى قال قائلهم : ".. إن أعلاه لمثمر ، و إن أسفله لمغدق و إنه ليس من قول البشر ، و إنه يعلو و لا يعلى عليه .." و في العصور التالية – عصور ازدهار الحضارة الإسلامية – الأموية و العباسية – سمت اللغة – في قوتها و بلاغتها – إلى عنان السماء ، و ظهر علماء اللغة و أساطينها و واضعوا علومها : فهذا الأسود الدؤلى، و ذاك الخليل بن أحمد ، هذا سيبويه ، و ذاك الكسائى ،و ظهرت الموسوعات اللغوية .. الخ . ثم تدهورت الحضارة الإسلامية .. خاصة حين غزا العثمانيون العالم الإسلامي .
. فبدأت مرحلة السُــبات (النوم) في اللغة ، و انحطت إلى درك أسفل من الانحطاط ... لكن اللغة العربية بدأت في البزوغ مرة أخرى على أيدى فطاحل أفذاذ ، و شعراء بارزين .. فها هم طه حسين و العقاد و المنفلوطي ..الخ و أولئك البارودي و شوقي و حافظ و عزيز أباظة ... وغير أولئك و هؤلاء كثرة كثيرة ..
و كان خطب الزعماء السياسيين و البرلمانيين آيات في البلاغة ، و كانت مرافعات وكلاء النيابة العامة ، و دفاعات المحاميين مقطوعات تدرس بالمدارس.. لكن المشكلة التي استعصت على الحل منذ ذاك : كيف نرقى باللغة بعد طول انحطاط ؟كيف نعيد النظر في طرق تدريسها و إيصال طلاوتها إلى النشء ؟
و يتبادر إلى الذهن السؤال : لماذا الاهتمام باللغات الأجنبية على حساب اللغة العربية ؟ فتكون الإجابة إن اللغة – كما ألمحنا - مرتبطة بالحضارة ، و طالما أن الحضارة اليوم أوربية المصدر فتكون اللغات الأوربية هي سيدة الموقف . فعلينا اللحاق بركب الحضارة ، ثم علينا إصلاح تعليم اللغة الذى نادى به طه حسين منذ ثمان و ستين عاما ....
تعتبرُ الّلغة العربيّة من الّلغات السّامية ومن أكثرِ الّلغاتِ انتشاراً، وهناك ما يُقارب 423 مليون نسمة حول العالم يتحدّثونَ العربيّة، وهذهِ الّلغة لها أهميّةٌ كبيرة ومكانة خاصّة في نفوسِ المسلمين في أرجاءِ العالم لأنّهُ لا يُمكن قراءة القرآن وأداءِ بعض العبادات دون استخدام مُفرداتها، وقد وُصفَت العربية بأنّها أصلِ الّلغة عِندَ الإنسان فانبَثَقَت مِنها الّلغات السّاميّة الأخرى، وبسبب احتباس العرب في الجزيرة العربيّة، لم تتعرّض للتّغيير الكبير وإدخال المفردات الجديدة مثلما حصل للّغات السّاميّة الأخرى،
لذلك فمن الواجب علينا أن نحافظُ على الّلغة العربيّة، أنّ الّلغة العربيّة ليست فقط مرتبطة بالعرب بل مُرتبطة أيضاً بكتابِ الله عزّ وجلّ، وقد أقسمَ الله أن يحافظَ على الكتاب حتّى قيام السّاعة، وبالتّالي فالّلغة العربيّة باقية حتّى قيامِ السّاعة، لكنّ المُشكلة الحقيقيّة هي أنّ الدّولة القويّة اقتصاديّاً وعسكريّاً تفرضُ سيطرتها الثّقافيّة حول العالم، ومن أشكال السّيطرة فرض الّلغة كفرض الّلغة الإنجليزيّة حول العالم في العصر الحاليّ، حتّى في الجامعات العربيّة والغربيّة،
وبالتّالي أصبحت الّلغة العربيّة في وضعٍ حرج إذ بدأ عَدد الأشخاص الرّاغبين بتعلّمها حول العالم بالانخفاض، ولا بدّ من الحفاظ على الّلغة العربيّة ونشرها، وذلك من خلال الحلول والاقتراحات الآتية: التدريس بالّلغة العربيّة: فِي جميعِ الجامعات يتمّ تعليمُ العلوم بلغاتِها القوميّة، إلّا في الجامعات العربيّة فإنّ هذا الأمر أصبحَ غير مَوجُود وبدأ يتلاشى مع الوقت، وهل يرتبط مقدارُ المعرفة والتقدّم العلميّ بالدّراسةِ بالّلغة الأجنبية ؟!، لا يرتبط نهائياً والتّعليم بالّلغةِ القوميّة ما هو إلّا طريقة لتوطين العلم وتأكيد الهويّة العربيّة.
وهل يتأثّر المَعنى والمَقصد إذا كانَ مكتوباً بالّلغة العربيّة الفُصحى؟!، وهذا الأمر يعدّ طمساً للّغة العربيّة وإخفاءً لمَلامِحها، حتّى تأتي أجيالٌ بعد أجيال لا تعرف سوى التّحدّث بلغة جديدة وهي العربلشية فتختفي العربيّة تدريجيّاً، ومن المحزن أن نتخلّى عن لغتنا الأمّ التي اختارها الله لكتابه الكريم. فهم القرآن: إذا أراد شخص حفظ عدد كبير منَ المُفردات العربيّة عليه أن يتعلّم القرآن، وبهذا يفهمُ الّلغة العربيّة وتفسيرِ كلام الله عزّ وجلّ، وهذا التّعلّم ضروريّ لكلِّ مُسلم حتّى يفهم دينه ولغته بشكلٍ أكبر.
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 19-مارس-2024 الساعة: 06:35 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-56586.htm