صنعاء نيوز - بقلم/فواز المدري

الأحد, 12-نوفمبر-2017
صنعاء نيوز/ بقلم/فواز المدري -
كنت في طريق (جده - جيزان) وفجأة أحسست بالسيارة بدأت سرعتها تقل..وفيها ميول في اتجاه اليسار ..أضطررت التوقف..ونزلت من السيارة.. فوجدت التائر قد تفرغ من الهواء..وحاولت أخذ التائر الاحتياطي من خانة السيارة..واذا بسيارة نوع( كامري) وقفت خلف سيارتي..ونزل السائق مباشرة..وقال : (عرفتك انك يمني قلت والله ما أسيبك لحالك في هذه المقطعة وبين حراراة الشمس الشديدة).

ذهب مسرعآ الى سيارته وعاد ومعه جهاز تعبئة هواء..ثم فتح باب سيارتي و شبك الكهرباء من مدخل ولاعة السجائر ..ووصل الى التائر ..وقام بتعبئته..كنت واقف كالصنم..ومصاب بحالة ذهول..وفي ذات الوقت كان لدي شعور رائع واعتزاز بموقف هذا الشهم.

كان بامكانه أعطائي الجهاز ويعلمني كيفية استخدامه...ويبقى في سيارته..ويقي نفسه حرارة الشمس الحارقة في وقت الظهيرة..
لكن مرؤته وشهامته أبت الا أن يقوم بنفسه بذلك.

بعد أن أكمل تعبئة التائر .. قال : أنطلق بسرعة.. وانا سوف أظل اسير خلفك..حتى تحصل بنشر ..وفعلآ مشيت حتى وصلت الى البنشر وهو يرافقني كظلي..وقف مرة ثانية وقال لي : أي خدمة ، فقلت له : كثر الله خيرك..وبارك الله فيك..وهممت بان أعطيه مبلغ من المال مقابل ما صنعه لي..وكلما أمسكت مبلغ في يدي..أجده مجرد ورق ليس له قيمة..نظير هذا الفعل الجميل.

قلت لنفسي أعزمه على وجبة الغداء..أفضل لكنه رفض..وحلف انه لن يتغدى الى في محل سكنه..وغادر المكان تاركا في نفسي جميل لن أنساه مدى الحياة.

لم يسالني هل أنت عفاشي..او أصلاحي..او أشتراكي..او بعثي..او ناصري..الخ
قام بواجبه الانساني النبيل..لانني يمني وهو كذلك..والاصيل أصيل..حتى وان كان في مكاني..سني او شيعي..عربي..او غربي..مسلم او يهود.. كان هذا اليمني الشهم سيتوقف ويصنع نفس هذا الموقف.

لكني أجزم لن يفعل مثل هكذا مواقف غير اليمني ..رغم كل ما يجري من شحن طائفي ومناطقي وعنصري.. الا ان اليمني لا يزال (وهذه حقيقة) متمسكا بشهامته وكرمه وحبه لبلده وابناء جلدته..حينها وبعد هذا الموقف ..أحسست راسي يناطح السحاب..فقط لاني يمني.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 11:21 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-56599.htm