صنعاء نيوز - المصدر: صنعاء نيوز

الخميس, 30-نوفمبر-2017
صنعاء نيوز/ بقلم : احمد الملا -
تعتبر مسألة سب الصحابة وبغضهم من المسائل التي إشتهر بها ابن تيمية بشكل خاص حتى راح يكفر كل من قال ببغض أو سب الصحابة ، لكن ومن حيث لا يشعر جعل هذه القاعدة تنطبق على الصحابة أنفسهم وذلك بسبب بغضه وكرهه لعلي " عليه السلام " حيث صرح في كتبه وخصوصاً منهاج السنة بأن العديد من الصحابة كانوا يبغضون علي ويسبونه ، وهو في هذا القول يريد أن يقول إن مسألة سب علي وبغضه سنة سنها الصحابة دون أن يلتفت أو يلتفت أتباعه إلى إن علي " عليه السلام " هو من الخلفاء ومن الصحابة الأبرار ، لكن بغضه لعلي جعله يكفر الصحابة من حيث لا يشعر وتقول عليهم ما لم يقولوا فمن كان من الصحابة يبغض علي "عليه السلام " أو يسبه غير معاوية بن أبي سفيان وهو بطبيعة الحال ليس من الصحابة وهو الذي جعل سب علياً سنة في الشام التي تخلوا من أي صحابي ...
وقد بين المرجع المحقق الصرخي هذا الأمر في المحاضرة الثالثة من بحث ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم ") حيث قال :
{{... منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية لابن تيمية ، ج7، فصل قال الرافضي: البرهان الثاني عشر: … وَالْجَوَابُ مِنْ وُجُوهٍ… الرَّابِعُ: أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُ سَيَجْعَلُ لِلَّذِينِ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وُدًّا. وَهَذَا وَعْدٌ مِنْهُ صَادِقٌ. وَمَعْلُومٌ أَنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَ لِلصَّحَابَةِ مَوَدَّةً فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ، لَاسِيَّمَا الْخُلَفَاءُ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ -، لَاسِيَّمَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ; فَإِنَّ عَامَّةَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ كَانُوا يَوَدُّونَهُمَا، وَكَانُوا خَيْرَ الْقُرُونِ.( قبل قليل قال: “أَنَّهُ سَيَجْعَلُ لِلَّذِينِ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وُدًّا. وَهَذَا وَعْدٌ مِنْهُ صَادِقٌ وَمَعْلُومٌ أَنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَ لِلصَّحَابَةِ مَوَدَّةً فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ. إذن جعل للصحابة مودّة في قلب كلّ مسلم وعلي من الصحابة إذن جعل له مودّة في قلب كل مسلم لاسيما الخلفاء “رضي الله عنهم ” وعلي من الخلفاء إذن أيضًا جَعل خصوصية لهؤلاء الخلفاء، أنّه قد جعل الله لهم مودة في قلب كل مسلم .بعد هذا يقول: لاسيما أبو بكر وعمر فَإِنَّ عَامَّةَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ كَانُوا يَوَدُّونَهُمَا، وَكَانُوا خَيْرَ الْقُرُونِ. التفت جيدا قبل قليل علي دخل في الصحابة ودخل في الخلفاء ) يقول ابن تيمية : وَلَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ عَلِيٌّ، فَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ كَانُوا يُبْغِضُونَهُ، وَيَسُبُّونَهُ وَيُقَاتِلُونَهُ ( يقول: فإن كثيرًا من الصحابة والتابعين كانوا يبغضونه ويسبونه ويقاتلونه،إذن سنّة السبّ وسنّة البغض وسنّة قتال الصحابي والخليفة علي من الذي سنّها ؟ على قول ابن تيمية يكون الجواب الصحابة . فبني أميّة والتيمية على سنّة هؤلاء الصحابة الذين يبغضون عليًا ويسبّون عليًا ويقاتلون عليًا، بأيهم اقتديت اهديت، لقد اهتدى بهؤلاء الكثير!! يقول: فإنّ كثيرا من الصحابة والتابعين كانوا يبغضون عليًا ويسبون عليًا ويقاتلون عليًا .) ...}}.
هذا من جهة ومن جهة أخرى فلقد أطاح ابن تيمية بأعيان الصحابة عندما جعلهم في مقام المتخاذلين عن نصرة الأمام علي " عليه السلام في حربه مع معاوية وذلك في مناقشته لتلك الحرب حيث تعرض ابن تيمية لمجموعة من الآراء وهي هناك من رأى هذا القتال هو قتال فتنة والأخرى رأته قتال بغاة, وراح ابن تيمية يرجح انه قتال فتنة متناسياً ومتغافلاً عن أصل الحديث الذي ذكره أكثر من مرة عن مقتل عمار بن ياسر الذي تقتله الفئة الباغية وهذا الحديث يؤكد إن القتال الذي حصل هو قتال ضد البغاة وليس قتال فتنة وهو في ذلك ينبز الإمام علي بالفتنة وعدم فهم المصلحة ويبرر لمن لم يخرج مع الإمام علي للقتال وكذلك يريد أن يجعل منه قتال فتنة ويكون فيه الطرفان بين الصواب والخطأ ومن يخطئ منهما فله اجر ...
حيث يقول في مجموع الفتاوى الجزء الرابع في الصفحة 390 (( يبقى أن يقال : فالله تعالى قد أمر بقتال الطائفة الباغية فيكون قتالها كان واجبا مع علي والذين قعدوا عن القتال هم جملة أعيان الصحابة : كسعد وزيد وابن عمر وأسامة ومحمد بن مسلمة وأبي بكرة )) ... حتى يصل في قوله وهو هنا يفترض انه قتال بغي فيقول في نفس المصدر في الصفحة 443 ((وحينئذ فبعد التحكيم والتشيع وظهور البغي لم يقاتلهم علي ولم تطعه الشيعة في القتال ومن حينئذ ذمت الشيعة بتركهم النصر مع وجوبه وفي ذلك الوقت سموا شيعة وحينئذ صاروا مذمومين بمعصية الإمام الواجب الطاعة وهو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ولما تركوا ما يجب من نصره صاروا أهل باطل وظلم إذ ذاك يكون تارة لترك الحق وتارة لتعدي الحق .))...
وهو هنا رجح قتال البغي لغرض التسقيط والتعرض بالشيعة وأن يثبت إن الإمام علي " عليه السلام " مخذول وهذا مصرح به في غير مورد لكنه تغافل عن قضية وهي إنه عندما يرجح قتال البغي فقد أطاح بأعيان الصحابة الذين ذكرهم والذين لم يذكرهم ممن لم يقاتلوا لأنهم وبحسب قول ابن تيمية أصبحوا (( مذمومين بمعصية الإمام الواجب الطاعة وهو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ولما تركوا ما يجب من نصره صاروا أهل باطل وظلم إذ ذاك يكون تارة لترك الحق وتارة لتعدي الحق)) فالكلام هذا لا يوجه للشيعة فقط بل لكل شخص ترك القتال ولم ينصر أمير المؤمنين علي " عليه السلام" لكن ابن تيمية وقع في فخاخ فكره المريض الذي يريد من خلاله أن ينتقص من علي ويظهره بمظهر المخذول وكذلك شيعته بأنهم خونة ومتخاذلين ويجعل منهم أصحاب باطل وظلم ..
وهنا نسأل ابن تيمية ما حكم من تخلف من الصحبة من نصرة علي عليه السلام ؟ هذا أولاً، أما ثانياً: إذا كان من خذله هم أصحاب باطل وظلم فما هو حال وحكم من خرج ضد علي وجيش الجيوش ضده كمعاوية بن أبي سفيان ؟.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 06:19 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-57148.htm