صنعاء نيوز - بقلم رمزي بالضيافي

الإثنين, 13-نوفمبر-2017
صنعاء نيوز/ بقلم رمزي بالضيافي -

منذ تخصصت في التاريخ الإسلامي واطلاعي على أمهات الكتب في مسألة نشأة المدارس الفقهية وتعدد الفرق الاسلامية ومدى صراعها على السلطة في فترة "الإسلام المبكر" بدأت الأسئلة تراودني من حين لآخر عن معنى ان تكون سنيا او شيعيا او خوارجيا ؟ هل اكون تابعا لفرقة منهم واعادي بقية الفرق وانا اعلم علم اليقين ان خلافهم سياسيا تم تغليفه في فترة لاحقة بلبوس فقهي؟ هل اكون مع اليزيد بن معاوية ورأس الحسين حبيب رسول الله وحفيده معلقا ؟ هل كان إختلاف الحسين مع بني أمية حول مسألة فقهية ؟

في ظل هذه الحيرة يسعفنا المفكر في الاسلاميات التطبيقية محمد اركون رحمه الله بمقولة الاسلام الشمولي اي الاسلام الخالي من الصراعات السياسية ومن أفضلية احدى الفرق على الاخرى والذي ينفي فيه امتلاك الحقيقة وينبش من خلال بحثه عن ترسبات خاطئة بنت عليها كل فرقة حقيقتها. أسئلة حيرت المفكر هشام جعيط فبحث في جذور الصراع الديني ليرجع اصله الى اختلاف سياسي منذ الفتنة الكبرى. أسئلة حيرت أيضا المفكر محمد الطالبي الذي خرج من حبة كل الفرق وإعترف انه قرآني.

صراعات فجرتها الرغبة في خلافة دولة الرسول صلى الله عليه وسلم وتواصلت على مدى 14 قرنا لتخمد فترة وترجع بقوة في فترات أخرى. ولعل الصراع القائم الآن في المشرق العربي هو صراع سياسي بإمتياز ولكن لشرعنته كان لا بد من تلبيسه لبوسا دينيا يذكرنا بالصراع الدامي في اوروبا بين الارتودكسية الكاثوليكية والبروتستان.

اليوم تعيش منطقتنا العربية أحلك أيامها فالعربية السعودية التي تدعي تمثيل جمهور السنة تقرع طبول الحرب ضد إيران التي تدعي تمثيل جمهور الشيعة. لكن الدارس لهذا الصراع يعرف انه تفجر في الحرب العراقية-الإيرانية في المرة الأولى لكن هذه المرة تفجر في أرض الشام فالعربية السعودية راهنت على سقوط النظام السوري لتحالفه مع إيران ومنعه مرور انبوب الغاز من أرضه الى تركيا. العربية السعودية تعلن تحالفا مع اسرائيل ومع بعض دول الخليج لضرب ايران وحزب الله في حين ترفع هذه القوى شعار المقاومة ضد إسرائيل بل أكثر من ذلك حزب الله طرح الشعار وطيبه على أرض الواقع لدخوله في حروب مع الكيان الصهيوني.

ما يحير الكثيرين هو هل تكون مع السعودية تلك الدولة العربية المتحالفة مع العدو الصهيوني من أجل تدمير الشيعة في اليمن ولبنان ولربما في الكويت والبحرين ....؟

هل أن السنة تصهينت والشيعة رفعت بندقية المقاومة؟

تسهل الإجابة عن هذه الأسئلة عندما لا نستعمل مقاربة طائفية في بحثنا بل نتناولها بالبحث عن الجذور الاقتصادية والجيوسياسية والأمنية التي اججت هذا الصراع. انتصار سوريا أيضا عامل جديد يذكي تلك الصراعات التي قد تتحول الى حروب.

مع من أكون وأنا أعلم علم اليقين مكمن الصراع وأصل العلة؟

مع من أكون وأنا أعلم علم اليقين أن "الأدب الفقهي" لكلا الطرفين بني على اساس صراع سياسي لا عقائدي ؟

سأكون ذاك الذي يمشي بعيدا عنهما وعن صراعهما

سأكون ذاك الذي يعادي من يقترب من العدو والتحالف معه

سأكون مع كل فرقة اباضية او سنية او شيعية او علوية ترفع البندقية في وجه العدو دون ان اعطيها صكا على بياض لأن الطائفية مهما قاومت يمكن أن تبيع وتجد المبررات من نفس المرجعية التي قاومت بها.

سأكون مقاوما رافعا لمشروع حداثي دون ان أعادي من يقاوم.

موقع الحرية أولا: قناة الحرية
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 08:56 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-56631.htm